No Script

ما في خاطري

أبناؤنا وأبناؤهم

تصغير
تكبير

قبل أيام قليلة أوصلت ابني سعود إلى الحضانة وإذا بي أرى مشهداً جميلاً وهو تواجد مجموعة من الأطفال في حديقة الحضانة وهم يمرحون ويلعبون والضحكات تتعالى على محياهم، وخطرت في ذاكرتي الصور التي كنت أشاهدها بالأمس وهي صور لأطفال آخرين كانت تكسوهم الدماء والرمال والبكاء يصدح في المكان الذي يتواجدون فيه، فهنا طفل يمرح ويلعب وهناك طفلٌ فلسطيني يبكي ويصرخ من هول الصدمة.
لا أخفيك سراً عزيزي القارئ أنني شعرت بمشاعر جديدة لم أشعر بها من قبل، والسبب أنني أصبحت أباً وأكثر استشعاراً لمشاعر الأطفال وإن كانت في السابق لقطات أبناء غزة وفلسطين المؤلمة تُشعرني بالحزن، فاليوم تُشعرني بالألم والمرارة أكثر، فهذا الحال لا يقوى أن يتحملهُ أحد يحمل في قلبهِ ذرة إنسانية، ولذلك شاهدنا ردود أفعال نفتخر بها في الكويت، وهذا دليل على أن الكويت وشعبها ومن يقيم عليها كانوا ومازالوا مؤيدين للقضية الفلسطينية ومتعاطفين معها منذ الأزل.

في الوقت الذي نرى به البعض يخاف أن يعبّر عن تعاطفه ولو بكلمة واحدة من أجل أبناء غزة وفلسطين، فنحمد الله على نعمة أن تتربى وتولد في أرض تعلمك أن الوقوف مع القضية الفلسطينية ونُصرتها واجب.
فكم أتأسف على البعض ممن أستشعر من حديثه أنهُ يحمل فكراً صهيونياً أكثر من الصهاينة أنفسهم، فيجلس في أحد المقاهي أو الدواوين تحت التكييف البارد كي يبرّر ويشرح للآخرين الدافع الذي حفز الإسرائيليين للهجوم والقتل من جديد، وينسى المشكلة الأساسية وهي أن هذه الأرض تحت الاحتلال وقمع وإجرام الصهاينة منذ سنة 1948م، وهذا الشخص نفسه لو اعترضه أحد في الشارع لوجدته يشتط غضباً وقد يصل به الأمر إلى الضرب، ولكن عندما يحلل الوضع في فلسطين يفكر بهذا البرود الذي ينم عن موت القلب والإحساس.
فأسأل الله تعالى أن يفرّج هذه الغمة عاجلاً غير آجل، ونرى أطفال غزة وفلسطين يمرحون ويلعبون بأمن وأمان والابتسامة لا تفارق محياهم.
Twitter: @Alessa_815
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي