فصل جديد في رحلة الشركة لتحقيق الحياد الكربوني في الشرق الأوسط
«تويوتا» ترسّخ مكانتها كقوة دافعة للتنقل المستدام
سيارة «تويوتا ميراي»
«Mirai - FCEV»
- التزام «تويوتا» بالابتكار والاستدامة يضعها في طليعة الشركات التي تحدد ملامح مستقبل التنقل الصديق للبيئة
في خضم عصر يسود فيه التغيير المستمر، يبقى التحدي الكبير الذي يفرضه تغير المناخ على مستقبل كوكبنا مصدر قلق دائم. ومع الزخم الذي اكتسبته الحركة العالمية لتحقيق الحياد الكربوني، أصبح دور منطقة الشرق الأوسط ومسؤولياتها كمُنتِج عالمي رئيسي للطاقة محوراً رئيسياً لهذا الموضوع بطبيعة الحال، إذ التزم عدد متزايد من دول الخليج بتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن تقريباً، وشهدت السنوات القليلة الماضية ظهور العديد من التشريعات لخفض انبعاثات الكربون.
إن هذه الجهود المبذولة للحد من تأثير انبعاثات الكربون في جميع أنحاء الشرق الأوسط تدفع العديد من الشركات إلى إعادة تشكيل نماذجها التشغيلية التي يعود عمرها إلى قرن من الزمان. وفي إطار الجهود الجماعية التي تُبذَل في قطاع صناعة المركبات لتحقيق مستقبل محايد للكربون، رسَّخت شركة تويوتا مكانتها كقوة دافعة للتنقل المستدام على الصعيدين العالمي والإقليمي.
ومع الطلب المتزايد في سوق الشرق الأوسط على المركبات الكهربائية والحلول المستدامة، تهدف «تويوتا» إلى اتخاذ خطوات كبيرة نحو تحقيق أهدافها الخاصة بخفض انبعاثات الكربون، وتعزيز مبيعات المركبات الكهربائية في جميع أنحاء العالم. ويتماشى هذا التوجه الإستراتيجي مع الهدف العام لـ«تويوتا» المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ويأتي في صميم الجهود الإقليمية للشركة نهجها المتعدد المسارات الذي يراعي الأوضاع والحقائق الفريدة لكل منطقة. كما يأخذ بعين الاعتبار عوامل مختلفة، مثل: احتياجات الاستخدام، والظروف الاقتصادية، ومصادر الطاقة، وجهوزية البنية التحتية. ومن خلال هذه الاعتبارات، يُمكن لـ«تويوتا» الإسهام بكفاءة وشمولية في تحقيق أهداف الحياد الكربوني لكل بلد تعمل فيه من خلال تقديم مجموعة من الحلول العملية.
وتقدم «تويوتا» حلولاً مخصصة لمختلف المناطق باستخدام مجموعات عدة من أنظمة الدفع للمركبات، ومنها: المركبات الـ«هايبرِد» الكهربائية (HEV)، والمركبات الـ«هايبرِد» الكهربائية المزودة بتقنية الشحن الخارجي (PHEV)، والمركبات الكهربائية التي تعتمد على خلايا وقود الهيدروجين (FCEV)، والمركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات (BEV). ويشمل أيضاً نهج الشركة الإستراتيجي تعزيز كفاءة المركبات التي تعتمد على محركات الاحتراق الداخلي (ICE)، كما هو الحال في طراز «لاند كروزر 300» الذي أُطلِق في عام 2021.
بداية الرحلة
ولعب هذا النهج المتعدد المسارات دوراً أساسياً في تحقيق تبني إقليمي واسع النطاق لمركبات «تويوتا» الكهربائية. وبدأت رحلة شركة تويوتا في الشرق الأوسط في عام 2010 مع طرحها لأول مركبة كهربائية، وكانت مركبة «لكزس LS» الـ«هايبرِد» الكهربائية. وبناءً على هذا الإنجاز، واصلت «تويوتا» تحقيق قفزات واسعة في مجال المركبات الـ«هايبرِد» الكهربائية، لا سيما مع إطلاقها مركبة «تويوتا بريوس» في المنطقة عام 2016.
ويمكن ملاحظة تبني هذا النهج في مدينة دبي في الإمارات، حيث إن معظم أسطول مركبات الأجرة فيها يضم حالياً مركبات «هايبرِد» كهربائية من «تويوتا». كما تبذل الشركة جهوداً ملحوظةً في السعودية لتعزيز مبيعات المركبات الـ«هايبرِد» الكهربائية، وتحسين كفاءة المركبات التي تعتمد على محركات الاحتراق الداخلي؛ إذ نجحت في تلبية معايير معدل الاقتصاد في استهلاك الوقود (CAFE)، مع تحقيق زيادة بنسبة 27 في المئة في معدل الاقتصاد في استهلاك الوقود من 2016 إلى 2022.
أكبر تشكيلة
وتقدم «تويوتا» حالياً مجموعة من أكثر من 10 طرازات كهربائية من كلٍّ من «تويوتا» و«لكزس»؛ ما يجعل الشركة تمتلك أكبر تشكيلة من المركبات الكهربائية في المنطقة. وتضم مجموعة المركبات الـ«هايبرِد» الكهربائية التي تقدمها «تويوتا» طرازات مدمجة وموثوقة واقتصادية، مثل «كورولا»؛ وأخرى متوسطة الحجم، مثل «كامري»؛ ومركبات رياضية متعددة الاستخدامات (SUV)، مثل «هايلاندر». وبالإضافة إلى ذلك، يُمكن للعملاء الاختيار من بين طرازات «تويوتا» الأخرى، مثل «C-HR»، و«كورولا كروس»، و«راف 4»، و«إنوفا»، و«كراون». وفي الوقت نفسه، تُرسي شركة لكزس معايير استدامة جديدة في قطاع المركبات الفاخرة مع تشكيلة المركبات الـ«هايبردِ» الكهربائية؛ مثل «ES»، و«LS»، و«NX»، و«RX».
ويظهر التزام «تويوتا» بإدخال تقنيات تنقل متنوعة صديقة للبيئة في الشرق الأوسط بشكل واضح وملموس، إذ تُمثِّل مركبة «تويوتا ميراي» الكهربائية التي تعتمد على خلايا وقود الهيدروجين طموحات «تويوتا» لمجتمع قائم على الهيدروجين. وجذبت إمكانات المنطقة الاهتمام بصفتها منتجاً عالمياً للهيدروجين النظيف؛ إذ تهدف السعودية إلى إنتاج 2.9 مليون طن من الهيدروجين سنوياً بحلول عام 2030، أما الإمارات فتسعى إلى إنتاج 1.4 مليون طن بحلول عام 2031. ومن جهتها، ترمي سلطنة عُمان إلى إنتاج مليون طن بحلول عام 2030.
وفي عام 2017، أنشأت شركة الفطيم للسيارات، وكيل شركة تويوتا في الإمارات، أول محطة للتزود بالوقود الهيدروجيني في المنطقة. وفي 2019، دشنت «أرامكو» السعودية وشركة «إير برودكتس» أول محطة لتزويد المركبات بوقود الهيدروجين في المملكة. ويُمثِّل طرح مركبة «تويوتا ميراي» جانباً آخرَ من جهود الشركة لدعم الحياد الكربوني في الشرق الأوسط، ويُظهر أيضاً اهتمامها بالمساعدة في تطوير صناعة الطاقة الهيدروجينية على المدى الطويل.
جهود ومبادرات إقليمية
تَنشط «تويوتا» في الجهود والمبادرات الإقليمية للحد من انبعاثات الكربون. ولعل من أحد مساعيها الملحوظة مشاركتها في تحالف «تقنية الوقود ومحركات الاحتراق ومواد التشحيم» (FLEET) للبحث والتطوير في السعودية، وهو بقيادة برنامج استدامة الطلب على البترول (OSP) وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST). ولتعزيز رؤية (FLEET) لتحسين القدرة التنافسية الاقتصادية والبيئية في مجال النقل، ستواصل «تويوتا» الإسهام بنشاط من خلال مشاريعها البحثية في تقنية خلايا وقود الهيدروجين، ومحركات الهيدروجين، والوقود الاصطناعي القائم على الهيدروجين. وتُؤْمِن «تويوتا» بأن هذه المبادرات ستساعد في الاستخدام الواسع النطاق للهيدروجين في الشرق الأوسط.