انعقدت القمة الخليجية بقطر وسط تحديات خليجية ومشاكل وحروب إقليمية، تحتاج الحيطة والحذر خصوصاً أنها تهدد كيانات الدول العربية، ولعل ما يفعله الصهاينة من عدوان على قطاع غزة وسط مجازر وتوحش بجميع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، وصمت دولي مخيف ومرعب، أعطى الضوء الأخضر لهم ليقوموا بهذه المجازر.
وهذه التحديات تفرض على دول الخليج التوحد والتكامل لأن المخاطر لن تستثني أحدا، ولولا مقاومة أهل غزة للمحتل لما توقف الصهاينة عن احتلال أكثر من بلد عربي وسط دعم من الدول العظمى بشكل فج وممجوج، لذلك لابد من التعاون ووحدة الصف للصمود أمام هذه التحديات، من أجل الصالح العام.
إن القمة الخليجية أصبحت شأناً عربياً وهي تنعقد في ظل العدوان الغاشم على قطاع غزة وما يتعرض الفلسطينيون له من إبادة بربرية بشعة، ولعل دول الخليج من أوائل الدول التي أدانت هذا العدوان، حيث دعت المملكة العربية السعودية إلى قمة إسلامية استثنائية في وقت سابق، ودعا البيان الختامي لها لوقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، على خلفية الحرب في غزة، وأدان البيان «العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية التي ترتكبها» إسرائيل. وكذلك الجهود القطرية والكويتية كانت سباقة في دعم قطاع غزة وتيسير الجسر الجوي الإغاثي ومازال مستمراً إلى اليوم.
وحضر القمة الخليجية في قطر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدعوة خاصة من أمير قطر، وهناك حديث عن إعادة ترتيب الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وإحياء حل الدولتين، بسبب العلاقات الخليجية مع الجانب الفلسطيني والأميركي، والضغط على الكيان الصهيوني لوقف مخطط تهجير سكان قطاع غزة، وهناك حديث عن مفاوضات للوصول إلى هدنة جديدة.
وحذر قادة مجلس التعاون الخليجي من مخاطر توسع الصراع في غزة إلى مناطق أخرى. وأكد إعلان القمة الخليجية أن «موقفنا ثابت تجاه القضية الفلسطينية بإنهاء الاحتلال وحل الدولتين».
وذكر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن قضية غزة ليست منفصلة بل تتطلب إنهاء الاحتلال بكل الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى ضرورة إجبار إسرائيل على العودة لمفاوضات ذات مصداقية لحل الدولتين، وأنه لا يجب أن تكون المفاوضات لحل الدولتين مفتوحة بلا سقف زمني.
وأكد «إعلان الدوحة» الذي صدر في نهاية القمة، «وقوف مجلس التعاون إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعمه لرفع معاناة سكان قطاع غزة، ومد يد العون لإعادة بناء ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية في اعتداءاتها على القطاع خلال السنوات الماضية».
وعبر قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية «عن بالغ القلق وعظيم الاستياء من العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وإدانة تصاعد أعمال العنف والقصف العشوائي الذي تقوم به القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، والتهجير القسري للسكان المدنيين، وتدمير المنشآت المدنية والبنى التحتية، بما فيها المباني السكنية والمدارس والمنشآت الصحية ودور العبادة في مخالفة صريحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».
ولنكن أكثر صراحة، ونقول إن إسرائيل لديها مشروع واضح وتعمل من أجله، ولكن لماذا لا نملك نحن أيضاً مشروعاً عربياً موحداً للقضية الفلسطينية، ما يحصل في غزة يدعونا لإيجاد مشروع عربي موحد من أجل القضية الفلسطينية، وهذه الدماء الزكية يجب أن توحد الجهود وتتسامى عن النزعة الفردية.