تحدثتْ عن مسلسل «الخائن»

رولا بقسماتي لـ «الراي»: سلافة معمار الأقرب إليّ... نضحك ونبكي معاً

رولا بقسماتي
رولا بقسماتي
تصغير
تكبير

- حقيبة سفري مركونة خلف الباب وعندما يصلني الدور المُناسِب لا شيء يمنعني من السفر
تخوض الممثلة اللبنانية رولا بقسماتي تجربة التمثيل للمرة الأولى في عمل تركي معرّب من خلال مسلسل «الخائن» الذي يُعرض حالياً بمشاركة مجموعة من النجوم وفي مقدّمهم قيس الشيخ نجيب وسلافة معمار.
بقسماتي تحدثت عن تجربتها في مسلسل «الخائن» وصداقتها مع سلافة معمار وتفاعلها مع أحداث غزة في هذا الحوار.

• ما العوامل التي تجعلك تقبلين أو ترفضين تكرار تجربة المشاركة في مسلسل تركي معرّب؟
- المشاركة في هذه الأعمال تحتاج إلى نَفَس طويل. ولا شك في أننا تعبنا كثيراً كما يحصل عادة عند المشاركة في عمل يُصوّر داخل لبنان. ولكن الفارق أن الممثل يكون قريباً من بيته وعالمه وأصدقائه، أما الممثل الذي يترك عائلته ويغادر إلى تركيا فليس بإمكانه العودة إلى بلده ساعة يشاء لمشاهدتهم، وهذا الأمر متعب جداً للأم والأب والأبناء، ولذلك اصطحبتُ ابنتي معي وكانت تجربة حلوة وصعبة ولكن القرار كان صائباً.
عدد كبير من الممثلين كانت لديهم أزمة بسبب ابتعادهم عن عائلاتهم وكانوا يحتاجون لأذونات كي يزوروا عائلاتهم في وقت أن التصوير لا يمكن تأجيله، بينما أنا كانت ابنتي معي وهي صغيرة ولا يمكنني أن أبتعد عنها 8 أشهر. حتى إنني سجّلتُها في المدرسة وكنت قد تحدثت مع مدرستها في لبنان وأخبرتُها بالوضع وبأنني يمكن أن أعود إلى لبنان في منتصف العام الدراسي أو آخِره، واخترتُ مدرسة تركية تعتمد المنهج نفسه.
والمشكلة أن ابنتي تكيّفت مع الوضع ورفضتْ العودة حتى أقنعتُها. لا يوجد شيء سهل في الحياة، ولكن يجب أن نقيس الأمور بإيجابياتها وسلبياتها ونختار على هذا الأساس. وعلى الصعيد الشخصي، أنا على قناعة بأن هناك تجربة أولى في كل شيء وأنني أستطيع أن أصطحب ابنتي معي إلى أبعد مكان في الكون، وأنني قادرة على تحمل المسؤولية ولا شيء يمكن أن يردعني.
ابنتي «جدعة» وعلاقتنا ممتازة، وقد تأكدتُ من هذا الأمر خلال وجودي في تركيا.
• وهذا يعني أنك مستعدة لتكرار التجربة؟
- طبعاً، في حال توافر النص الجيد والدور الجميل. وأنا أقول دائماً إن حقيبة سفري مركونة خلف الباب وعندما يصلني الدور المُناسِب لا شيء يمنعني من السفر.
يمكن أن أشارك في مسلسلات داخل لبنان وأن أتعرف على ممثلين يشبهونني وآخَرين لا يشبهونني، ولكن لا توجد صداقات راسخة، وإن حصلت فهي نادرة، بينما في الخارج كنا كلنا قلباً واحداً لأننا اجتمعنا في مبنى واحد ولفترة طويلة والوجع جَمَعَ بين الكل.
وهناك ممثلون تواجدتُ معهم في تركيا وستستمر صداقتي معهم مدى العمر، وتعرّفت على الوجه الحقيقي لبعض الممثلين، لأن مَن يضع القناع لابد أن يسقط مع مرور الوقت.
• أيّ من الممثلين شعرتِ بأنه يشبهك؟
- هناك الكثير من القواسم المشتركة بيني وبين بعض الممثلين، لكن سلافة معمار هي الأقرب إليّ وكذلك إيلي متري وشربل زيادة وتاتيانا مرعب وغيرهم.
ولكن يوجد شبه كبير بيني وبين سلافة، فهي صريحة وشفافة مثلي، وعلاقتنا صادقة وراسخة وحقيقية، فنحن نضحك ونبكي معاً ومن نفس الطينة.
• أيهما تعطي الممثل أكثر، الدراما المشتركة أم التركية المعرَّبة، خصوصاً أن البعض يختار الثانية لأنها تؤمّن لهم انتشاراً أكبر بسبب فترة العرض التي تستمر لأشهر طويلة؟
- هذا صحيح، ولكن يمكن أيضاً لمسلسل من 10 حلقات أو ثلاثين حلقة أن يحقق الغاية نفسها إذا تم تنفيذه بطريقة صحيحة على مستوى النص والإنتاج والإخراج وإذا كان هناك انسجام بين الممثلين.
فهذا الأمر سينعكس على الشاشة، والناس سيقتنعون بالشخصيات.
في المقابل، انتشار الأعمال المعرّبة صار أوسع، عدا عن أن جَمْعَ ممثلين من مختلف الجنسيات في أي مسلسلٍ كان يشكل عاملاً يَلْقى رضى الجمهور ويحضّهم على المتابعة.
المسلسل التركي المعرّب فَرَضَ نفسه شئنا أم أبينا.
• كيف تتفاعلين مع ما يحصل في غزة؟
- ما يحصل صعب جداً.
يوجد بشر في الحياة ولكنهم ليسوا بشراً. أنا حزينة جداً وأشعر بالعجز لأنني غير قادرة على فعل شيء تجاه الأشلاء التي تتطاير والأطفال الذين يُقتلون وإبادة شعب بأكمله.
وأعترف بأنني لم أشاهد شعباً كالشعب الفلسطيني الصامد والجبّار والذي يعلّم الناس معنى الوطنية. وفي ظل عجْز العالم وتخاذُله، لا يسعنا إلا الدعاء لأن يكون الله إلى جانب الفلسطينيين في غزة.
• ماذا تتوقعين لهذه الحرب؟
- لا أعرف، ولكنني أعرف أن الإسرائيليين بلا ضمير. وأنا أتضامن مع الشعوب التي تتحرك لنصرة الفلسطينيين وأرى أنهم الأمل الوحيد للضغط، خصوصاً الشعوب الغربية.
«السوشيال ميديا» كشفتْ حقيقة إسرائيل أمام الغرب وأنهم يبيدون الشعب الفلسطيني ويقتلون الصحافيين.
الغرب يتغنّى بالديموقراطية والحضارة ويدّعون أن كل البشر سواسية، ولكن تبيّن أن العرب ليسوا بشراً بالنسبة إليهم، ونحن تبيّن لنا أن الغرب ليس حضارياً.
كفى كذباً على الناس، وشعوبهم عرفت الحقيقة، وعليهم أن ينتظروا الأسوأ عندما تحصل الانتخابات، لأن شعوبهم ستحاكمهم.
حرب غزة أوجدتْ الوعي عند الشعوب الغربية التي تتعامل مع الإنسان كإنسان، بينما نحن العرب منقسمون حتى ضمن البلد الواحد، وهذا الأمر يحزنني كثيراً.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي