No Script

أبعاد السطور

قراءة في الواقع الأوكراني

تصغير
تكبير

من خلال مقابلة في مجلة الإيكونوميست مع الجنرال فاليري زالوجني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، تطرق فيها للصراع العسكري الأوكراني مع روسيا.
ولقد أحدثت تلك المقابلة ضجة كبيرة جداً على صعيد عالٍ في أوكرانيا ودول حلف الناتو، وذلك لأن الإجابات التي صرّح بها الجنرال زالوجني، كانت صريحة وشفافة وواضحة.

الأمر الذي جعل الرئيس الأوكراني زيلينسكي، يرد على ما قاله فاليري زالوجني، في ذلك اللقاء في وصفه أن «النزاع في أوكرانيا وصل إلى طريق مسدود»، وأن الهجوم المضاد الأوكراني تكلل بالفشل، وبأن الجيش الأوكراني لم يحقق أي اختراق في صفوف الجيش الروسي، وبأن كل الحسابات العسكرية كانت خاطئة.
حيث قال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، في يوم السبت 4/ 11/ 2023: «كييف كانت في ظروف أكثر صعوبة، خصوصاً في بداية الصراع». وقال أيضاً زيلينسكي: «كلنا بشر في النهاية بغض النظر عن مكانتنا ومراكزنا لكننا لسنا في طريق مسدود».
وفي ما يلي أُقدم قراءة لأهم ما ذكره القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية الجنرال فاليري زالوجني في ذلك اللقاء.
1ـ روسيا لازالت منذ عامين (تقريباً) إلى هذا التاريخ متقدمة عسكرياً في صراعها المسلح مع أوكرانيا على الرغم من دعم حلف الناتو لها.
2 ـ الفشل الأكيد لعمليات الهجوم المضاد العسكري الأوكراني على الجيش الروسي، حيث لم يتم تحقيق الأهداف المرجوّة منه، والمُتطلّع لها عسكرياً ولو بأدنى الطموحات التي كانت منتظرة منه.
3 ـ إن سلاح الطيران الروسي له الغلبة في بسط نفوذه وسطوته على سماء المعركة الناشبة الآن بين أوكرانيا وروسيا. وذلك لأن حلف الناتو لم يُموّل الجيش الأوكراني البطل بما يحتاجه من طائرات مقاتلة يواجه بها القوات الروسية، وهذا خطأ فادح ومؤلم أن يفعل هكذا حلف الناتو بأوكرانيا وهو يتفرّج عليها وهي لم تحقق أي نجاحات كبيرة في جبهات القتال منذ فبراير العام الفائت 2022!
4 ـ إن حلف الناتو إلى الآن لم يقدم لأوكرانيا الدعم العسكري الوافر الذي يحقق لها نتائج فارقة في معركتها مع الروس، من السلاح الذي يسد حاجتها ويجعلها في مأمن من نقص السلاح والذخيرة في حربها ضد الجيش الروسي الفاشي، خصوصاً وأنه ربما تكون هذه الحرب طويلة المدة.
5 ـ إن الجيوش الأوكرانية والروسية معظمها متمركز في الخنادق في حالة التأهب والاستعداد. خصوصاً وأن السياسة العسكرية الروسية تلعب على إطالة المدة الزمنية للحرب.
6 ـ إن استخبارات الجيش الأوكراني عاجزة عن تحقيق نقاط ناجحة ومهمة ضد القوات الروسية.
7 ـ إن الروس نجحوا في استغلال فترة ما قبل الهجوم المضاد بإنشاء وتعزيز خطوط دفاع قوية التحصين ومدعومة بأعداد كبيرة جداً من الألغام التي تزيد من صعوبة الوصول إلى خطوط الدفاع تلك!
8 ـ إن الجيش الروسي على الرغم من أنه فقد أكثر من 150 ألف جندي في ساحة المعركة إلا أن هذا الرقم لم يجعل الروس يضعفون عسكرياً.
9 ـ إن صراع الأحزاب السياسية في دول حلف الناتو يؤثر بشكل سلبي كبير على كسب أوكرانيا للحرب.
10 ـ إن أوكرانيا تحتاج للدعم العسكري التكنولوجي السريع لتقاتل الروس بشكل أفضل.
في نهاية هذه السطور، شخصياً أظن أن طاولة مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا ستكون جاهزة لاستقبال أطرافها بعد وقت قصير، خصوصاً وأن الانتخابات الأميركية اقترب موعدها، حيث إن الديموقراطيين بدأوا يسأمون من تلك الحرب التي أشغلتهم وأرهقتهم وأحرجتهم مادياً وسياسياً، وهذا ما سوف يجعلهم يراجعون حساباتهم أكثر من مرّة في دعم أوكرانيا إن هُم وصلوا للحكم من جديد، أما إن وصل الجمهوريون إلى حُكم أميركا فحتماً أنهم سيدفعون بكل قوتهم ومقدرتهم لوقف الحرب الأوكرانية الروسية. ولقد قال كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق في تاريخ 7 مايو 2023 لشبكة سي بي إس نيوز في مقابلة معه: «الآن بعد أن دخلت الصين في مسار المفاوضات، أعتقد أنه بحلول نهاية العام سوف نتحدث عن عمليات تفاوض ومفاوضات فعلية بين روسيا وأوكرانيا».
ولأن الظن غير الأمنيات أتمنى أن تنتصر أوكرانيا في حربها، وأن تستعيد السيادة على كل شبر من أرضها أحتله الروس.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي