دخلت معركة طوفان الأقصى شهرها الثالث، ولا يزال الكيان الصهيوني المنهزم في 7 أكتوبر يحاول ترميم وجهه، وإعادة هيبة جيشه الذي مُرغ أنفه في التراب.
فتراه يعمد إلى قتل الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين، وقد تجاوز عدد الشهداء 18 ألفاً والجرحى والمصابين 50 ألفاً.
قام بهدم المنازل والبنايات، وقصف المدارس والمستشفيات، وقطع الماء والكهرباء ومنع وصول الطعام والوقود حتى مات العديد من سكان القطاع من الجوع!
لكننا نقول لأهلنا وإخواننا في غزة أنتم الرابحون رغم كل هذه الآلام!
فأنتم اليوم في جهاد، والجهاد من أحب الأعمال، وهو ذروة سنام الإسلام.
وأنتم اليوم في رِباط، ورباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، فكيف وأنتم في رباط منذ 17 عاماً؟
وأنتم اليوم تُقاتِلون لنيل إحدى الحُسنيين إما النصر أو الشهادة، فإن تحقق النصر فسيفرح المؤمنون بنصر الله، وإن كُتبت لكم الشهادة، فالشهداءُ أحياء عند ربهم يُرزقون، أرواحهم في حواصل طير خضر تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش في الجنة.
وأما المصابون والجرحى، فإن كل جُرحٍ يؤجر عليه صاحبه، يأتي يوم القيامة اللون لون دم والريح ريح مسك.
وأما الجوع والعطش والتعب والآلام فكلها تكفير للسيئات ورفع للدرجات، والله لا يضيع أجر المحسنين.
وأما من قام بإنقاذ الأرواح كالأطباء والمسعفين والأطقم الطبية ورجال الدفاع المدني، فهم ممن ينطبق عليهم قول الله تعالى:
«ومَن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعا».
وأما من احتضن إخوانه المهجّرين من أنحاء غزة، فقاسمهم بيته وطعامه وشرابه، فهم كالأنصار الذي قال الله تعالى فيهم:
«يُحِبّون مَنْ هاجرَ إليهم ولا يَجِدون في صدورهم حاجةً مما أُوتوا ويُؤْثِرون على أنفسهم ولو كان بهم خَصاصة ومَن يوقَ شُحّ نفسهِ فأولئك هم المفلحون».
وأما الأمهات اللائي فقدن أولادهن، فصبرن على ذلك وحمدن الله على قضائه، فإنهن كالخنساء التي فقدت أبناءها الأربعة في معركة واحدة فحمدت الله تعالى وصبرت، ومن فعلت ذلك فإن الله تعالى يأمر ملائكته أن تبني لها بيتاً في الجنة وأن يُسمّى ذلك البيت (بيت الحمد).
يا أهلنا في غزة، لابد لليل أن ينجلي، وللقيد أن ينكسر، وللعدو أن يَنْدَحِر، فاصبروا وصابروا ورابطوا وأنتم المنتصرون بإذن الله
«واللهُ غالبٌ عَلى أَمْرِهِ ولَكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعلَمون».
X @abdulaziz2002