«كاش» الصفقة سيوزّع على المساهمين بعد تسديد التزامات تفوق 3.5 مليار دولار وتقوية المركز المالي للمجموعة

مليار دينار الربح المتوقع من بيع «زين أفريقيا»

تصغير
تكبير
 | كتب علاء السمان وكارولين أسمر |

ما إن انكشف خبر تقدم شركة «بهارتي» الهندية بعرض رسمي لشراء «زين افريقيا» بقيمة 10.7 مليار دينار، حتى بدأت السيناريوات التحليلية بالظهور في مسارات عدة لفحص حقيقة الخبر (الكبير) وحظوظه في الوصول إلى النهاية السعيدة من جهة، وتأثيراته على السوق الكويتي والاقتصاد بشكل عام من جهة أخرى.

ومع تأكد الجدية الاستثنائية للعرض الهندي، وملاءة الجهة التي تقدمت به، علمت «الراي» أن مجموعة «زين» ستحقق ربحاً صافياً من الصفقة يتجاوز عتبة المليار دينار كويتي بكسور قليلة، أي ما يعادل 260 فلساً للسهم، وذلك بعد خصم الديون وقيمة الاقتناء لتلك الرخص الافريقية التي سبق ان دفعتها «زين» على مدار سنوات مضت والتي تقدر مجتمعة بـنحو 3.4 مليار دولار.

وكشفت مصادر موثوقة أن نسبة كبيرة من الكاش الآتي من تخارج «زين» من أصولها الافريقية، في حال اتمامه سيوزع على المساهمين في جمعية عمومية خاصة مستقلة عن الجمعية العمومية السنوية، بعد سداد الالتزامات المالية على «زين إفريقيا»، والالتزامات المتعلقة بها على الشركة الأم.

ومن المتوقع أن تحدث السيولة الآتية من الصفقة تغييرات كبيرة في السوق الكويتي، يستفيد منها المساهمون مباشرة، وتصل التأثيرات تالياً إلى المستثمرين في السوق الكويتي عموماً، ومن ثم إلى البنوك التي ستتحسن محافظ الرهونات لديها، مما سيخفف المزيد من ضغوطات السيولة في السوق عموماً، ويساعد القطاع الخاص في الاستفادة من مشاريع الخطة التنموية التي أقرت الأسبوع قبل الماضي.

وأكدت المصادر أن مجلس ادارة «زين» الذي سيناقش اليوم العرض المقدم من «بهارتي» لشراء أصول المجموعة في القارة الإفريقية، باستثناء شبكتها في السودان، التي ستبقى مهمة في الاستراتيجية المستقبلية للمجموعة لتتكامل مع شبكاتها في المشرق العربي.

وأكدت مصادر لـ«الراي» ان المؤشرات الأولية تشير الى وجود توجه إيجابي بشأن العرض الذي ينتظر الرد عليه خلال جدول زمني محدود للغاية. مشيرة الى أن «بهارتي» تقدمت بالعرض مباشرة دون وسيط، فيما يُتوقع ان يتم تعيين مستشارين ماليين يمثلان كلا من البائع والمشتري خلال الايام القليلة التي تعقب اجتماع مجلس الادارة في حال جاء قراره ايجابياً.

ولفتت المصادر الى ان العرض يتضمن بعض المعلومات المهمة التي تخص آلية الدفع اضافة الى توقيت البدء في اعمال البحث النافي للجهالة والتي ينتظر حسمها سريعاً خصوصاً وان أصول أفريقيا كانت تحت مجهر «بهارتي الهندية» منذ فترة طويلة اي أنها كانت على دراية تامة بكل التغيرات التي تشهدها أسواق «زين» في القارة السمراء.

فيما اشارت المصادر الى ان الجهات المعنية في «زين» تعكف حالياً على تجهيز الاوراق اللازمة التي قد يتطلبها اي تطور يخص الفحص النافي للجهالة على ان يظل الامر مرهوناً بموقف مجلس الادارة.

وافادت المصادر ان انعكاسات العملية ستكون جيدة للغاية على وتيرة التداول ليس فقط على اسهم الشركات التي تتملك محافظ في رأسمال «زين»، بل على مستوى الغالبية العظمى من اسهم الشركات المدرجة التي تتعطش لعامل دعم قوي لوتيرة التداول اليومية.

وتساءلت المصادر «تخيل لو أن 800 مليون دينار تم توزيعها كأرباح نقدية على المساهمين نتيجة الصفقة، هل يمكن التنبؤ بتأثيرات ذلك على سيولة السوق والقطاع المصرفي؟».

ومن ناحية اخرى، أفادت مصادر مسؤولة في سوق الاوراق المالية أن البورصة «ستتخذ الاجراء الرسمي وستوقف سهم «زين» عن التداول اعتباراً من اليوم الاحد الى حين ورود ايضاح تفصيلي من قبل الشركة بشأن الصفقة اضافة الى قرار مجلس الادارة، فيما سيستمر ايقاف السهم عن التداول في حال تأخر الايضاح».

وعن موقف الشركات التي تتملك في اسهم «زين» افادت المصادر انه من الصعب التحكم فيها او ايقافها عن التداول خصوصا وان هناك شركات استثمار تتملك لصالح عملاء محافظ متنوعة من اسهم الشركة.

ومن ناحية اخرى، نوهت مصادر متابعة الى ان صغار المساهمين ممن لديهم اسهم سبق تحويلها الى شركة الاستثمارات الوطنية يحق لهم البيع في حال عاد السهم الى التداول وبأي سعر يرونه مناسباً ولكن من خلال القنوات الرسمية خصوصاً وان تلك الاسهم تندرج ضمن محافظ سبق انشاؤها لدى الشركة في وقت كانت النية تتجه الى بيع حصة الاغلبية من رأسمال الشركة، مبينة انه لا يوجد ما يعارض عمليات البيع قانونياً.

البورصة

إلى ذلك، عاشت الاوساط الاستثمارية في سوق الاوراق المالية اياما من النشوة منذ نهاية الاسبوع الماضي وحتى اليوم على وقع الاخبار التي تواردت بشأن عرض «بهارتي الهندية» لشراء «زين -افريقيا»، حيث يرى محللون ماليون ان هناك انعكاساً ايجابياً سيشهد السوق ومؤشراته العامة في حال تمت الصفقة.

وقال المحللون ان انجاز الصفقة سيدفع بمؤشر البورصة لتجاوز الـ8.4 ألف نقطة نحو قمة جديدة خلال الفترة القليلة المقبلة، لافتين الى ان ذلك سيغيّر القيمة الحالية للاصول المدرجة وسيوفر مزيداً من السيولة من خلال عمليات الدوران اليومية على الاسهم المدرجة ما سيكون بمثابة أداة جيدة لمواجهة عجز التمويل.

ونوهّت مصادر الى ان صفقة بيع «الوطنية للاتصالات» قبل سنوات والتي تمت بقيمة 3.8 مليار دولار دفعت المؤشر العام للبورصة الى تحقيق مكاسب قاربت الألفي نقطة ، الامر الذي يجعل من البدهي ان يشهد السوق طفرة كبيرة في ظل صفقة «زين» التي تقدر قيمتها بـ 10.7 مليار دولار.

النفي والإثبات

أخيراً، حين نشرت «الراي» خبراً عن معلومات يجري تداولها عن تجدد الاهتمام بـ «زين إفريقيا» الاثنين الماضي، نفت الشركة الخبر على موقع سوق الكويت للأوراق المالية، قبل أن يتأكد الخبر بعد ظهر الخميس، لتنشره «الراي» في عدد الأمس.

مصادر قريبة من المجموعة فسرت النفي بأن ما كان لديها من معطيات حينها لم يكن يتعدى النوايا الشفهية، ولم يكن بإمكان الشركة الإفصاح عن عرض لم تتلقه رسمياً أو التعامل مع مجرد نوايا مرسلة، خصوصاً أن الشركة استفادت من الدروس السابقة في التعاطي مع العروض.

وأشارت المصادر إلى أن تعامل الشركة مع العرض سيراعي مبادئ الشفافية بالكامل، والتساوي بين المتداولين في الوصول إلى المعلومات.



اعتبارات مصلحة المساهمين والسوق ترجّح كفة الموافقة



«هيئة الاستثمار» تبحث اليوم موقفها من عرض «بهارتي»



كتب رضا السناري



علمت «الراي» من مصادر ذات صلة ان الهيئة العامة للاستثمار ستجتمع اليوم لاتخاذ موقف من العرض المقدم من شركة بهارتي الهندية لشراء زين افريقيا سواء بالقبول أو الاعتراض خلال اجتماع مجلس إدارة شركة زين والمقرر ايضا عقده اليوم لمناقشة العرض الهندي، مشيرة إلى أن من المرتقب أن تخطر الهيئة ممثلها في مجلس إدارة الشركة بقرارها قبيل اجتماع المجلس اليوم.

وقللت المصادر من احتمال ان تتخذ هيئة الاستثمار من عرض شراء زين افريقيا موقف الاعتراض نفسه الذي اتخذته لدى اجتماع مجلس إدارة الشركة لاختيار وزير المواصلات السابق نبيل بن سلامة رئيسا تنفيذيا لـ «زين»، اذ ان الاعتبارات التي تركن اليها الهيئة في الموقفين مختلفة نهائيا، فاعتراضها على التعيين لم يكن اصطفافاً مع طرف ضد آخر، ولا اعتراضاً على شخص بن سلامة، بل كان منطلقاً من وجهة نظرها بأن الاختيار يجب أن يتم بآلية معينة للترشيحات، يكون فيها أكثر من اسم.

أما بالنسبة لموقف «الهيئة» من الصفقة فالاعتبارات تختلف. فحسب مصادر خبيرة، فإن «الهيئة»، وبحكم استثماراتها المتنوعة في الأسواق أن هكذا عرض يمثل فرصة نوعية للشركة وتحديدا في الوقت الراهن.

وترى المصادر أن الهيئة لا يمكن أن تعترض على مبدأ البيع، لأن استثمار «زين» في افريقيا، شأنه شأن أي استثمار آخر، ليس هناك ما يمنع من التخارج منه عندما تتوافر فرصة ملائمة لتحقيق عائد مجزٍ. وأشارت إلى أن بالإمكان قياس هذه الحالة على استثمار الهيئة في «سيتي غروب». فعلى الرغم من الأهمية العالمية لهذا الاستثمار، لم تترد في التخارج منه عندما وجدت الفرصة ملائمة لتحقيق عائد جيد.

ورأت المصادر أن الهيئة لا بد أن تأخذ في اعتبارها المصالح العامة التي تحققها الصفقة، سواء حين يتعلق الأمر بالمساهمين في الشركة، وهم يشكلون شريحة كبيرة جداً من مواطني الكويت، أو تعلق الأمر بالقطاع المصرفي والقطاع الخاص عموماً.

واعتبرت المصادر أن هيئة الاستثمار تدرك جيدا ان السوق متعطش لدوران عجلة السيولة بهذه المعدلات ودخول الاموال إلى نظامه بحيث تنتقل الاصول في هذه الحالة من مرحلة الركود إلى الحركة وترتفع معها القيم، وهنا تستفيد هيئة الاستثمار بتركيبة استثمارات المحفظة الوطنية المبنية في استثماراتها الرئيسية على الاسهم التشغلية من تغيرات القيمة وبالتبعية تحقق بعض التوزان من الخسائر التي سجلتها مع تراجع السوق في الفترة الماضية وتحديدا في ما يتعلق بمؤشر الاسهم التشغيلية.



من يجرؤ على التعطيل؟



لم يخف بعض الاقتصاديين تخوفهم من قيام بعض الجهات بممارسة ضغوط معينة لتعطيل الصفقة تحت عناوين مختلفة. وإذا كانت من حق أي مساهم أن يدلي برأيه ضد إتمام الصفقة، فإن أهميتها على المستوى الاقتصادي العام في البلاد تجعل أي معارضة تحت المجهر، ما لم تكن مستندة إلى مبررات موضوعية.

إلا أن مصادر ذات صلة ترى أن من الصعب على أي «معطّل» أن يبرر موقفه أمام الرأي العام، وأمام جموع المستثمرين في سوق الأوراق المالية، حين يراه الجميع واقفاً كسد يريد أن يمنع وصول الخير إلى السوق والاقتصاد، خصوصاً وان معظم بيوت الكويت فيها من يملك أسهماً في «زين».



مبادرة في غياب المبادرات



وصفت مصادر معنية الصفقة المحتملة بأنها «مبادرة من القطاع الخاص للنهوض بالأوضاع الاقتصادية، في غياب المبادرات سواء من الجهات الحكومية أو سواها».

ولاحظت المصادر أن صفقة بهذا الحجم لا يجوز النظر إليها من المنظار الشخصي، لأنها تحقق مصلحة عامة، ولكونها تأتي في ظروف تغيب فيها المبادرات، رغم مضي أكثر من عام ونصف العام على بداية الأزمة.

 

البراك لـ «الراي»: باق في «زين السعودية»

... بمباركة من الكويت


 



سعد البراك



كتبت كارولين أسمر



أكد الرئيس التنفيذي المستقيل من مجموعة الاتصالات المتنقلة «زين» سعد البراك في تصريح خاص لـ «الراي» أنه باق في منصبه كرئيس تنفيذي لشركة «زين السعودية»، وذلك بطلب من المساهمين السعوديين وبمباركة مجموعة «زين» الام. مشيراً الى أن «زين» السعودية تمر بمرحلة مهمة جداً حالياً وهناك التزامات عليه الوفاء بها.

وتوقع البراك أن ترتفع ايرادات الشركة في السعودية الى 1.4 مليار دولار في 2010 بعد أن حققت 800 مليون دولار العام الماضي، بالاضافة لتوقعاته بارتفاع قاعدة عملاء السعودية الى 7.5 مليون مشترك.

وأضاف البراك الى أن الشركة تتوقع أن تحقق هذا العام أرباحاً تشغيلية للمرة الاولى، معتبراً أن تحقيق أمر كهذا يعد رقماً قياسياً في السنة التشغيلية الثانية لأي مشغل ثالث عامل في أي سوق.



سيرة  /  نبيل بن سلامة:

«على خط» الإنجازات





نبيل بن سلامة



أظهرت الفترة القصيرة التي قضاها الرئيس التنفيذي الجديد لشركة الاتصالات المتنقلة (زين) المهندس نبيل بن سلامة وزيراً للكهرباء والماء وللمواصلات العام الماضي، جوانب من تصوراته وأفكاره لتطوير قطاع الاتصالات.

فقد دفع بن سلامة باتجاه الإسراع في تشكيل هيئة تنظيم الاتصالات للتمهيد للخصخصة، وكان هذا هو السبب الرئيسي في قبوله تولي الوزارة.

وعلى الرغم من قصر مدة توليه حقيبة الوزارة إلا أنه استطاع أن يُتم إعداد مشروع قانون لهيئة تنظيم الاتصالات وآخر بإنشاء شركة مساهمة عامة لأبراج الاتصالات المتنقلة لتنظيم توزيع الأبراج والحد من كثرتها وقام بتسليم مشروعي القوانين لمجلس الوزراء للدراسة وهما الأساس الذي ستنطلق منه قوانين خصخصة قطاع الاتصالات في الدولة.

ويؤكد بن سلامة أن خدمات الاتصالات في الكويت ستتحسن وستصبح لديها القدرة التنافسية والصمود في مقابل الشركات في المنطقة فيما لو تمت الخصخصة لقطاع الاتصالات بالكامل والسماح لشركات الهاتف المتنقل بتقديم خدمات الهاتف الأرضي أيضاً إضافة إلى المكالمات الدولية والخدمات الأخرى كما هي الحال في باقي دول المنطقة.

بن سلامة من مواليد 1960، حاصل على بكالوريوس هندسة إلكترونية من جامعة دايتـون بولاية أوهـايو الأميركية.

شغل منصب رئيس قطاع الاتصالات الدولية في عام 1996 حتى 2004 وخلال هذه الفترة حدثت نقلة نوعية في خدمات الاتصالات الدولية حيث تم تطوير المقاسم الدولية واستغلال السعات المتبادلة في الكيبل الخليجي البحري , وكان على رأس الفرق الفنية التي نسّقت مع دول الخليج لإنجاح المشروع.

ترأس في 2004 قطاع الاتصالات والذي تم استحـداثه بدمج قطاعات الشبكة الهاتفية والخدمات المحلية والخدمات الدولية. وقد عمل خلال هذه الفترة على إنقاذ أحد أهم مشاريع الوزارة لتطوير شبكات الهاتف الأرضي والمعروف باسم «الشبكة الكبرى» والذي كان يشهد تعثراً كبيراً، فتقدم إلى القيادة العليا في الوزارة بطلب لإلغاء المشروع والبدء بالإعداد لمشروع متكامل بتكنولوجيا الألياف الضوئية إلى المنـزل، إلا أن الحاجة الماسة إلى تقديم الخدمة الهاتفية في المناطق الجديدة حتمت على التنفيذييـن المضي بالمشروع السابق وبمباركة القيادة العليـا في الوزارة، إلا أن بن سلامـة أصر على تعديل المواصفات والحصول على أسعار مخفضة، ونجح بتحويل الفشل الذي كان ينتظر المشروع إلى نجاح بتدشين أول شبكة ألياف ضوئية إلى منازل المشتركين في المنطقة.

ترأس من عام 1998 وحتى تاريخ استقالته لجنة خدمات شركات الاتصالات المتنقلة حيث بدأ خلال هذه الفترة يسعى الى تعديل القوانين المنظمة لهذه الشركات إضافة لإعادة تنظيم توزيع الترددات الممنوحة للشركات .



تحليل / إخباربي السعودية الأسرع نمواً والكويت الأكثر درّاً للدخل... والمنطقة أفضل بكثير بمعدل الـ «ARPU»



استراتيجية «زين» الجديدة: التركيز على الشرق الأوسط



كتبت كارولين أسمر



قد لا يكون الفاصل بين دخول «زين» القارة الافريقية عام 2004 وشرائها «سلتل» بقيمة 3.4 مليار دولار، ودخول «بهارتي» الهندية المتوقع الى القارة نفسها في 2010 بصفقة قد تصل قيمتها الى 10.7 مليار دولار. مدة زمنية لم تكمل السنوات الست بعد. إنما الفاصل هو مسيرة من النجاحات والانجازات والتحديات خاضتها الأم «زين»، التي لطالما تحدثت عن خُطّاب يتقدمون لشراء أصولها الافريقية، تمكنت خلالها من رفع مهر العروس الى 10.7 مليار دولار في أقسى أوضاع مالية يمر بها العالم اليوم.

ويرى مراقبون في القطاع، أن أصول «زين» الافريقية تعد فرصة كبيرة وربما الوحيدة في العالم اليوم أمام أي شركة اتصالات كبرى تسعى للعالمية ولزيادة قاعدة مشتركيها «بضربة واحدة» كما يقال. لا سيما وأن الاسواق العالمية الكبرى، باتت مشبعة أمام عمالقة الاتصالات الذين أمضوا السنوات العشر الاخيرة في البحث عن «كنوز الدقائق» الدفينة هنا وهناك.

وفي ظل هذه المعطيات، قد يكون السؤال الابرز اليوم، هو عما اذا كان هذه هو الوقت المناسب بالنسبة لـ «زين» للخروج من القارة الافريقية ومن سوق تعتبره جميع التقارير المتخصصة من بين الاسواق الاسرع نمواً في العالم. الا أن هذا التخارج قد يكون فرصة ملائمة لـ«زين» في هذا الوقت بالتحديد لاعادة ترتيب استراتيجيتها والتزاماتها، وتحقيق عائد كبير يعود بالفائدة عليها، بقدر ما يعود على السوق المالي خصوصاً وعلى الاقتصاد الكويتي ككل عموماً.

فقد تكون الافادة الاولى بالنسبة للشركة من الصفقة، التركيز مجدداً على الاسواق الاقليمية في الشرق الاوسط التي تأتي منها معظم أرباح الشركة وتتمتع بأعلى معدل لمتوسط العائد لكل مستخدم (ARPU)، فبالرغم من مقومات النمو في القارة السمراء، الا أن شظايا الازمة المالية طالت معظم المستثمرين في افريقيا بسبب تدهور أسعار العملات في مقابل الدولار ومنهم «زين» بالاضافة الى أن تطوير بنية الاتصالات التحتية، وتسارع التطور التكنولوجي في القطاع، تستوجب ضخ المزيد من الاموال في وقت تعاني فيه اقتصادات العالم ومصارفها من شح السيولة وتضييق قنوات الحصول على القروض لاكمال مسيرة الاستثمار.

بمقابل كل هذا، وليس بعيداً عن افريقيا، تنتشر «زين» في العديد من الاسواق الاقليمية في منطقة الشرق الاوسط الاكثر دراً للدخل والاكثر نمواً والتي وصفها بعض المحللين «بكنز زين» قطعة الماسة الاكبر فيه هي السوق الكويتي الذي تحتل فيه مركز الريادة وتحقق فيه النسب الاكبر من أرباح المجموعة، بالاضافة الى السوق البحريني حيث نجحت في الاستحواذ على 50 في المئة من الحصة السوقية.

ومن ثم السوق السعودي الذي يطرح مقومات نمو وتحديات كبيرة أمام الشركة بالنظر الى حجم التعداد السكاني في المملكة والى المنافسة القوية التي تواجهها من عملاقي الاتصالات الاماراتي والسعودي.

وبالانتقال الى أسواق اقليمية أخرى، فان للعراق أهمية كبرى في خطة عمل «زين» في الشرق الاوسط اذ انها تحتل المرتبة الاولى في السوق العراقي الذي يملك مقومات نمو كبرى مع تحسن الاوضاع الامنية تدريجياً والذي تشكل شبكته صلة وصل في ربط الشبكات الخليجية بالاخرى الاقليمية المنتشرة في الاردن، ولبنان وربما فلسطين وسورية مستقبلاً، بعد ان أبدى العديد من المسؤولين في الشركة رغبتهم بدخول هذين السوقين سواء من خلال الاستحواذ على شركات قائمة أو من خلال الخصخصة.

وربما تكون فرصة اليوم أمام الشركة لاعادة جدولة حساباتها والتركيز من جديد على هذه الاسواق، ولتنفيذ خطط تكامل شبكاتها الاقليمية ومواكبة التطورات التقنية المطروحة عالمياً خصوصاً في مجال تقديم الخدمات ذات القيمة المضافة، من دون أن ننسى التحالفات الجانبية على بعض الخدمات التي أعلنت عنها مع «موبينيل» في مصر و «دو» في الامارات، وهي تحالفات يمكن أن تتجدد وتتكرر بالاخص في خدمات التجوال الدولي.

لماذا تشكل «زين أفريقيا» فرصة لبهارتي؟

الحديث عن رغبة بهارتي بشراء يعود للعام 2008، يوم كانت «بهارتي» تسعى لدخول السوق الافريقي من خلال قنوات «ام تي ان» بصفقة قدرت بقيمة 24 مليار دولار، الا أن هذه المفاوضات منيت بالفشل. ما أحيا اهتمامات «بهارتي» من جديد بالاصول الافريقية واخرها كانت التقارير الصحافية التي ذكرت في أكتوبر الماضي عن مفاوضات تجري بين الشركتين، ما دفع بـ «بهارتي» للاسراع بنفي الخبر.

وتتميز «بهارتي»، صاحبة نموذج الاعمال «مصنع الدقائق»، بأنها المشغل الاكبر في الهند بقاعدة مشتركين بلغت 118.9 مليون مشترك في نهاية العام الماضي وهي تعمل في بنغلاديش وسريلانكا، بالاضافة لتملكها حصصا مؤثرة في أكثر من شركة متوزعة بين الفيليبين وبنغلاديش وباكستان. وقد ازداد نمو عدد مشتركيها بنسبة 39 في المئة العام الماضي وتميزت باستقرار نسب عوائدها التشغيلية بالرغم من الازمة المالية. وبالرغم من كل ذلك، فان اشتداد حدة المنافسة في سوقها المحلي، وانخفاض متوسط العائد لكل مستخدم أو «ARPU» بشكل كبير وصل الى 29 في المئة في الربع الاخير من العام الماضي. قد تكون أحد الاسباب التي دفعتها للتفكير بالتقدم لشراء «زين» أفريقيا.

ويرى بعض المحللين في القطاع، أنه يمكن لبهارتي التوسع في العديد من الاسواق الافريقية من خلال شراء أصول «زين» في أفريقيا، معتبرين أن الشبكة الواحدة التي رسختها «زين» في 12 دولة أفريقية ستكون خطوة جيدة، كما أنه يمكن للصفقة أن تزيد قاعدة مشتركي «بهارتي» بنسبة 70 في المئة «بضربة واحدة» بعد أن فاق عدد مشتركي «زين» في أفريقيا 40 مليون مستخدم. وتستكمل المسيرة التي بدأتها «زين» في القارة السمراء.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي