بالنسبة للرؤساء الأميركيين «يبدو أن الزمن البيولوجي يمر بشكل أبطأ» مقارنة بمعظم الناس!

بايدن احتفل بعيد ميلاده الـ 81 وسط قلق من تأثير عمره على احتمالات إعادة انتخابه

بايدن احتفل بعيد ميلاده الـ 81
بايدن احتفل بعيد ميلاده الـ 81
تصغير
تكبير
يدرك جو بايدن الذي احتفل أمس، بعيد ميلاده الحادي والثمانين، جيداً أن عمره يشكل العائق الأساسي أمامه قبل عام من الانتخابات الرئاسية، رغم انه كثيراً ما يمزح في شأن هذا الموضوع، ويؤكد أن سنه تمنحه الحكمة اللازمة.
وفي خطاب ألقاه قبل فترة قصيرة أمام عمال في شركات صناعة سيارات، سخر الرئيس الأميركي من المخاوف المتعلقة بقدراته البدنية والذهنية.
وعندما سقط أحدهم محدثاً ضجة بينما كان يلقي كلمته، سأل في البداية «هل كل شيء على ما يرام»؟ وأضاف «أريد أن تعرف وسائل الإعلام أنني لست الشخص الذي سقط»، في إشارة إلى تعثره المتكرر في مناسبات عامة.

وانتشرت صور هذه الحوادث في كل أنحاء العالم.
رهان
وبايدن، هو أكبر الرؤساء سناً في تاريخ الولايات المتحدة، وفي حال فوزه بولاية ثانية، كما يطمح، سيكون في سن الـ 86 عندما يغادر البيت الأبيض، في حين أن الجمهوري رونالد ريغان، صاحب الرقم القياسي السابق كأكبر رئيس للولايات المتحدة، كان يبلغ من العمر 77 عاماً في نهاية فترته الرئاسية الثانية عام 1989.
يتمتع الرئيس الأميركي بصحة جيدة، بحسب آخر فحص طبي أجراه في فبراير، لكن التصويت لصالحه يعني المراهنة على عدم تراجع صحته، وهو في هذه السنة المتقدمة.
لكن استطلاعات الرأي تُظهر أن هذه المراهنة لا تغري الأميركيين.
وكشفت نتائج استطلاع حديث أجراه معهد سيينا في ست ولايات أميركية رئيسية، ونشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، أن 71 في المئة من الناخبين يجدون أن سن بايدن المتقدمة تشكل عائقاً امام ولاية ثانية.
وينطبق هذا الأمر على الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يبلغ 77 عاماً بنسبة 39 في المئة فقط، رغم أنه ليس أصغر بكثير.
لكن المخاوف من القدرات الذهنية للمرشح الجمهوري، الأوفر حظاً في الانتخابات التمهيدية لحزبه، تزايدت في الآونة الأخيرة.
وبالنظر إلى نتائج هذا الاستطلاع، حث المستشار السياسي ديفيد أكسلرود، كبير مهندسي حملتي باراك أوباما الرئاسيتين، بايدن على أن يسأل نفسه «ما إذا كان يترشح لمصلحته، أو لمصلحة البلاد».
ويرى الباحث المختص في قضايا الشيخوخة في جامعة إيلينوي جاي أولشانسكي، أن هذا التركيز على العمر غير عادل. وقال لـ «فرانس برس»، إن «التقدم في السنّ لم يعد كما كان من قبل».
«قوي»
وتابع الباحث «الكثير من الناس يعيشون حتى العقد الثامن من عمرهم وهم قادرون تماما على أن يكونوا رؤساء أو يفعلوا ما يريدون».
وكان بايدن، قبل انتخابات 2020، قلل من السفر، على خلفية جائحة «كوفيد - 19»، لكنه الآن سيضطر إلى التجول في أرجاء البلاد للقيام بمهامه الرئاسية المنهكة.
ومع أن تقريره الطبي أكد أنه «قوي»، لكن ما من شك أن مشيته أصبحت متثاقلة، وكثيراً ما يكون صوته خافتاً وبالكاد مسموعاً.
وبات يستخدم السلّم الأقصر في الطائرة الرئاسية لتجنب التعثر مجدداً.
كذلك، يكثر الحديث عن زلاته، مثل إجاباته المرتبكة حول أفلام جون واين أو عندما خاطب نائبة توفيت لتوها، كما لو كانت لا تزال على قيد الحياة.
«كبار السن الأقوياء»
وقال الرئيس الأميركي في سبتمبر خلال اجتماع مع مانحين ديموقراطيين «يبدو أن الكثير من الناس يركزون على عمري. أنا أفهم، صدقوني»، وذكر مرات عدة أن عمره 800 عام ممازحاً.
وأثناء لقائه الرئيس التشيلي غابرييل بوريتش (37 عاماً)، قال بايدن مازحاً «مشكلتي الوحيدة معك هي أنك صغير جداً».
لكنه يؤكد بانتظام أيضاً أن عمره ضمانة لـ «الحكمة» في مواجهة مطبات الحياة السياسية الأميركية والاضطرابات في العالم.
لأسباب وراثية، يرى جاي أولشانسكي، أن كلا من بايدن وترامب «من كبار السنّ الأقوياء»، وهو مصطلح يستخدمه الباحثون لوصف الأشخاص الذين يحتفظون بقدراتهم حتى سنّ متقدمة.
ويشير إلى أنه بالنسبة للرؤساء الأميركيين «يبدو أن الزمن البيولوجي يمر بشكل أبطأ» مقارنة بمعظم الناس.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي