مهما ارتفع اليهود المحتلون لأرض فلسطين، ومهما زادت قوتهم، لن يخذل الله تعالى أمة اتحـدَت حتى لو تعرّضت لعذاب وظلم وطغيان، فالنصر يتحقّق عندما تنهض أمتنا وتجتمع وتتحرك جيوشنا للدفاع عن الإسلام وقتال الأعداء، ومهما اختلفنا؛ فإننا نظل جماعة واحدة.
أمتنا أمة واحدة وديننا واحد، قال تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا»، فإننا قد اجتمعنا على الإيمان بالله تعالى وبرسوله، واتفقنا في أصول، وحصل التفرق في الاتجاهات، فلا نجعل نظرتنا محصورة في أمور تسبّب الفتنة والنزاع الذي هو الأصل في الفشل، وقد أكدت آيات القرآن الكريم ذلك، قال تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب رِيحكم» هذا بيان واضح أن الفشل مرجعه النزاع الفكري، وذهاب الريح في الآية كناية عن ذهاب القوة، والدخول في حالة الضعف والوهن وصعوبة مواجهة العدو ومدافعته.
لقد نسينا تلك المعاني فزاد الانقسام والافتراق الذي أذهب قوتنا، فهل نستمر في النزاع الذي هدّد وحدتنا وجعل أعداءنا يرتفعون علينا، وها هي رفعتهم تزداد كل يوم حتى صاروا هم قادة العالم!
لن يتوقف ذلك إلّا بالوعي والابتعاد عن الأفكار العدوانية التي أنستنا طيب التعامل والأُخوة وأبعدتنا تماماً عن المعنى الحقيقي للإسلام وأهدافه.
يقول الشيخ الشعراوي -رحمه الله-: «لأن المسلمين ابتعدوا عن عبادة الله صرف عنهم القيادة للمسجد الأقصى وفلسطين، بالتالي إذا جاء وعد الآخرة وعودة المسلمين إلى دينهم الحقيقي سيسوؤوا وجوه اليهود، فساعة ما نعود إلى عبادة الله سنسوء-نذل- وجوه اليهود المحتلين لإسرائيل» اهـ.
إننا نعيش في أوضاع سيئة مضطربة، ولن تتحسّن أحوالنا إلّا بمحاولة التقرب والاجتماع، ونبذ التفرقة والطائفية بكل أشكالها؛ فالاتفاق يغلب الأعداء مهما كان عددهم، وينهي احتلالهم وتسقط سيطرتهم على العالم ويتحقق الانتصار... ليت كل ما نكتب ونقول نراه حقيقة لا خيالاً، وأفعالاً لا مجرد سطور.
aalsenan@hotmail.com
aaalsenan @