No Script

فلسفة قلم

باص المواصلات... مشاوير وبُعد إنساني

تصغير
تكبير
من مدينة المحلّة الكبرى المصرية إلى شوارع منطقة الفروانية في دولة الكويت، يجد المغترب المصري أحمد صابر، نفسه في خضم صراعات نفسية وعملية، وشوق وحنين للوطن مقترنة بحلم يرغب بتحقيقه، فمن بيت أسرته الصغيرة البسيطة والمتماسكة إلى مجتمع كبير من الغرباء فيه جنسيات متعددة من مختلف بلدان العالم، يختلف أحمد معهم في أشياء كثيرة عدا الطموح وحلم العودة لمواطنهم بحال أفضل لتغيير واقعهم المعيشي.
وسط هذا المشهد العام ومن خلال النظر إلى الحياة في الكويت من نافذة حافلة النقل العام أو كما نسميها «باص المواصلات» الذي يستخدمه الكثير من المغتربين للتنقل تعكس رواية الباص لمؤلفها الروائي والشاعر صالح الغازي، تفاصيل دقيقة وبسيطة عن حياة الكثير من المغتربين في الكويت وتأخذ القارئ للنظر بحكاياتهم ومشاويرهم من زاوية نظر جديدة ومختلفة.
بعد قراءة رواية الباص، وجدت فيها علاوة على متعة السرد القصصي أن فيها رسالة ذكية وفي غاية الرقي تدعو إلى تفهم حياة الآخرين والتعاطف معهم، وتوقظ الحس الانساني وتقدير المشاعر وعدم تجاهلها، وإضفاء الود أثناء التعامل مع المغترب الذي ترك وطنه وأهله وأصدقاءه وحياته التي يحبها لأسباب مختلفة لا نعلمها.

أقولها بصدق، إن الرواية نجحت في تصوير بُعد إنساني من الصعب أن نصل إليه إلا من خلال الوقوف على التفاصيل الدقيقة لحياة الكثير من المغتربين ونظراتهم للكويت وأهلها عبر نافذة باص المواصلات، غير أن هذا العمل الأدبي الممتع يكتب عن جانب مهم في حياة الكثير من المغتربين في الكويت والخليج العربي، وهي زاوية لم يتم التطرق لها من خلال رواية أدبية، ولذلك نعتز بهذا العمل ونقول إنه، كويتي مصري، ومصري كويتي.
كل التوفيق للصديق العزيز والزميل صالح الغازي وشكراً على نسخة الإهداء.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي