No Script

حروف نيرة

صبراً أهل غزة

تصغير
تكبير

ما مِن عسر إلا ويعقبه يسر، وما من شدة إلا ويأتي بعدها فرج، كُل مَن صَبر على الضرر لا شك في صبره النفع والصلاح... الإنسان يقاوم المشاق حتى يشعر بالراحة ويصل إلى بر الأمان، كالمظلوم إن صبر ووثق بأن الله تعالى معه نال حقه، وارتفع على مَن ظلمه.
كالحاصل الآن في فلسطين وأهل غزة الذين رفعوا الأمة العربية والإسلامة بمقاومتهم للأعداء والجيوش الصهيونية التي تُفجّر أرض غزة وتدمّر أهلها... واجهوا كل مجرم استخدم أساليب عنيفة بعيدة عن الإنسانية، واستباح الجرائم الوحشية، مِن تدمير المدارس وتفجير المساجد وهدم المساكن وقصف المستشفيات، جرائم قتلت وعذّبت الأطفال والمرضى والمواطنين الأبرياء.

أهل غزة أبطال غير خائفين ولا متذللين، استعانوا بالصبر والإيمان، فقد أيقنوا أن مصيرهم هو العلو والرفعة على الأعداء، بقوله تعالى: «ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين»، أهل غزة رمز العزة والصمود الذين أصيبوا بمحن كمن حُرم من أهله، وفقد ولده، وأصيب بجروح عظيمة وعذاب فصبر ورضي بالقضاء والقدر.
يقول تعالى: (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ)، من يقع في آلام وشقاء يصبر حتى زواله، ويشعر براحة النفس والجسد؛ لأن الله تعالى لا يخذل الصابرين على الشدائد.
الحياة مزيج من السعادة والشقاء، فلا راحة إلا ويخالطها تعب وشقاء، أو اجتماع ويعقبه فراق.
مَن واجه تقلبات تلك الحياة، ونظر إلى من حوله لا يرى أحداً إلا وقد أصيب ببلاء، وطالما أننا في هذه الحياة لابد أن يصيبنا بلاؤها ونكباتها، ومن ظن أنه يعيش عمره سالماً مُنعماً من غير تنغيص لم يعرف حقيقة الحياة.
لا حياة ولا نصر إلا مع الصبر، ورغم أننا لا ندري متى نصر الله تعالى، لكنه حتماً يتحقق مع الأخذ بالأسباب والبذل والالتجاء إلى الله تعالى.
صبراً (أهل غزة) فالنصر والفتح قريب، وحقاً أنك ستراه، والصبر رغم مرارته إلا إن عاقبته الراحة التي تخفف عنك ما فات من دمار وحسرات وأوجاع.
aalsenan@hotmail.com
aaalsenan @
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي