لا شك أنه موضوع معقد، ومساحة محاطة بأسلاك شائكة، ومسافة تسير فيها على قدم واحدة على حبل ممدود بشكل متعرّج، عندما تحاول تعريف الأدب في زمن الشركات والتجارب العابرة للقارات.
تختلف وجهات النظر حول مفهوم الأدب بين الأدباء الغربيين والشرقيين، وذلك نتيجة للاختلافات الثقافية والتاريخية والاجتماعية بين الثقافتين، ويُفترض أن هذه بدهية يمكن الانطلاق منها لإعادة تشكيل مفهوم الأدب وفق سياقات محلية.
الأدب من وجهة نظر «الخواجة» يُعتبر مجموعة من الأعمال الفنية المكتوبة التي تبرز قيماً إنسانية عالمية وتعبيراً عن تجارب الإنسانية الجامعة، وهذا يتم من خلال التركيز على الفرد والفردية، ويعكس ذلك في الروايات والقصص التي تركز على الشخصيات الفردية وتجاربها الشخصية، وطوال الطريق يشجع على التجديد والتطور في أساليب الكتابة والمواضيع والأساليب السردية.
يختلف الوضع في الأدب الشرقي حيث يُعتبر جزءاً من التراث الثقافي والروحي، ويتميز بالتركيز على العائلة والمجتمع والقيم الاجتماعية.
ويعكس ذلك في الأعمال الأدبية التي تبرز العلاقات الاجتماعية والتاريخ والتقاليد والحكمة.
يُعتبر الأدب الشرقي في مجملة محافظاً على التقاليد والقيم التاريخية، ويحترم الروايات القديمة والقصص الشعبية والشعر كمصدر للحِكمة والتعليم.
الأدب الغربي هو تطويع الكلمات، والأدب الشرقي هو تطويع الممارسة.
ومن اشتقاقات الأدب، الأديب والمُؤَّدِب، والمؤَّدَب، والآداب العامة والخاصة للممارسة... فعند الشرق ليس الأدب تطويعاً للكلمات من أجل كرنفال لغوي، بل تطويع الممارسة من أجل توريث الهوية، الأدب الغربي يشجع على الاستقلال، والشرقي يُشجع على الاستقرار.
في الأدب الغربي، يسود الطابع الفردي والرمزي، حيث يتجلى البطل كشخصية مستقلة، تحارب ضد العالم والمجتمع من أجل آمالها وأحلامها الشخصية، حتى لو كانت على حساب الجمع والمجموع والكل، ويتم التركيز على الأنا والذات، التحرر من القيود الاجتماعية والثقافية، والسعي نحو الحرية الشخصية والتحقق الذاتي. الأفكار والأحلام والتحديات الشخصية تأخذ مكاناً بارزاً في الروايات والقصص، والأدب الغربي يتميز بتشجيع التفكير الحر والاستقلال.
بينما يمتاز الأدب الشرقي بتركيزه على المجتمع والعائلة والتقاليد، فإن الشخصيات تتأرجح ضمن إطار القيم الاجتماعية والعادات والتقاليد. تتوارد القصص من أجيال إلى أجيال، وتحمل في طياتها حِكماً وعِبراً تمثّل الحكمة الجماعية.
يلعب الأدب الشرقي دوراً مهماً في الحفاظ على التراث والثقافة، ويعكس التزام الأفراد بالتقاليد والعادات والقيم الاجتماعية.
الروايات والقصص تحكي عن العائلة، القرية، الطائفة، الحي، وتعبر عن الروح الجماعية التي تميز الثقافة الشرقية واستقرارها.
الآن عزيزي القارئ، وبعد هذا العرض الذي استعنت فيه بورشة عمل مع فريق عمل «منتدى المبدعين» في رابطة الأدباء، واستعنت فيه بالذكاء الاصطناعي، وبثلاثة من أصدقائي، من أجل كتابته... قل لي بالله عليك، ما هو الأدب ؟
نبارك لمعالي وزير الإعلام ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية نجاح معرض الكتاب الدولي، سواءً على مستوى التنظيم أو إفساح الكتاب حيث لم يُمنع هذه السنة كتاب... فكانت الإتاحة، ولم يَعُد في المنع إباحة، والحمد لله رب العالمين. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
moh1alatwan@