No Script

أبعاد السطور

إلى أليكسي فولوفيتش

تصغير
تكبير

في يوم الاثنين /2023/11/20 وصلتني رسالة من السيد المحترم أليكسي فولوفيتش، الذي أفتخر بمعرفته وصداقته بشكل كبير، والسيد أليكسي، أوكراني الجنسية يسكن مدينة أوديسا، وهو باختصار قامة علمية وأدبية وعسكرية، وسيرته الشخصية تحتاج لا يقل من 5 إلى 6 صفحات لأجل تعريف الناس به، وهو إنسان ممتلئ بالمخزون العملي والمعرفي والعلمي، وعمل في العديد من الدول العربية مثل مصر والعراق ولبنان وليبيا، وهو ذو رتبة عسكرية رفيعة، وله العديد من المقالات والدراسات والكتب.
لقائي الأول بالسيد أليكسي فولوفيتش، كان في شهر يونيو عام 2021 في مدينة أوديسا، ولقد أجرى معي لقاءً صحافياً تم نشره في صحيفة أخبار البحر الأسود الأوكرانية، وصحيفة الخبر الأول الإلكترونية.

تقول رسالة السيد فولوفيتش: «يا صديقي العزيز أرحب بك في كثير من الأحيان أنت تنتقد الرئيس زيلينسكي، والرئيس جو بايدن في مقالاتك، وسؤالي: لماذا لا تنتقد بعض الحُكام العرب لمساعدتهم الرئيس بوتين في كسب المال للحرب ضد أوكرانيا؟».
في الحقيقة أقول للسيد فولوفيتش، ما كتبته من أنني أنتقد الرئيس زيلينسكي كثيراً فهذا الأمر غير دقيق أبداً، وهو اتهام أرفضه، بل إن الحقيقة هي أنني من الداعمين الأوائل لزيلينسكي ولأوكرانيا وشعبها منذ اليوم الأول للعدوان الروسي على أوكرانيا، ولقد كتبت هنا في جريدة «الراي» وفي صحف عربية وأوروبية وأوكرانية عدة أكثر من 30 مقالاً دافعت فيها عن حقوق أوكرانيا وحريتها وسيادتها واستقلالها وما تعرّض له شعبها الطيب من إبادة جماعية وحشية وما أصاب أرضها من دمار وخراب، ولقد هاجمت السياسة الروسية الهمجية ضد أوكرانيا في تلك المقالات بشراسة وحزم وصوت عالٍ.
ولقد كتبت ما يزيد على 120 منشوراً في «الفيسبوك» لصالح أوكرانيا ودفاعاً عن شعبها وحقها في الحرية والاستقلال.
ولقد فتحت باب الصداقة على مصراعيه مع السفارة الأوكرانية في الكويت، والتقيت مع السيد السفير أولكسندر بالأنوتسا، مرات عدة، تعاونا فيها إنسانياً وإعلامياً وأدبياً وكصديقين يتقاسمان الألم والأمل ذاته.
منذ بداية أحداث العدوان الروسي على أوكرانيا التي سيمضي عليها قريباً نحوعامين كاملين لم أنتقد الرئيس زيلينسكي إلّا في موضوع أو جزئية واحدة فقط عبر سطوري بصفة عامة، وهي ما يتعلق بتصريحاته السريعة وغير المدروسة لا سياسياً ولا ديبلوماسياً في ما يخص اصطفافه الشديد جداً مع حكومة الكيان الصهيوني الإسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى، دون أن يلتفت لآلاف الأرواح البريئة من أهل غزة الذين قتلوا في إبادة جماعية على يد حكومة الكيان الصهيوني ولا يزالون يقتلون حتى هذه اللحظة، ولقد تمنينا أن زيلينسكي على الأقل يُمسك العصا من المنتصف في موقفه ذلك، لا أن يرتمي في أحضان الصهاينة بشكل يسيء للقضية الأوكرانية للأسف.
ولست وحدي الذي لم يعجبه ذلك الموقف السلبي لزيلينسكي، بل هناك الكثير من الكُتاب والأدباء والفنانين والديبلوماسيين والسياسيين والإعلاميين والصحافيين والأحزاب والجمعيات الأوكرانية التي غضبت من ذلك الموقف الغريب لزيلينسكي، بل ان الإحصائيات تشير إلى أن 64 في المئة من شعوب الأرض خرجت بتظاهرات في عواصم عربية وعالمية ضد ما يفعله الكيان الصهيوني من قتل ودمار وسحق في حق غزة وأهلها، بل انه حتى في تل أبيب خرجت تظاهرات شعبية تدين ما تفعله إسرائيل بأهل غزة!
ولا أنسى أن أذكر بيان وزارة الخارجية الأوكرانية الذي جاء متأخراً بأيام عدة من تصريحات زيلينسكي تلك، حيث حاولت الخارجية الأوكرانية ترقيع موقف زيلينسكي من أحداث غزة ببيان ديبلوماسي على قدر من الإنسانية.
في النهاية، أقول للصديق فولوفيتش، ولكل مواطن أوكراني: أوكرانيا ليست زيلينسكي، والشعب الأوكراني ليس زيلينسكي، وسأبقى أنا ومن يُحب الحق ومن يعرف قيمة الحرية في حياة الشعوب ندافع عن أوكرانيا وشعبها بسلاح القلم والرأي والأدب من غير تردد وبمنتهى المسؤولية والبسالة دون أن نلتفت لحسبة المكسب والخسارة الشخصية، لأن موقف البطولة والشرف هو أهم من موقف المكسب والخسارة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي