إسرائيل تنتقل تدريجياً إلى المرحلة الثانية من الحرب... غزو جنوب غزة

جنود إسرائيليون يتوغلون في غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون يتوغلون في غزة (رويترز)
تصغير
تكبير
رغم أن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ بعد قراراً ببدء المرحلة التالية من الحرب في قطاع غزة، إلا أن الجيش بدأ في الإشارة إلى التوسع الوشيك لعمليته البرية جنوباً.
فقد تحول تركيز الحملة العسكرية جنوباً، حيث من المرجح أن تواجه إسرائيل أصعب مرحلة في الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، في وقت تسعى إلى سحق حركة «حماس» واستعادة الأسرى وسط أزمة إنسانية متفاقمة.
ونجحت القوات الإسرائيلية إلى حد كبير في السيطرة على شمال غزة، لكنها لم تدمر سوى جزء من قدرات الحركة العسكرية ولم تأسر أو تقتل العديد من كبار قادتها، كما يقول ضباط ومحللون إسرائيليون رفيعو المستوى، لصحيفة «وول ستريت جورنال».

بدورهم، أشار القادة الإسرائيليون إلى التحول نحو الجنوب في الأيام الأخيرة، ما يشير إلى أن العديد من مقاتلي «حماس» فروا إلى هناك مع دخول القوات الإسرائيلية، وأن بعض القادة ربما يختبئون في بلدات ذات كثافة سكانية عالية، أو في أنفاق تحت الأرض، والتي شهدت غارات جوية أقل وقتالاً أقل من مدينة غزة، شمالاً.
ويكاد يكون من المؤكد أن الحركة ستثبت كونها خصماً أكثر تصميماً في الجنوب، حيث لن يكون أمام المقاتلين إلا القليل من الخيارات المتبقية غير القتال.
ورقة الأسرى
بدورهم، قال ضباط إسرائيليون سابقون، إن الأسرى هم أفضل وسيلة ضغط يمتلكها قادة حماس للبقاء على قيد الحياة في ظل التحول الإسرائيلي نحو الجنوب، حيث يسعى المسلحون إلى وقف القتال، على الأقل موقتاً.
كذلك بيّن مسؤولون وقادة إسرائيليون أن خطة إسرائيل لمهاجمة الحركة جنوباً، من المرجح أن تشبه تقدمها في الشمال، لكن الأمر سيكون معقداً بسبب العدد الكبير من المدنيين المكتظين الآن في المنطقة.
في موازاة ذلك، كشف مسؤولون أميركيون أنهم يحثون إسرائيل على تأخير عملياتها المتصاعدة في الجنوب حتى تفكر في خطط لحماية المدنيين الذين فروا إلى هناك بأعداد كبيرة هرباً من القتال في الشمال.
في المقابل، يعتقد مسؤولون إسرائيليون أنه ليس أمامهم خيار سوى غزو جنوب القطاع ووسطه، لتحقيق هدف إزاحة «حماس» من السلطة رداً على هجوم 7 أكتوبر.
وقال ميري آيسين، النائب السابق لرئيس هيئة الاستخبارات القتالية في الجيش الإسرائيلي، إن «قادة حماس الرئيسيون لم يجلسوا في الشمال قط». وأضاف أنهم «سيبقون بالقرب من منازلهم حيث يعيش الجزء الأكبر منهم في وسط القطاع وجنوبه».
ومن أهم أهداف إسرائيل، قائد «حماس» في غزة يحيى السنوار، بالإضافة إلى قائد «كتائب القسام» محمد ضيف، المتهم بتنسيق هجمات 7 أكتوبر.
القصف جواً ثم الدخول براً
ومن المرجح أن تقوم الطائرات الحربية بتكثيف قصفها على خان يونس ورفح، وهي المناطق الحضرية المكتظة بالسكان في الجنوب والتي يعتقد أنها مليئة بأنفاق «حماس»، مثل مدينة غزة، شمالاً.
كذلك من المرجح أن يتبع ذلك تقدم القوات البرية من اتجاهات متعددة، وعزل معاقل الحركة وتطهيرها ببطء من المقاتلين فوق الأرض.
وأوضح إيال بينكو، وهو ضابط عسكري متقاعد ومسؤول استخباراتي سابق، أن «مقاتلي حماس سيتحركون ببطء». وأشار إلى أن الهجوم سيبدأ من «القصف جواً ثم من البحر ومن الأرض ثم تدخل المشاة والدبابات».
ويقول القادة إن القوات الإسرائيلية ظلت بعيدة عن الأنفاق في الشمال، واختارت تفجير المداخل في كثير من الحالات عندما تجدها لمنع «حماس» من استخدامها لنصب الكمائن.
معضلة الأنفاق
لكن مع استمرار البحث عن الأسرى في الجنوب، فإن تحديد الأنفاق التي يمكن تدميرها من دون تعريض الأسرى إلى الخطر، قد يكون أمراً صعباً على نحو متزايد.
وذكر جون سبنسر، وهو ضابط متقاعد في الجيش الأميركي ورئيس دراسات حرب المدن في الأكاديمية العسكرية الأميركية، أن «بعض التحديات ستظل على حالها في الجنوب».
وتابع «لكن أحد الاختلافات هو أنهم أرسلوا الجميع إلى هناك، لذا فهم يواجهون وضعاً أكثر صعوبة في فصل المدنيين عن حماس»، واصفاً الأمر بـ «معكرونة تكتيكية تنفيذية استراتيجية ضخمة».
ومن المتوقع أن تستمر المرحلة الحالية من العملية في الشمال لأسابيع قبل أن يتجه الجيش جنوباً، وفقاً لتقييم الاستخبارات الأميركية الذي وصفه مسؤول أميركي لـ «وول ستريت جورنال».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي