ولي رأي

الهوية الوطنية

تصغير
تكبير

عندما تتخيل المملكة العربية السعودية اليوم، فماذا تتخيل؟ مكة المكرمة؟ موسم الرياض؟ كرستيانو رونالدو؟ مطاعم ومقاهي؟ وما الذي تراه عندما تتخيل الإمارات العربية المتحدة، إلا أن ترى دبي؟ المشاريع العملاقة هناك؟ ألم تتساءل ما الذي صنع هذه الصور في فؤادك؟
التطور مهم جداً. ومشاريع التنمية أمر لا بد منه.

ولكن ما جعل هذه الأمثلة ناجحة عالمياً هي صناعة هوية مؤسسية للدولة بشكل عام. تسويق مشاريعها، تعزيز القطاع الخاص فيها، وتطعيم الإعلام الغربي بصور جديدة للثقافة فيها.
حيث أصبحت دبي مثالاً للثراء. وأصبحت الرياض عاصمة الثقافة والسياحة في الخليج.
هذه الجهود لم تأتِ صدفة، ولكن هي نتيجة عمل ممنهج ومخطط له من قبل قيادة وحكومة وقطاع خاص، حيث نجحت هذه الدول في إعادة كتابة قصتها لتكون قصة نجاح أشبه بفكرة حملة «الحلم الأميركي» التي قامت بها الولايات المتحدة الأميركية لاستقطاب المهاجرين، حيث إن الجميع يستطيع أن يحقق حلمه في أميركا!
يقول الشاعر الأميركي فرانك اكس والكر «إن لم تقص قصتك فسيكتبها غيرك عنك».
وعليه بات الاستثمار في الإعلام وصناعة محتوى عالمي يعكس الثقافة الكويتية ضرورياً.
يجب أن نسوّق الكويت كمركز اقتصادي ومالي بناء على خطة التنمية 2035. ولكن لم يعد التسويق هذا يعتمد على الاستهداف وإرسال كتيبات عن الدولة. بل أصبح مبنياً على ترويج فكرة أو حلم للمستثمر.
يجب أن يرى الغرب الكويت كمكان جاذب للعمل والاستثمار (بل وللسياحة أيضاً) لابد من التعاون مع القطاع الخاص الكويتي لرسم خطة طويلة الأمد لصياغة وتنفيذ حملة بهذا الحجم.
يجب أن نعيد صورة الكويت بأنّها عاصمة تجارية وثقافية، وأنّ القطاع الخاص الكويتي عالمي ويستوعب التطور والاستثمار، وأنّ الإعلام الكويتي جاهز لخدمة لغات جديدة وجاليات من جميع أنحاء العالم، فلابد من زيادة الصحف باللغات الأجنبية، والتعاقد مع شركات الترجمة لترجمة المحتوى الحكومي كله، بالإضافة إلى ذلك، لابد من استحداث حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي برعاية حكومية تصور الثقافة الكويتية للعالم الغربي، فالكويت جنة وليست بئر نفط للعالم.
إضاءة:
تبقى الكويت عروس الخليج وأصبح ضرورياً أن يراها العالم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي