في نسختها الثانية بحضور أكثر من 300 متخصص في قطاع الأعمال

«MoneyTech» ترسم مستقبل عالم تقنية الأموال... محليّاً

تصغير
تكبير

- خالد المطيري: هذه القمم الاقتصادية التزام من «الجريدة» تجاه القطاع الخاص
- بشار الصايغ: مستقبل العالم في ظل التطورات التقنية سيُعيد كتابة مفهوم الاقتصاد والأعمال
- مشاري الحمد: قطاع الاتصالات مكمّل لعمل البنوك لا منافس
- دلال الريس: مشاركة البيانات بطريقة آمنة في ظل الصيرفة المفتوحة عملية مهمة
- عبدالله الشارخ: رؤية توسعية للشركات الكويتية في صناعة خدمات تقنية الأموال
- دخيل الدخيل: أهمية مراقبة واقتناص أفضل الفرص الاستثمارية في الشركات التكنولوجية
- مهند الصانع: القطاع الخاص يجب أن يكون عابراً للحدود لا محلياً فقط
- بدر الغانم: فروق كبيرة في سلوك المستهلكين بناء على التوسع الجغرافي والكثير من المتغيرات
- طلال الغانم: الكثير من الشركات يستخدم «الفنتك» لتقليص مصاريفه الشهرية

انطلقت أمس قمة «تقنية الأموال 2023» (MoneyTech)، التي نظّمتها جريدة الجريدة بنسختها الثانية، وعُقدت في فندق جراند حياة الكويت، بحضور أكثر من 300 متخصص في قطاع الأعمال والتجارة والتقنية والمالية، مع مجموعة كبيرة من أصحاب الشركات الكبيرة والناشئة ومستثمرين متخصّصين في مجال تقنية الأموال، للتعرّف على آخر تطورات عالم تقنية الأموال والمساهمة في رسم مستقبلها محلياً. كما بحثت القمة نمو الذكاء الاصطناعي في قطاع الخدمات بالكويت، وأهمية تطوير مراكز التحكيم، وتحديات التمويل القادمة.
وقال رئيس تحرير جريدة الجريدة، خالد المطيري، في كلمة الافتتاح: «نجاح النسخة الأولى من هذا الملتقى التي انعقدت قبل عام، شكّل دافعاً لنا لتنظيم نسختها الثانية، وقد أصبحت هذه القمم الاقتصادية التزاماً من (الجريدة) تجاه القطاع الخاص الذي له كل التقدير على قيادته التنمية ودعمه الاقتصاد الوطني، إلى جانب وقوفه وراء شباب الكويت واحتضانه لابتكاراتهم، لاسيما بعد تجاربهم الناجحة في مجالات تقنية الأموال وتجاوزهم المحلية إلى الإقليمية».

وأضاف: «أؤمن أن فعاليتنا هذه تزداد قيمة بحضوركم وإسهاماتكم في مناقشة ما يأتي تحت عنوان (تقنية الأموال) من تفاصيل متشعبة، تشكل أحد أهم المسارات المستحدثة التي شقت طريقها سريعاً إلى عالم الاقتصاد الحديث، وفي مقدمتها الابتكارات المصرفية الرقمية، وتأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع الخدمات، وصولاً إلى أهمية مراكز التحكيم القانونية في بيئة اقتصاد تقنية مع تكنولوجيا متنامية».
من جانبه، قال المدير العام في «الجريدة» بشار الصايغ: «لا شك في أن مستقبل العالم في ظل التطورات التقنية والتكنولوجية بكل ما تحمله من إيجابيات سيعيد كتابة مفهوم الاقتصاد والأعمال بلغة جديدة يشارك فيها الذكاء الاصطناعي الذكاء البشري، فإن كان الأول يتفوّق بالسرعة والكفاءة فإن الآخر لا يُمكن منافسته بالاختراع والابتكار».
مميزات بنوك المستقبل
وتناولت فعاليات الجلسة الأولى حلقة نقاشية حول مميزات بنوك المستقبل، حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة البوابة الإلكترونية القابضة التابعة لشركة «STC» مشاري الحمد، إن قطاع الاتصالات يُعتبر من القطاعات المكمّلة لعمل القطاع المصرفي لا منافس له، حيث توفّر قيمة مضافة كبيرة للبنوك، وذلك من خلال البنية التحتية والأفرع التكنولوجية والتي لا تتعدى تكلفتها 30 ألف دينار، في حين أن الفرع التقليدي في منطقة سكنية قد تزيد تكلفته على 500 ألف دينار.
وأكد أن توجه البنوك في الوقت الحالي يستهدف شريحة الشباب التي تمثّل 60 في المئة من المجتمع، وتعمل شركات الاتصالات على تسهيل عملية الوصول لهذه الشريحة، إذ إن البنية التحتية الخاصة بتقنية الإنترنت تغطي 99.9 في المئة من الدولة.
وأضاف الحمد: «لدينا حجم مستخدمين للإنترنت حاليا وصل إلى 4.3 مليون، ما يعكس ديناميكية السوق وحجم الإقبال على التقنيات المالية وخدمات الديجيتال، حيث إن أصغر عمر مستخدم للإنترنت حسب إحصائية أخيرة من عمر 1 إلى 4 سنوات».
بدورها، تحدّثت الرئيس التنفيذي المؤسس المشارك لشركة «سبير» دلال الريس، حول آفاق وفرص نمو شركات التقنية وتوسع أعمالها، مشددة على أن مشاركة البيانات بطريقة آمنة في ظل الصيرفة المفتوحة تعد عملية مهمة لكل جهة، حيث تمكّن الشركات والجهات من بناء قرارات صحيحة وطرح منتجات أفضل.
تنظيم أعمال الدفع
من جهته، أفاد المدير التنفيذي لشركة «تاب بيمنتس» فيصل الهارون،
بأن من أبرز التطورات التي شهدها السوق التقني التعليمات الجديدة التي أصدرها بنك الكويت المركزي، والتي تنظم أعمال الدفع الإلكتروني، وذلك في مايو 2023.
وذكر أنه من أهم مرتكزاتها السماح بطرح منتجات جديدة ومنها أعمال الدفع الآجل، وكذلك أعمال الصيرفة المفتوحة التي تُتيح للشركات والمستهلكين الدفع المباشرعن طريق الحساب البنكي وكذلك خدمات النقود الإلكترونية «المحافظ الإلكترونية».
رؤية توسعية
وقال رئيس قطاع الأسواق والاستثمارات المصرفية في شركة «كامكو إنفست»، عبدالله الشارخ، إن الشركات الكويتية لديها رؤية توسعية على صعيد صناعة خدمات تقنية الأموال.
وبيّن أن تقنية الأموال تتطلّب إطاراً تشريعياً يضع الحلول اللازمة لكل المشكلات، مشيراً إلى أنه يتم الأخذ في عين الاعتبار كل الحلول الموجودة وفقاً لأنواع الاستثمارات المختلفة.
وأكد الشارخ على الدور الكبير الذي تلعبه الجهات الرقابية والتشريعية لمواءمة دورها وإتاحة المجال بشكل أكبر للسماح بالابتكار، مطالباً بضرورة وجود مساحة للمبتكرين مع توفير الضوابط والأطر والقوانين لتعزيز المناخ المناسب.
اقتناص الفرص
بدوره، شارك الرئيس التنفيذي في «رساميل للاستثمار» دخيل الدخيل، في إحدى جلسات القمة التي تناولت أسواق رأس المال والتحدي القادم لشركات التقنية المالية، حيث سلّط الضوء على أهمية التحوّل الرقمي في شركات الاستثمار، ودوره الكبير في تعزيز إنتاجية وأداء الشركات والموظفين على حد سواء.
وأشاد الدخيل بقمة تقنية الأموال، مشدداً على ضرورة تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تتيح الفرصة للقاء المسؤولين في الشركات مع خبراء التكنولوجيا لتبادل الأفكار والتعرّف على أبرز التطورات التي يشهدها العالم، وأبرز الحلول والتحديات التي تواجه الشركات الاستثمارية في ظل التغير الدائم في احتياجات المستثمرين من جميع الفئات.
ورأى أن النمو المتسارع في قطاع التكنولوجيا حول العالم خلق فرصاً استثمارية جديدة للمستثمرين، منوهاً إلى أهمية مراقبة واقتناص أفضل الفرص الاستثمارية في الشركات التكنولوجية.
من جهته، أكد عضو مجلس إدارة هيئة تشجيع الاستثمار المباشر مهند الصانع، أن القطاع الخاص يحتاج اليوم لأن يكون عابراً للحدود وليس في الكويت فقط، ويرى ما يحدث في المنطقة ويتطور معها لاسيما وأن البيئة الاقتصادية في الكويت قوية جداً.
وبيّن أن البنوك الرقمية تتوسّع وتتحوّل من بنوك تقليدية إلى بنوك رقمية وتكنولوجية في العالم كله، مشيراً إلى أن البيئة التشريعية والرقابية قادرة لكنها ليست جاهزة.
الذكاء الاصطناعي
من جانبه، قال الدكتور شوقي توبي من قسم البيانات والذكاء الاصطناعي في «غوغل كلاود» إن الشركة تستخدم الذكاء الاصطناعي في التنمية المالية وذلك عبر محاور عدة.
وأوضح أن «غوغل» توفّر العديد من المهارات عبر الذكاء الاصطناعي والتي تُساهم في تسريع عملية النمو من خلال تفضيل العروض وبناء الحملات التسويقية وتحقيق عائد من الاستثمار الى جانب ادارة المخاطر وتوليد التقارير الرقابية.
الجلسة الثانية
وخلال الجلسة الثانية والتي تناولت موضوع تقنية المطاعم والتقنية المالية ودورها في خدمة المستهلكين، قال المدير الاداري في شركة طلبات الكويت، بدر الغانم، إن هناك فروقاً كبيرة في سلوك المستهلكين تقوم بالأساس على التوسع الجغرافي والكثير من المتغيرات الأخرى التي تلعب دوراً محورياً كالتشريعات الرقابية في تسهيل تقديم التكنولوجيا، منوهاً إلى أن التحوّل الرقمي تضاعف خلال السنوات الاخيرة بشكل لافت.
وأشار إلى أن السوق الكويتي متشبع جداً ويحمل منافسة شديدة في هذا المجال لتقديم أفضل الخدمات للمستهلكين.
بدوره، قال المدير والمؤسس لشركة كاميو لخدمات الكمبيوتر طلال حمد الغانم، إن «الفنتك» من الأمور المهمة للشركات حيث إن العديد منها يستعمل تلك التكنولوجيا لتقليل مصاريفه الشهرية.
ولفت إلى أن الشركات تواجه تحديات مثل طول الدورة المستندية إلى جانب تحديات البيئة التشريعية.
من جانبه، قال رائد الأعمال الرئيس التنفيذي في شركة جاسترونوميكا الشرق الأوسط، باسل السالم، إن التكنولوجيا تطورت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، ما أدى بطبيعة الحال إلى زيادة عدد المستخدمين والوصول إلى المطاعم بشكل سهل لتعظيم الفوائد المرجوة من استخدام التكنولوجيا.
وتحدث عن أهمية المطابخ السحابية، مشيراً إلى أنها جانب من جوانب الاستثمار في المطاعم، وهي استثمار تقني يراعي سرعة الوصول إلى المستهلك.
أما الرئيس المالي في شركة طلبات خالد الفقش فأكد على أهمية التكنولوجيا المالية ومنها «الفنتك»، والتي تعتبر مهمة جداً في السوق.
وتابع: «نعمل مع التطبيقات الأخرى بالتزامن مع وجود العديد من الابتكارات، ومنها (PAY LATER) والتي أصحبت مشهورة عالمياً».
محمد العثمان: الكويت بين الأفضل في تبنّي التكنولوجيا والرقمنة عالمياً
قال الرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية والرقمية لمجموعة بنك الكويت الوطني محمد العثمان، إن حجم التطوّر الرقمي الهائل الذي شهدته الصناعة المصرفية في الكويت والمنطقة خلال الفترة الماضية في تزايد وصعود مستمر، حيث أصبحت الخدمات المصرفية الرقمية التي تتم عبر «تطبيقات الموبايل» تستحوذ على النصيب الأكبر من العمليات المصرفية للبنوك.
وشهد حضور القمة نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة شيخة البحر والرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني-الكويت صلاح الفليج والرئيس التنفيذي لإدارة الثروات للمجموعة فيصل الحمد.
وأشار العثمان إلى أن التقدم الذي أحرزه «الوطني» على صعيد التحوّل الرقمي ساهم في زيادة قاعدة العملاء الذين يعتمدون على «خدمة الوطني عبر الموبايل» لإتمام معاملاتهم المصرفية.
وأكد أن القطاع المصرفي والخدمات الرقمية المقدمة في الكويت تعتبر في مكانة متميزة مقارنة بالقطاعات المصرفية لدول المنطقة والعالم، لاسيما وأن البنوك تعمل دائماً على فهم احتياجات وتلبية تطلعات العملاء، أضف إلى ذلك الطبيعة الشابة والثقافة الرقمية المتطورة للمجتمع الكويتي التي تُساهم في انتشار أوسع للتكنولوجيا.
وأوضح العثمان أن البنك يواصل إثراء الخدمات الرقمية التي يوفرها للعملاء باستخدام برنامج خدمة «الوطني» عبر الموبايل، مشيراً إلى أن زيارات العملاء للفروع خلال الفترة الماضية انخفضت بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15 في المئة، فيما زادت نسبة عملاء مستخدمي «تطبيق الوطني» بأكثر من 25 إلى 30 في المئة، والذي يتوقع البنك وصول عدد الزيارات للتطبيق لأكثر من 100 مليون.
وعن التنافس الذي تشهده الصناعة المصرفية في الكويت، قال العثمان: «إن التعاون بين البنوك وشركات الاتصالات والإنترنت وشركات الخدمات المالية سيوفر أفضل الخدمات للعملاء، لأن الجميع يخدم عميلاً واحداً، لكن التنافس يصبح على مَنْ يقدم خدمة أسرع وأسهل وأكثر تطوّراً».
وأضاف: «وصلنا في (الوطني) إلى مراحل متطورة من فهم توقعات واحتياجات العملاء اعتماداً على تحليل البيانات الضخمة التي نمتلكها والتي تعطينا فهماً أكبر لسلوك العملاء ومتطلباتهم وتجعلنا نعمل بشكل صحيح على تقديم خدمات ومنتجات تتخطى توقعاتهم».
وأشار إلى أن البنك أجرى تعديلات على خدمة «الوطني» عبر الموبايل شملت تحسينات كبيرة لتجربة المستخدم وأيضاً تلك الخاصة بسهولة الواجهة الأمامية، حيث ساهم ذلك في أن نحو 20 في المئة من العملاء الذين كانوا لا يعتمدون على الموبايل في إتمام معاملاتهم المصرفية أصبحوا يستخدمون خدمة «الوطني» عبر الموبايل، وذلك بعد التحديث الجديد الذي أطلقناه بداية العام والخدمات التي أضفناها، حيث أصبح تطبيق «الوطني» أكثر سهولة وسرعة في الاستخدام وأكثر تلبية لاحتياجات العملاء».
وأكد العثمان أن «البنوك التي لا تواكب التطور التكنولوجي ولا تستطيع أن تقدم خدمات مصرفية رقمية مميزة تُلبي احتياجات عملائها ستتراجع ويحل مكانها شركات التكنولوجيا المالية التي تتطور وتقدّم خدمات رقمية مبتكرة، حيث إن جميع المنصات والشركات والتطبيقات تتطلع لفهم تطلعات واحتياجات العملاء ومن ثم ابتكار خدمات تلبي هذه الرغبات، لأن العميل في النهاية يحتاج إلى مَنْ يُلبي احتياجاته بخدمات سهلة ومتطورة وآمنة.
وعن نظرته لمستقبل الخدمات المصرفية، أكد العثمان أن وجود المزيد من البنوك الرقمية سيعزز المنافسة في السوق، وهو ما يُسهم في تقديم منتجات وخدمات أكثر تميزاً وتطوراً».
وأضاف أن البنك كان له السبق في تجربة إطلاق بنك «وياي» الرقمي بالكامل، حيث أصبحت ثقافة الرقمنة في الكويت هي السائدة بين كافة الشرائح.
وبين العثمان أن «المركزي» يوفّر مناخاً داعماً ومميزاً لتطوير القطاع المصرفي على جميع الأصعدة من ناحية تقديم الخدمات وحماية العملاء وتعزيز جهود الأمن السيبراني، إضافة إلى مشاريع أخرى يعمل عليها مثل مشاركة المعلومات لتعزيز التعاون بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية.
وأوضح أن تطوير الربط والتعاون بين الخدمات التي تقدمات المؤسسات الحكومية مثل «هويتي» و»سهل» وبين البنوك، يُساهم في تعزيز وسهولة تجربة العملاء المصرفية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي