تضم آلاف محطات الوقود في أوروبا ومصفاة في إيطاليا
شافي العجمي لـ «الراي»: تطوير محفظة «البترول العالمية» الرأسمالية لمواجهة تحوّل الطاقة
شافي العجمي
محطات وقود متطورة
تطوير دائم لمحطات الوقود يتماشى والأنظمة البيئية العالمية
- إنفاق «البترول العالمية» الاستثماري يتماشى وإستراتيجية تحوّل الطاقة
- افتراض الاستغناء عن النفط تماماً بحلول 2035 مضلل وغير دقيق حسب دراسات موثوقة
- حتى في سوق متناقص ستظل مصفاة ميلاتزو تحقق أهدافها وتحافظ على دورها الإستراتيجي
- طوّرنا خطة استثمارية لـ 5 سنوات لضمان استدامة مصفاة ميلاتزو على المدى الطويل
هل ستتأثر الاستثمارات الكويتية النفطية الخارجية، والتي تتضمن أكثر من 5 آلاف محطة وقود في أوروبا ومصفاة في إيطاليا بعد أن أصبحت على محك دخول القرارات الأوروبية بمنع السيارات العاملة بالوقود بحلول 2035 حيز التنفيذ؟ وما الحلول الإستراتيجية المطروحة للتعامل مع القرارات الأوروبية؟
هذه التساؤلات غالباً ما تدور في أذهان الكثيرين، لاسيما أن محفظة مشاريع شركة البترول الكويتية العالمية تقع تحت مظلة قوانين عدة وعليها التوافق مع جميع الاشتراطات الدولية المختلفة من دولة لأخرى، إلا أن هناك إدارة تنفيذية تعمل بحرفية ومهارة عالية وهيكل إداري متكامل ومنظم يضمن سلاسة الأعمال وتطويرها والحفاظ على حصصها السوقية في كل منطقة، بل والتوسع فيها.
وفي حوار خاص مع «الراي»، طمأن الرئيس التنفيذي لـ«البترول العالمية» شافي العجمي الجميع على سلامة الاستثمارات الكويتية الخارجية التابعة لـ«البترول العالمية»، قائلاً، «آلية الإنفاق على الاستثمارات التي يتم تنفيذها من قبل الشركات التابعة لـ(البترول العالمية) تتماشى مع خطة تطبيق إستراتيجية تحول الطاقة المتفق عليها، ويتم مراقبتها والنظر فيها بشكل مستمر».
وأوضح العجمي أن القانون الأوروبي الجديد يتضمن بنداً خاصاً قابلاً للمراجعة في عام 2026، وذلك بهدف تقييم وتقدير ومراجعة الأهداف القائمة السابقة بشكل رسمي ونهائي، متوقعاً استمرار استخدام الأسطول الحالي من سيارات الركاب في أوروبا لسنوات عدة، من 12 إلى 15 عاماً تقريباً، وذلك بناءً على معدل الفائدة العام الجاري في أوروبا.
وقال العجمي: «نعمل على مراعاة الأنظمة الجديدة في الاتحاد الأوروبي في شأن تحوّل الطاقة، ومستمرون في تطوير إستراتيجياتنا وبرامجنا الاستثمارية».
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
• هل ستخضع الاستثمارات النفطية المليارية الكويتية والتي تضم ما يقارب 5 آلاف محطة وقود في أوروبا للقوانين الأوروبية بعد إقرار التحوّل الكامل لاستخدام السيارات الكهربائية بحلول 2035؟
- نشرت المفوضية الأوروبية النظام الجديد في شأن معايير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2) في 19 أبريل 2023، كجزء من حزمة «Fit for 55»، حيث يقتصر هذا النظام على المركبات الخاصة بالركاب والشاحنات الصغيرة المسجلة حديثاً، ويحدد الأهداف التالية:
1 - بحلول عام 2030: تخفيض الانبعاثات الكربونية (CO2) بنسبة 55 في المئة مقابل مستويات عام 2021 (تخفيض 50 في المئة للشاحنات).
2 - بحلول عام 2035: تخفيض الانبعاثات الكربونية (CO2) بنسبة 100 في المئة مقابل مستويات عام 2021.
وبالنسبة لانبعاثات الكربون (CO2) فإنه ابتداءً من عام 2035 سيتم حظر المحركات ذات الاحتراق الداخلي، ويقتصر ذلك على سيارات الركاب جديدة التصنيع، تليها السيارات المسجلة حديثاً.
ونتوقع استمرارية استخدام الأسطول الحالي من سيارات الركاب لعدة سنوات، من 12 إلى 15 عاماً تقريباً، وذلك بناءً على معدل الفائدة العام الجاري في أوروبا.
وبناءً على ذلك ليس من الممكن القول إن عام 2035 هو تاريخ انتهاء زمن عمل جميع محركات الاحتراق الداخلي، فسوف يتم الاستمرار في استهلاك المنتجات الهيدروكربونية التقليدية والجديدة.
• وماذا في شأن قانون حظر المحرّكات بالوقود الأحفوري بحلول 2035؟
- القانون الجديد يتضمن بنداً خاصاً قابلاً للمراجعة في عام 2026، وذلك بهدف تقييم وتقدير ومراجعة الأهداف القائمة السابقة بشكل رسمي ونهائي، وذلك مع مراعاة العوامل المستجدة مثل التطورات التكنولوجية، بما في ذلك ما يتعلق بالتقنيات الهجينة القابلة للشحن وأهمية الوصول إلى الحياد الصفري الكربوني بطريقة عملية وواقعية، وبتكلفة ميسرة ومتوافرة لجميع أفراد المجتمع.
• ما هي رؤيتكم للحفاظ على الاستثمارات الكويتية في ظل القرارات الاوروبية؟ وما هي السيناريوهات التي تم وضعها للتعامل مع هذه القرارات؟
- الأنظمة الحالية في الاتحاد الأوروبي واضحة جداً، وهناك وعي كامل داخل شركة البترول الكويتية العالمية بالقيود المحتملة التي قد تظهر نتيجة لتنفيذ القوانين الجديدة في 2035، وهذا الوعي سيضمن استمرار الأعمال الهيدروكربونية التقليدية لفترة زمنية طويلة، حيث تتفوق الشركة في هذا المجال، وفي الوقت نفسه تستند الشركة على خبراتها في هذا المجال للمضي قدماً بكفاءة وخطوات واثقة في تبني فرص استثمارية في مجال تحوّل الطاقة، وذلك بفضل صلابة وجودة أصول أعمالها الحالية الملموسة وغير الملموسة.
واستناداً إلى التحليلات للأسواق الأوروبية وتطورات الطلب في السوق، وقيود التشريعات بما في ذلك الأنظمة الجديدة في الاتحاد الأوروبي في شأن تحوّل الطاقة، تواصل «البترول العالمية» تطوير إستراتيجياتها وبرامجها الاستثمارية.
• ما هي أبرز النقاط التي تراعيها الشركة في التعامل مع استثماراتها وتطويرها؟
- نضع نصب أعيننا العديد من الاعتبارات، وأبرزها:
1 - رؤية مؤسسة البترول الكويتية وتوجيهاتها.
2 - إستراتيجية المؤسسة لتحوّل الطاقة حتى عام 2050.
3 - إستراتيجية شركة البترول الكويتية العالمية لعام 2040.
• ما هي خطط «البترول العالمية» لتطوير مواقع التجزئة التابعة لها؟
- لدينا موقع تجزئة يعرض تجربة مستقبلية لما ستكون عليه مواقع التجزئة في المستقبل البعيد، كما أن هذه المبادرة الطموحة والإبداعية تهدف إلى عرض تصورات الشركة للمستقبل بطريقة مبتكرة وجديدة تعزيزاً لقيمة العلامة التجارية للشركة في السوق وتسويق الشركة على أنها مستثمر حيوي في مجال الطاقة. وسيتم العمل بهذا المخطط مع الأخذ بعين الاعتبار الاحترام التام لقيم المساهمين.
ولمواكبة التطورات المتزايدة لطلبات قائدي المركبات، فإن «البترول العالمية» تهدف إلى أن تصبح منافذ التجزئة الخاصة بها محطات تجزئة متميزة متعددة الطاقة، وتقدم خدمات فرعية كاملة تلبي احتياجات قائدي المركبات.
وسيتم تحقيق ذلك من خلال التوريد إما بشكل مباشر من قبل «البترول العالمية» أو من خلال التعاقد مع شركات أخرى تتميز بجودتها العالية لمجموعة واسعة من خدمات النقل المبتكرة والطاقة المطلوبة، بما في ذلك الهيدروكربونات، والتي ستظل القوة الرئيسية والاختيار الأول للوقود للعديد من المستهلكين لعقود قادمة.
• ما خططكم لتطوير محفظة مشاريع «البترول العالمية»؟ وما آلية تنفيذها؟
- تعمل «البترول العالمية» على تطوير محفظتها من المشروعات الرأسمالية بشكل يتوافق ويتماشى تماماً مع مؤسسة البترول الكويتية، ومن ثم تتم مراجعة هذه المشاريع بالكامل من قبل مجلس إدارة أروبا «KPC Holdings Aruba» ومجلس إدارة «مؤسسة البترول» لضمان التوافق التنظيمي لإستراتيجية المؤسسة وتحقيق أهداف الأداء المرجوة، والتأكد من تلبية المتطلبات الإستراتيجية لجميع أصحاب المصلحة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أي تطور جديد للأعمال، سواء في مجال بيع وقود الهيدروكربونات التقليدية أو في مجال الطاقة البديلة، يجب مراعاة تماشيه مع الاتجاه الإستراتيجي لشركة البترول العالمية وأهداف إستراتيجية تحوّل الطاقة لعام 2050.
ويأتي برنامج استثمار الشركات التابعة لـ«البترول العالمية» للسنوات القادمة موجهاً ومتماشياً مع إستراتيجية «مؤسسة البترول» لعام 2040، متمثلة بالأعمال التقليدية والوقود الحيوي والوقود البديل، وخدمات النقل مثل خدمات مبيعات غير الوقود، والسيارات الكهربائية، والشراكات العالمية، والتحوّل الرقمي، وتطوير الأعمال الجديدة وقضايا الصحة والسلامة والبيئة والمسؤولية الاجتماعية والحوكمة (HSSE & ESG).
كما تتماشى آلية الإنفاق على الاستثمارات التي يتم تنفيذها من قبل الشركات التابعة لـ«البترول العالمية» مع خطة تطبيق إستراتيجية تحوّل الطاقة المتفق عليها، والتي تتم مراقبتها والنظر فيها من قبل الشركة.
وتتم متابعة آلية الإنفاق لتأكيد تحقيقها أهداف ومستهدفات المشروع الخاصة، وقد تؤدي في النهاية إلى تحديث الميزانية أو الخطة الخمسية ذات الصلة، مع مراعاة كاملة لأي تحديثات في القوانين والتشريعات، وتحليل الأسواق العالمية، ودراسة سلوكيات العملاء الجديدة الناشئة، والفرص السوق المحددة.
مصفاة ميلاتزو
• ماذا بخصوص مصفاة ميلاتزو في إيطاليا وباقي الاستثمارات الكويتية المتعارضة مع القرارات الاوروبية؟
- الافتراض الذي يشير إلى أنه سيتم الاستغناء عن النفط تماماً بحلول عام 2035 بحسب التشريعات الأوروبية مضلل وغير دقيق على الإطلاق، وذلك وفقاً لدراسات موثوقة أجريت حول مزيج الطاقة خلال العقدين القادمين، استنتجت أن النفط سيستمر في أداء دور حيوي بمزيج الطاقة، ولكن بنسب متغيرة، فالنفط سيظل محتفظاً بأهمية وجوده في محفظة تأمين الطاقة، وهذا يعني أن المنتجات النهائية الصادرة من مصفاة ميلاتزو التابعة لـ«البترول العالمية» ستستمر في الاستفادة من أسواق ناضجة ومستقرة لبيع منتجاتها المكررة (وقود الديزل والمنتجات الخفيفة) على مدى العقدين القادمين، كحد أدنى.
وفي ما يتعلق بحصة «البترول العالمية» التي تبلغ 100 ألف برميل يومياً في مصفاة ميلاتزو، فإنها توافر 80 ألف برميل يومياً من المنتجات النفطية المكررة التي تغطي نحو 50 في المئة من الطلب الحالي للشركة في إيطاليا.
وهذا يعني أنه حتى في سوق متناقص، ستظل مصفاة ميلاتزو تحقق أهدافها من بيع وتسويق إنتاجها في السوق الإيطالي، ما يحافظ على دورها الإستراتيجي ضمن سلسلة الإمداد الخاصة لـ«البترول العالمية».
• هل هناك خطة لتطوير المصفاة؟ وما هي مجالاتها الرئيسية؟
- ضمان الاستدامة على المدى الطويل التحدي القادم لمصفاة ميلاتزو، لذلك تم تطوير خطة استثمارية لـ5 سنوات، تركز على المجالات الرئيسية التالية:
1 - الامتثال لمعايير الصحة والسلامة والبيئة.
2 - تعزيز اعتمادية المصفاة ومرونتها التشغيلية، ما يقلل من التكاليف وبالتالي تحقيق ربح عند نقطة التعادل.
3 - تقليل أثر الكربون الناتج عن المصفاة من خلال مشاريع كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة للاستفادة من التحول الطاقي الجديد.
4 - تنويع مزج المنتجات بجانب الإنتاج الأحفوري: دراسات إنتاج وقود الطيران المستدام (SAF) ووقود إلكتروني (e-Fuels) للتنفيذ قبل عام 2035.
6 عوامل رئيسية مؤثرة بالمسار
«البترول العالمية» تدرس اقتراحاً لمنتجات الهيدروكربون... موثوقاً وقوياً ومرناً
أكد العجمي أن هناك 6 عوامل رئيسية مؤثرة على مسار تحوّل الطاقة داخل الاتحاد الأوروبي، أبرزها:
1 - توفير مستدام للطاقة المتجددة ضمن شبكات الشبكة الوطنية.
2 - البطاريات - ديناميكية الإمداد، وتأثيرات إعادة التدوير.
3 - قدرة العملاء على شراء وامتلاك السيارات الكهربائية، حيث من الممكن استعادة جزء من تكاليف شراء السيارات الكهربائية من خلال دفع تكاليف تشغيلية أقل نظراً لأنها حالياً معفاة من الضرائب، ولكن بالتأكيد ليس مضموناً أن تظل كذلك على المدى الطويل.
4 - إعادة تقييم ضرائب استبدال السيارات لحكومات الاتحاد الأوروبي.
5 - توفير محطات الشحن الكهربائية، وبشكل متزايد، تتضمن خياري الشحن السريع والشحن فائق السرعة في مواقع إستراتيجية صحيحة.
6 - انتخابات الاتحاد الأوروبي عام 2024 التي قد تشهد تغيرات في الرغبة السياسية لتغيير أهداف تحوّل الطاقة الحالية، كما حدث أخيراً في السويد والمملكة المتحدة (التي خرجت من الاتحاد الأوروبي).
ولفت العجمي إلى أنه بناءً على هذا السيناريو، والأحداث غير المؤكدة والتغيرات الديناميكية في الأسواق العالمية، فمن الممكن للاستثمارات النفطية الكويتية في أوروبا أن تستمر في توفير مجموعة من منتجات الطاقة بطرق مستدامة ومربحة، وبشكل رئيسي المشتقات الهيدروكربونية ومنتجات تحوّل الطاقة المتجددة مثل الوقود الحيوي والهيدروجين والسيارات الكهربائية وما إلى ذلك.
وأوضح أنه استناداً إلى نجاح «البترول العالمية» في تشغيل أفرعها الأوروبية القائمة حالياً، فإن الشركة تدرس حاليا اقتراحاً لمنتجات الهيدروكربون موثوقاً وقوياً ومرناً، يمكن أن تُبنى عليه مطالب وطموحات قوانين تحوّل الطاقة، منوهاً إلى أن تطوير مثل هذه الأعمال يتم بصورة توقعية ويُقيَّم ويُضمَّن في التخطيط الحالي والمتوسط الأمد والبعيد لـ«البترول العالمية».
6 أهداف رئيسية للشركات التابعة
أفاد العجمي بأن الشركات التابعة لـ«البترول العالمية» تعمل على دراسة وتطبيق إستراتيجيات يتم انعكاسها بالكامل في الميزانية السنوية والخطة الخمسية، موضحاً أن هناك 6 أهداف رئيسية لتلك الشركات، هي:
1 - تعزيز الاقتصاد الكلي (إمداد ولوجستيات/ التجزئة/ مباشرة) للأعمال الهيدروكربونية التقليدية، وذلك لكسب حصة سوقية في سوق تناقصي.
2 - استغلال فرص الاستثمار في الوقود الحيوي ومصادر الوقود البديلة، مع الاحتفاظ بالعملاء الحاليين وجذب العملاء الجدد من المنافسين الذين يقدمون عروضاً أقل جاذبية.
3 - التركيز على توجه العملاء (التسويق/ التسويق الرقمي/ التحول الرقمي/ خدمات تكنولوجيا المعلومات/ حل جديد باستخدام الذكاء الاصطناعي).
4 - الاستفادة القصوى من مصادر الدخل المختلفة (مصادر دخل غير الوقود، السيارات الكهربائية وخدمات قيمة مضافة) من خلال الاستفادة من شبكة محطات التجزئة المملوكة للشركة بالوقت الحالي وعلاقات الشركة بالعملاء الذين يتصفون بالولاء لها.
5 - التوجه نحو تطوير القدرات في مجال الابتكار وتطوير أعمال جديدة.
6 - التركيز على السلامة والصحة والبيئة والمسؤولية الاجتماعية والإدارة (البيئة والاجتماع والحوكمة)، واستغلال اتجاهات وفرص الانتقال الطاقي لتعزيز القبول الاجتماعي لشركة البترول العالمية وتعزيز عوامل جذب العملاء.