الأزمة الإنسانية تتفاقم وأكثر من نصف المستشفيات خارج الخدمة

«رحلة الخوف» من شمال غزة... إلى جنوبها

مستشفيات غزة تنهار... ولا غذاء ولا ماء
مستشفيات غزة تنهار... ولا غذاء ولا ماء
تصغير
تكبير

- جثث وأشلاء وشهداء... الناس تترك دوابها وتكمل نزوحها سيراً على الأقدام
إضافة الى الموت والدمار الذي يحيط بهم من كل صوب، يعاني فلسطينيو قطاع غزة، من نقص كبير في الماء خصوصاً، والمواد الغذائية والأدوية، فيما تستمر معاناة المستشفيات التي تحتاج الى الوقود.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، أمس، إن أكثر من نصف مستشفيات القطاع أصبح خارج الخدمة، بسبب القصف الإسرائيلي، أو نفاد الوقود والكهرباء.
وأضافت الكيلة، في مؤتمر صحافي، أن 18 مستشفى في غزة خرجت من الخدمة، من أصل 35.

وقال مروان الجيلاني، المدير العام لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في المؤتمر نفسه، إن وزارة الصحة فقدت الاتصال تماماً مع الطواقم الطبية العاملة بمستشفى القدس، الواقع في منطقة تل الهوا، نتيجة القصف الإسرائيلي لمحيطه.
وتابع ان إدارة مستشفى القدس قررت، صباح أمس، إيقاف المُولّد الكهربائي الرئيسي للمستشفى لعدم وجود الوقود.
وأوضح ان «توقف المُولّد الرئيسي يعني توقف الكهرباء عن غرف العمليات وغرف العناية المكثفة وضخّ الماء».
وأشار إلى محاولات لاستخدام مُولّدين أصغر لتوفير الكهرباء للأغراض الحيوية، ومحاولة لاستخدام الطاقة الشمسية لضخ المياه، «مع العلم بأن بعضها قُصف ودُمّر».
واستطرد موضحاً «الوضع في مستشفى القدس حرِج، ليس فقط من حيث الوقود، وإنما من حيث الماء والغذاء. لا غذاء ولا ماء في مستشفى القدس، وأي حركة خارجه يجري استهدافها».
وفي ما يتعلق بوصول المساعدات الآتية من معبر رفح، أكد أنه لم تصل أي مساعدات إلى مستشفيات شمال قطاع غزة، بما في ذلك مستشفيات الشفاء والقدس والإندونيسي، ولا إلى مراكز الإيواء هناك.
وفي سياق متصل، طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بوضع حد لما يقاسيه المدنيون من معاناة رهيبة، خصوصاً الأطفال.
وذكرت في بيان «بعد مرور شهر (على الحرب)، يُجبَر مدنيون في غزة وإسرائيل على تحمّل معاناة وخسائر هائلة. هذا الأمر يجب أن يتوقّف»، محذّرة من أن «القصف المكثّف يدمّر البنية التحتية المدنية في كل أنحاء غزة، ويزرع بذور الشقاء لأجيال مقبلة».
وأدت عمليات القصف الإسرائيلية المدمرة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى نزوح 1,5 مليون شخص داخلياً، خصوصاً بعدما أنذر الجيش الاسرائيلي سكان شمال القطاع بالتوجه الى جنوبه.
والثلاثاء، سار عدد كبير من الأهالي بين الجثث والأشلاء وسط الدبابات الإسرائيلية وهم يرفعون ما تيسر من رايات بيض في طريقهم نحو الجنوب هرباً من نيران القصف.
وأكدت علا ان «الخوف» كان رفيقهم خلال الطريق.
وأضافت «لم نر جنوداً، رأينا الدبابات على جانبي الطريق. مشينا مجموعات رافعين أيدينا، حاملين رايات بيضاء».
وقالت أميرة السكني، لـ «فرانس برس»، «رأينا جثثاً، أشلاء، شهداء، الناس تترك دوابها وتكمل طريقها مشياً».
وأضافت الشابة التي كانت تحمل طفلها وعبوة مياه «لم أتخيل المسافة التي قطعناها، حصلنا على مياه من الجيران».
وأكدت «نحن لا نريد الحرب، نريد هدنة، نريد السلام».
ويقول علي الغلبان، نازح من شمال القطاع، إن «غالبية الناس تركت أرضها لأن الحصار أصبح مطبقاً على غزة»، مشيراً إلى «غياب المياه والكهرباء والطحين... منذ 3 أيام، كانت خبزة صغيرة كل طعامنا».
ويوضح الصحافي الفلسطيني رائد اللافي، أن التعداد السكاني لسكان مدينة غزة ومعها بلدات بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا وقرية أم النصر، يصل إلى مليون و100 ألف نسمة، استجاب منهم الآلاف للدعوات الإسرائيلية بالنزوح جنوباً، فيما قررت الغالبية البقاء.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، نزح 600 ألف فلسطيني من مدينة غزة إلى جنوب القطاع، رضوخاً لتحذيرات الجيش الإسرائيلي الذي دعاهم إلى الانتقال جنوباً «حرصاً على سلامتهم».
غير أن معاناة سكان غزة بنزوحهم من الشمال نحو المناطق الوسطى أو الجنوبية حيث يعيش أكثر من 550 ألف شخص في 92 منشأة تابعة لوكالة «الأونروا» لم تنته، فالبنية التحتية والمرافق في حالة مزرية والأمراض منتشرة، وفقاً لـ «رويترز».
وعما إذا كانت أوضاعه جنوباً أفضل من الشمال، يقول «أ.ب» إنها «صعبة في كل مكان بالقطاع في ظل غياب الأمن والغذاء والمياه»، مشيراً إلى أن «حتى المساعدات التي تصل الجنوب لا تكفي الناس كلهم».
ورغم دعوات الجيش الاسرائيلي الى المدنيين لمغادرة شمال غزة، يطول القصف أيضاً جنوب القطاع.
وفي مجمع الشفاء الطبي - مدينة غزة، قالت أم هيثم حجيلة، وهي امرأة تحتمي مع أطفالها الصغار في خيمة بدائية مصنوعة من القماش، إنهم فروا من منزلهم بسبب الضربات الجوية.
وأضافت «الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم... لا يوجد طعام ولا ماء. وعندما يذهب ابني لإحضار الماء، يقف في الطابور لمدة ثلاث أو أربع ساعات. ضربوا المخابز، ولم يعد لدينا خبز».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي