اقرأ ما يلي...

كيف أخبر ابنتي بالحقيقة؟

تصغير
تكبير

في يوم تبادلتُ الحوار مع صديق ليس بعربي، كنا نحب أن نتشارك الحوارات العامة في ما يخص الأديان والحضارات، وحياة الأسرة بشكل خاص. قال لي إن والديه من الأسر المحافظة التي تهتم جداً بتربية الأبناء على نظام اجتماعي ممنهج أساسه العادات والتقاليد والدين والمحافظة على سمعة العائلة بأي طريقة كانت، نوعاً ما نتشابه معهم في هذا الشيء.
قال لي إن والديه كانا حريصين على تنبيه أبنائهما من الكذب وقول الصدق في جميع الأحوال، بل وأن يُحكّموا ضميرهم في التعامل مع صعوبات الحياة ومواجهة الناس بطيبهم وشرهم. ثم تنهد الصديق قليلاً وقال: لا أستطيع أن أعلّم ابنتي مثلما علّمني أبواي، فلقد واجهت أقذر أنواع الاستغلال وشر الناس، لم يكن الصدق منجاة لي ولم يسعفني ضميري حينما كثرت جروحي بل رأيت من كان يتخطى تلك الصعاب هو مَن يناقضني تماماً.

لم يعلّمني أبواي أن أكون كالذئب واحمي نفسي بالدفاع عن نفسي والهجوم على العدو، وأكون خبيثاً بأضعاف خبث عدوي، نعم إنني أنام كل يوم مرتاح الضمير لأني لم أظلم أحداً، ولكنني أتألّم في الوقت نفسه من الجروح التي خلّفها الأشرار بي.
يحاول صديقي أن يكون أكثر وضوحاً مع ابنته المقبلة على حياة الأنثى المفعمة بالنشاط والحيوية وحب العمل والتعلم وإضفاء لمسات جديدة في الحياة. لكن الحياة ليست بالمثالية التي شاهدناها في أفلام الخيال أو في قصص السعادة الأبدية.
المشكلة هي كيف يكون الشخص جريئاً وواقعياً بأن يوضح حقيقة الحياة لابنته الصغيرة قبل أن تصدم من موقف تمر به أو تقابل شرار الناس، فلن تنفعها حينها التربية المثالية التي عاشتها في بيت طيب تحيط به حيطان المحبة التي لم تسمح للشر أن يدخل خلالها؟
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي