أميركا متخوفة من «مواجهة شاملة» قد تجرّها إلى قلب الصراع
أوستن يحذّر غالانت من فتح جبهة مع «حزب الله» والجيش الإسرائيلي لا يرى مفراً من حرب الشمال
قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (رويترز)
يعتقد الجيش الإسرائيلي أن الحرب في الشمال «أمر لا مفر منه»، بعدما زاد «حزب الله» من عملياته العسكرية، موقعاً العديد من الضحايا في صفوف الإسرائيليين، بينما هدّد وزير الدفاع يوآف غالانت، بأنه «عندما يتم تجاوز الخط الأحمر، سترون طائراتنا تقصف بيروت»، وذلك رغم التحذيرات الأميركية، من خطوات قد تؤدي إلى «حرب شاملة».
وجاءت تهديدات غالانت، إثر زيارته المنطقة الشمالية، حيث أبلغه قادة القطاع، أن الجيش يجب أن ينتقل إلى مرحلة الهجوم.
وقال إن «حزب الله يجر لبنان إلى حرب»، مشيرا إلى أن «اللبنانيين هم من سيدفعون الثمن».
وبحسب مصادر أمنية، فإن فعالية هجمات الجيش ضد «حزب الله» آخذة في التناقص، لأنه «تعلم الدفاع عن نفسه وتعلم تقنيات سلاح الجو، وبالتالي لم يعد قادراً على ضرب الوحدات المضادة للدبابات كما كان يفعل في الماضي».
ويقدر أعضاء في مجلس الوزاري المصغر (الكابينيت)، أنه «طالما لم تصل تعليمات من إيران بخوض حرب»، فإن الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، «سيكتفي بإطلاق نار محدود»، بحسب ما نقلت عنهم صحيفة «يسرائيل هيوم».
وأكد مسؤول سياسي، أن إسرائيل، لا تنوي السماح للحزب، بمواصلة التموضع عند الحدود اللبنانية بعد الحرب على قطاع غزة، «إن من خلال ضغط سياسي أو عسكري».
وأضافت الصحيفة، أن إسرائيل تبحث في إمكانيتين للعمل من خلالهما «من أجل إبعاد حزب الله عن الحدود»:
الأولى، «حشد دعم دولي لإبعاد مقاتلي الحزب عن الحدود بقدر المستطاع، بهدف ضمان شريط أمني».
والثانية، «إبعاد حزب الله من خلال عملية عسكرية، وهذه إمكانية ليست معنية إسرائيل بها في هذه المرحلة، وتكتفي بدفاع هجومي ضد عمليات الحزب التي تسببت بسقوط قتلى».
ونقلت الصحيفة عن وزير عضو في «الكابينيت»، «إنّنا معنيون بالفصل بين الجبهتين»، وأنه «من أجل القضاء على حماس في قطاع غزة وإنقاذ المخطوفين، علينا التركيز على الجنوب والاستمرار في الدفاع شمالاً. وفي هذه الأثناء، يقرر نصرالله السقف، ونحن نرى أنه متوتر لكنه يمتنع عن مواجهة حربية».
في السياق، يخشى البيت الأبيض من هجمات استفزازية إسرائيلية قد تدفع «حزب الله» إلى تصعيد عملياته الحدودية، ما قد يخلق ذرائع لتل أبيب لتسويغ زيادة عملياتها العسكرية وتوسيع نطاق الحرب التي تشنها على غزة، ما من شأنه أن يجر واشنطن إلى قلب الصراع، وفق تقرير أورده موقع «واللا» الإسرائيلي، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة على المحادثات الأميركية - الإسرائيلية.
ولفت التقرير إلى المحادثة الهاتفية بين وزير الدفاع الأميركي، ونظيره الإسرائيلي، مساء السبت، حيث أعرب لويد أوستن، عن قلق واشنطن من «تصاعد القتال على الحدود الشمالية». وأشار إلى مخاوف من أن تصعيد المواجهات «قد يؤدي إلى فتح جبهة أخرى».
وذكر التقرير أن أوستن طالب غالانت بضرورة تجنب الخطوات التي قد تؤدي إلى حرب شاملة مع «حزب الله».
وبحسب «واللا»، فإنّ كبار المسؤولين في إسرائيل أبلغوا نظراءهم الأميركيين في أكثر من مناسبة منذ بدء حرب غزة، في السابع من أكتوبر الماضي، أن «السكان لن يوافقوا على العودة إلى المستوطنات (الحدودية مع لبنان) ما دام تهديد حزب الله سيظل قائماً على الجانب الآخر من الحدود».
وذكر «واللا» أن إدارة بايدن مارست ضغوطاً على الحكومة اللبنانية والأطراف الفاعلة في المنطقة، لبذل كل ما في وسعها لمنع «حزب الله» من الانضمام إلى الحرب بكامل قوته العسكرية.
وأكد أن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين، نقل الأسبوع الماضي، رسائل إلى «حزب الله» عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، إضافة إلى مسؤولين لبنانيين آخرين رفيعي المستوى، حذّر فيها من تصعيد الوضع في المنطقة.
ونقل «واللا» عن مصدرين مطلعين أن الصورة التي تشكلت لدى هوكشتاين أن الحزب وسائر الأطراف في لبنان، غير معنيين بـ «حرب شاملة».