أثار بقاء وصمود أهل غزة أمام مجازر الكيان الصهيوني الدموي انتباه العالم بأسره، حيث تساءل معظم سكان الأرض من الأجانب عن كيفية صمودهم إلى هذا الحد، وما سر صبر سكان قطاع غزة، وما سر قوة «حماس» أمام هذا الاحتلال الهمجي، وبالتالي أمام بقاء شعب غزة في وطنهم وسط أشرس قتال بين الكيان الصهيوني وفصائل حماس قد يكون وراءه سر عظيم!
وبدافع الفضول يريد هؤلاء معرفة سر الإيمان العظيم الذي يحمله هذا الشعب الفلسطيني العظيم، فهناك من المشاهير مَن قال إن إيمان الشعب الفلسطيني شيء لا يُصدّق... فلم نشاهد في حياتنا مثل قوة إيمانهم العميق بربهم، فقد شاهد العالم كله تلك الأهداف النبيلة التي حققتها فصائل «حماس» في دحر القوات الصهيونية الغازية، وكيف استطاعت أن تعمي أبصارهم أمام الاستعانة بالله وبآياته الكريمة في أي هجمة مرتدة ضد الكيان الصهيوني.
نعم إنه السر الإيماني القويم الذي يعلّمنا الصبر والقوة والصمود أمام الظلم وطغيان وبطش الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي ببطشه مازال يرتكب العشرات من المجازر من خلال قصف مآوي اللاجئين وقصف المدارس والمستشفيات والمساجد واستشهاد المئات من الأطفال والشيوخ والأبرياء، فلا فرق بين مدني أو عسكري وإنما الاستمرار بارتكاب المزيد من الجرائم الدموية وعدم الاكتراث للقوانين والمعاهدات الدولية وحقوق الإنسان، فأين حقوق الإنسان وكرامته أمام مقتل العشرات من الفلسطينيين الأبرياء الذين يذهبون شهداء عند ربهم نتيجة قصف صهيوني همجي بمباركة الولايات المتحدة والمملكة البريطانية وفرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى، ولا نجد مَن يوقف سفك هذه الدماء البريئة سوى مقاتلي «حماس» الذين أعطوهم الدروس في فن القتال منذ بداية حرب طوفان الأقصى؟
وعلى الرغم من أن الاحتلال الصهيوني قد ارتكب نحو 1330 مجزرة وقتل 14000 فرد بينهم 5600 طفل و3155 امرأة و690 مسناً، ولايزال هناك أكثر من 3750 فلسطينياً في عداد المفقودين، منهم 1750 طفلاً، ولا نرى سوى الإدانة والشجب من الغارات المروعة، إلا أنه في المقابل نجد أن سكان غزة صامدون وصابرون بقوتهم وبإيمانهم الذي يزداد بربهم يوماً بعد يوم، لأنهم يؤمنون بالقضاء والقدر، وهذا ما أثار فضول العالم الغربي عن معرفة الإيمان عند المسلمين، وسر اعتناق العشرات من الأجانب لدين الإسلام، وكذلك بات عشرات المؤثرين من الأجانب على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الأخرى وهم يقرأون القرآن الكريم ويتعلّمون معنى الإسلام، ثم يبكون بحرقة عند نطقهم بالشهادتين، بل وهناك من المتظاهرين ممن شارك بدعم غزة، لم يترددوا باعتناقهم للإسلام بعد معرفتهم لدين الحق والإيمان الذي يحمله الشعب الفلسطيني.
إنّ الآية التي يختارها «أبوعبيدة» المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام أصبحت تزلزل قلوب الكيان الصهيوني منذ بداية معركة طوفان الأقصى، والآية «وإنّ جُندنا لهم الغالبون» (الصافات - 173) تعني أنهم الغالبون لغيرهم، المنصورون من ربهم نصراً عزيزاً، يتمكنون فيه من إقامة دينهم، وهي بشارة عظيمة لمن اتصف بأنه من جند الله، ويقول أبوعبيدة إن مقاتلينا أشداء، صنعوا على عين الله ويضربون عدوهم بقوته، فالعدو الصهيوني يحاول تدمير الحجر والبشر ولكننا نتصدى لهم ببسالة أي يد من حديد، هذا وقد وثّق أبوعبيدة المجاهدين وهم يدمّرون آليات عسكرية إسرائيلية تدميراً كلياً وجزئياً... نعم هذا هو مصيرهم وهذا هو النصر المبين، فمن ظن أن فلسطين تنزف فقد أساء الظن! ففلسطين تتبرع بدمها لأمة أصبحت بلا دم... «نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبٌ»
اللهمّ أغث أهل القدس وأهل غزة وأهل فلسطين، اللهم اشدد أزرهم، اللهمّ اربط على قلوبهم، اللهم انشر السكينة على قلوبهم، فالقدس والأقصى لنا إلى الأبد...
ولكل حادث حديث،،،
alifairouz1961@outlook.com