«إنّ التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وتحقيق البطولات الإقليمية والعالمية، يحتاج إلى عمل كبير إدارياً وفنياً وتنظيمياً».
قائد الكويت في كأس العالم 1982 سعد الحوطي- كونا- يونيو 2022.
تعتبر هزيمة منتخب الكويت في أرضه وبين جمهوره في مباراته أمام الهند لتصفيات آسيا لكأس العالم المقبلة مصدر إحباط إضافي للجماهير الكويتية والمهتمين بالشأن الرياضي فيها، وهي دليل ونتاج إضافي على تراجع الوضع الرياضي في الكويت إدارياً وتنظيمياً وفنياً.
لقد تأسس الاتحاد الكويتي لكرة القدم عام 1952، قبل استقلال الكويت، وانضمت الكويت للاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1962. وتعملقت الرياضة الكويتية بعد ذلك فحصدت الكويت عشر بطولات في كأس الخليج، وهو الرقم الأعلى في هذه البطولة رغم صيام المنتخب الكويتي في تحقيق أي بطولة لهذه المناسبة بعد عام 2010. وكانت الكويت بطلة اسيا في كرة القدم عام 1980، وتأهلت لكأس العالم عام 1982، لتكون أول فريق عربي بطلاً لآسيا، وأول فريق عربي آسيوي يتأهل لكأس العالم، لقد كان هذا المجد الرياضي قبل أكثر من أربعين سنة.
لم تكن مشاركة منتخب الكويت في كأس العالم عام 1982 أمراً سهلاً، فلم يكن عدد الفرق المتأهلة لهذه البطولة العالمية آنذاك إلا أربعة وعشرين فريقاً، هم نخبة فرق العالم، وكانت الكويت مشاركة مع هذا العدد المحدود من عمالقة كرة القدم في العالم.
في الوقت الحالي تحتل الكويت ترتيباً هابطاً في المستوى الكروي بتصنيفها في المرتبة المئة وست وثلاثين عالمياً. والكويت التي كانت بطلة آسيا قبل أربعة عقود أصبحت الآن في الترتيب السادس والعشرين آسيوياً، فما أسباب هذا الانحدار؟ أسباب الانحدار هي مهمة يجب أن يبحث عنها المسؤولون عن الرياضة في البلاد، والمشرعون.
هناك تساؤل يطرحه البعض، هل كرة القدم تعتبر أمراً مهماً، ما أهمية أن يلعب ويستعرض عدد محدد من الشباب مهاراتهم في لعب كرة قدم في مستطيل أخضر! نعم كرة القدم ليست مجرد لعبة خصوصاً في الوقت الحاضر، هي بالتأكيد ليست المجال الأهم بالحياة، فهناك أمور مهمة كالعلم والتعليم والصحة والاقتصاد وما شابه، لكن كرة القدم أيضاً مهمة باعتبارها قطب الرياضة في العالم، والرياضة تعتبر من أهم المجالات في الحياة المعاصرة.
الرياضة لها فوائد كثيرة فهي تقود إلى التقدم الاجتماعي والانمائي، وهي داعمة لروح التآخي وروح الفريق الواحد والعمل الجماعي. الرياضة تغرس في الشباب روح التعاون والنشاط وتزيد اهتمام الشباب بصحتهم البدنية والتي تقود إلى تحفيز الصحة العقلية والنفسية للشباب. والرياضة تمنح الشباب الشعور بالاهتمام وتحمل المسؤولية عبر توليهم مهام منتظمة واحتاكههم بمدربين ومربين رياضيين أكبر منهم سناً، وأكثر منهم خبرة.
أخيراً، السؤال الذي يطرح نفسه مرة أخرى، لماذا التراجع المستمر والكبير في الرياضة الكويتية وفي كرة القدم أكثر الألعاب الرياضية شعبية؟ لحل هذا الموضوع هناك حاجة لنفضة وانتفاضة تصلح وضع الرياضة في الكويت، فمما يبدو أن هناك حالة عقم بإصلاح الرياضة عبر الحلول الترقيعية، الموضوع يحتاج إلى عملية إصلاح جذري، تتعدى الحلقات الإدارية في الأندية الرياضية وفي الاتحاد. حلول جذرية تأتي من مستويات مسؤولة أعلى، وقد تحتاج إلى تشريعات برلمانية جديدة، تنتشل الرياضة الكويتية من المصالح الضيقة، وترتقي بها لدور أكبر، نعم إلى دورها الحقيقي وهو الاهتمام بالشباب بالدرجة الأولى وما ينتج عن ذلك من ثمرة تمثيل الكويت عبر أبنائها الرياضيين المبدعين بالصورة التي تستحقها البلاد، ويستحقها اللاعبون الرياضيون المجتهدون، ويتطلع لها أبناء الكويت الذين يعشقون اسمها.