الطفولة مزرعة الشباب، هكذا كان عنوان فصل في إحدى رواياتي لكنني لم أتصور يوماً أن يكون أيضاً عنواناً لحياتي الخاصة كيف ذلك؟
في بداية حياتي وتحديداً في عمر 8 سنوات، كنت أمارس دور البطولة كراوية لقصص عالمية، حصلت فيها على جوائز كثيرة، وتميزت بالسرد القصصي المشوق وأحببت ذلك كثيراً، إلا أن معايير مرحلة الطفولة تختلف عن بوابات ومعايير الشباب، فصار حب العلم شغفاً داخلياً وأن الرغبة بالتعلم شغف يزداد ويتضاعف مع الوقت، ولازمني هذا وكان معي بكل شيء، بالطبع تغيرت صورته. من طفل راوٍ إلى شابة راوية تروي حكايات كتابية بقلمها وبعدها العلمي فيه، ولأن الابتكار أمر شغوفة به كذلك، قرّرت ألا أكتب شيئاً لا يحمل فكرة جديدة أو منهجاً جديداً، على سبيل المثال، ارجع عزيزي القارئ لعنوان مقالتي التي تقول لك (سافر إلى ذاتك) أي حلّق معي في القراءة. وهذا السفر أخذته منهجاً روائياً كتابياً يكشف للجمهور عن دمج علم النفس بالفن، وبدأ الدمج بروايات تمثل رحلات نفسية تدعى سافر إلى بلورات ذاتك. أي حلق بطائرة دكتور نفسي يأخذك لذاتك لتتعرف عليها وتطورها وتصقلها.
وحصلت بذلك على لقب أول روائية كويتية تدمج العلاج النفسي بقصص تروى وتحلل وتعالج بالوقت ذاته. وأيضاً هو من أدخلني في موسوعة ثمين لأفضل الشخصيات في الكويت.
هل وقف الأمر هنا؟ لا أدى ما سبق للتطور، فالتطور عملية متحركة على الدوام لا تعرف التوقف، أدى هذا الأمر إلى صناعة مركز تطوير نفسي واستشارات يدعى الخطوط النفسية الفكرية، الذي غير حياة الكثير وقام ببناء حياة كُثر أيضاً، وبدأ الأمر بالتصاعد أكثر وأكثر والتطور أكثر بكثير حتى وصل إلى ما يسمى بالمسرح النفسي.
كيف ذلك؟ منذ الطفولة وكنت مهتمة بهذا الأمر وهو حب المسرح والثقة بتأثير المسرح على صحتنا النفسية وتطويرنا الاجتماعي، ومع تزايد خيباتي من العروض المسرحية التي أحضرها ومع عدم قدرتي على وضع خارطة عودة مسرحية بحُلة دكتور نفسي وليس كراوٍ، كان الأمر صعباً جداً، إلا ان العلم نور فعلاً. أثناء دراستي لعلم النفس وجدت علاجاً نفسياً يدعى السيكودراما وأحببت ذلك كثيراً، وأحببت أن أكتب فيه رسالتي الماجستير. وفعلاً حدث ذلك، رغم رفض من حولي للموضوع لشح الأبحاث فيه وعدم الاهتمام به، وفعلا كتبت وحصلت على الشهادة وقررت أن أطبقه في حياتنا كمنهجية علمية تهتم بالتغيير، ولكن كأي قرار لا بد أن يقع في فخ التشتت والحيرة والشعور بصعوبة وعدم إمكانية التطبيق.
أخذ الامر سنوات بحث وتقصٍ وحيرة ولكن لم أستسلم أبداً... رغم أنني أيضاً لم أكن أعرف طريق العودة لخشبة المسرح ليس كراوٍ كما كنت في الطفولة. بل كدكتور نفسي وحدث ذلك فعلاً.
اليوم، أعلن للجميع استعدادنا لمسرح نفسي يعتبر الأول من نوعه في تطوير الحياة النفسية والاجتماعية في رحلته الأولى، في ملتقى الصحة النفسية والاجتماعي. هل أنت أيها القارئ جاهز للإقلاع معنا يوم 13-12-2023؟
أتشرف في مشاركتكم رحلاتي النفسية، والآن هل الطفولة مزرعة الشباب؟ تحياتي.