في المقالة السابقة، تحدثنا عن المجموعات السيبرانية من القراصنة المحترفين في العالم أنهم استطاعوا أن يكونوا متحدين لهدف واحد، ومن خلال هذا الصف الواحد ضد الكيان الصهيوني تم استهداف جهاز الاستخبارات الإسرائيلي المعروف باسم الموساد، وكذلك استطاعت هذه المجموعات من الهاكرز وقف جميع الخدمات الإلكترونية لهذا الجهاز من الموقع، كما أنهم نجحوا في منع جميع المستخدمين من تسجيل الدخول عليه وهذا ليس أمراً هيّناً، وبالتالي من المتوقع أن يصبح هذا الأمر أكثر خطورة في الأيام المقبلة، لماذا؟
يرجع السبب إلى وجود قراصنة مثل أشباح فلسطين، وهؤلاء قاموا بمناشدة جميع الهاكرز أصحاب القبعات في العالم للانضمام إليهم حتى تكتمل خطة الهجوم السيبراني معاً، والمفاجأة الأخرى دخول هاكرز من روسيا على خط المواجهة للعدو، ملبين نداء الواجب للانضمام مع الفريق في الحرب السيبرانية، وبالرغم من استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلا أن فريق الهاكرز الروسي وشهرته «Kill net» لم يتأخر بتلبية النداء أبداً حيث أبدى تقديم الدعم والمساندة لفريق أشباح فلسطين، ويُقال إن السبب الرئيسي لانضمامهم مع فريق أشباح فلسطين هو خيانة الكيان الصهيوني لروسيا، كونه يساند أوكرانيا ويقف ضد روسيا في الحرب الدائرة، وبالتالي قرر فريق الهاكرز الروسي أن يجعل دعم فلسطين في حربها مع الكيان من ضمن أولوياته.
فقام الفريق الروسي بشن هجمات سيبرانية ضد المؤسسات الحكومية الاسرائيلية إعلاناً منه بأن الحرب السيبرانية بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني قد بدأت فعلاً، لذلك تمكن الفريق الروسي السيبراني أن يشل حركة موقع الحكومة الإسرائيلية بوقت قصير بعدما استخدم سلاح الهجوم السيبراني المعروف باسم «الحرمان من الخدمة» واختصاره بـ «دي دي أو أس أتاك»، ومن خلال هذا الهجوم الإلكتروني تستطيع إغلاق موقع الويب المستهدف بالكامل عبر الكم من طوفان طلبات الاتصال وحزم البيانات، وهذا ما يعرقل دخول المستخدمين فيصعب عليهم الدخول لفترات زمنية معينة.
وبالتالي هذه الحركة الذكية قد تلحق بالعدو الصهيوني خسائر اقتصادية فادحة في المستقبل، وهذا كله مجرد تحذيرات سيبرانية قبل أن تدخل بقية المجموعات من الهاكرز ليساندوا مجموعة
«Kill net» الروسية.
وعلى ما يبدو أن هناك استعداداً كاملاً مرتقباً لمواجهة الكيان الصهيوني في أي وقت من قبل مجموعات هكرية مشهورة ومنها: «Anan ghost» و«Ghost client» ماليزيا وفريق بنغلاديش الغامض.
ولكن هذه التطورات من الأحداث هي التي سرّعت من دخول طرف ثالث بجانب إسرائيل وهي قراصنة الهند، فهؤلاء قد قاموا بدعم العدو الصهيوني بشكل كبير، وهذا ما يؤكد مدى كراهية بعض الشعوب للمسلمين!
فبعد نجاح عملية طوفان الأقصى وانحياز غالبية الهاكرز مع حرب فلسطين، لم يمض وقت طويل حتى تدخّل فريق القوة الهندية السيبرانية، ومن خلال خبرتهم الطويلة استطاعوا اختراق موقع البنك الوطني الفلسطيني وموقع شركة الاتصالات الفلسطينية، ولكن على أي حال نرى من خلال هذه المؤشرات للحرب السيبرانية الدائرة أن جميع المجموعات السيبرانية تتعاطف مع القضية وتميل لصالح فريق أشباح فلسطين، وبالتالي كان عدد المجموعات المنضمة لصف فلسطين مميزاً وأكبر.
وأيضاً نجد هناك مجموعة من الاختراقات من قبل هاكرز المغرب الذين استطاعوا اختراق مواقع حساسة لبعض القنوات الاسرائيلية على الهواء مباشرة «Live» ليكون عنوانه: «فلسطين حرة وستبقى حرة» وأيضاُ كتابة «تم اختراقكم من المغرب» وهذا ما أزعج قنوات الإعلام الإسرائيلي حقاً... فقد دار الزمان وتمكن المستضعفون من العلم والتكنولوجيا وتاه الصهاينة بين هذا الكم الهائل من الشباب المتمكن من اختراق منظومات وتكنولوجيا الصهاينة التي طالما تفاخروا بها وأصبحت ألعوبة في يد المقاومين.
فإلى الإمام فقد قيّض اللهُ لهذه الأمة مَن ينصرها ويأخذ بثأرها، وهم عبادُ الله أولو بأس شديد كما قال الله تعالى فيهم: «فإذا جاءَ وعدُ أُولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلالَ الديارِ وكانَ وعداً مفعولاً». صدق الله العظيم.
ما نشهده اليوم هو تحول عظيم في حياة الإنسانية والعالم، فشياطين الإنس قد كشّروا عن أنيابهم وأظهروا بطشهم وصلفهم بكل وقاحة وبجاحة، فلم يعد لهذا الإنسان من مجال إلا مقارعتهم بكل ما أُوتي من قوة.
ولكل حادث حديث،،،
alifairouz1961@outlook.com