«فرحة» فلسطين لا تكتمل... إلّا بزوال الخونة!

عرضت مجموعة «ستوديو الأربعاء»، ضمن شهرية الأفلام الفلسطينية، التي تواصل تقديمها برعاية نادي الكويت للسينما، في قاعة «عبدالرزاق البصير» بمقر الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الفيلم الأردني «فرحة» من تأليف وإخراج دارين سلام، ومن بطولة كرم طاهر، أشرف برهوم، علي سليمان، تالا قموه، سميرة الأسير، مجد عيد وفراس طيبة.
«النكبة»
الفيلم مستوحى من أحداث حقيقية، جرت في العام 1948، إذ يتناول قصة عائلة فلسطينية تعرضت لمذبحة على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال النكبة، كما يصوّر بشاعة التهجير القسري الذي مارسته العصابات الصهيونية.
وجسّدت كرم طاهر دور «فرحة»، وهي فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً، تشاهد من غرفة المؤونة المغلقة كارثة تلتهم موطنها، حيث حبسها والدها في غرفة صغيرة أثناء اقتحام الجيش الصهيوني لقريتها.
فمن خلال شق في باب الغرفة، تشاهد فرحة جنوداً إسرائيليين يقتلون عائلة فلسطينية، بينهم طفلان صغيران وطفل رضيع.
ويرصد الفيلم جرائم المحتل الإسرائيلي منذ «نكبة 48» وحتى يومنا هذا، كما لو أن التاريخ يُعيد نفسه في كل عدوان آثم يقوم به الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية.
فقد تميز الفيلم بقلة الحوار والسرد، وتركت المخرجة كاميراتها تحكي تفاصيل كثيرة بعيون فرحة، خصوصاً بعدما وضعت المشاهد في مكان الضحية فشعر بكل ما شعرت به هذه الطفلة من مآسٍ حلّت على قريتها.
أيضاً، أشار الفيلم إلى موضوع الحصار، وأن فلسطين أصبحت سجناً كبيراً للفلسطينيين، وتجلّى ذلك في مشهد حبس «فرحة» في غرفة المؤونة.
كذلك ركّز على نقطة مهمة جداً، وهي الخيانة، «فنحن لا نهزم بالحروب المباشرة، إنما نهزم بسبب طعنات الخونة، فلا تكتمل فرحة النصر إلا بزوالهم»!
وكان الفيلم عرض للمرة الأولى في مهرجان «تورونتو السينمائي» في 14 من شهر سبتمبر العام 2021، كما تم بثه على منصة «Netflix» في الأول من ديسمبر العام الماضي.