توقفتُ منذ فترة طويلة عن الكتابة عن قضية فلسطين، واليوم بسبب الأحداث المؤسفة التي يتعرّض لها قطاع غزة من حرب وإبادة جماعية وقتل ودمار، أجد نفسي مضطراً الكتابة عن أهلنا في فلسطين، ففلسطين والمسجد الأقصى المبارك في دمي وروحي وأعماق قلبي وما يحدث هناك من سفك للدماء وقتل للروح البريئة المسلمة هي جريمة بحق الإنسانية والدين، ولا أجد أي مبرّر لاحتلال صهيوني غاصب على أراض فلسطينية لإعلان قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين منذ 15 مايو 1948 وحتى يومنا هذا.
فمنذ إعلان الحرب باسم «طوفان الأقصى» على الاحتلال الإسرائيلي، والجيش يستهدف الكثير من المدنيين العزّل ومباني المستشفيات تحت تبريرات واهية، بث حي ومباشر أمام العالم، والعالم لا يتحرّك، فغزة تُباد أمام أسلحة الصهاينة، ولا نجد دولة عربية إسلامية تتحرّك لوقف هذا النزيف.
عائلات بأكملها مُسحت من السجل المدني في غزة وهي تحت القصف الدموي، فأين ستذهب المساعدات الآن بعد أن أصبحت العشرات تحت التراب؟ ولمَن المساعدات إن كان أهل غزة تحت الأنقاض؟!
مازلت أتذكر الكلمات المؤلمة التي ناشدت بها الدكتورة أسماء الأشقر قبل استشهادها وهي تعمل في مستشفى القدس في غزة حينما قالت: «إن غزة تُباد والعالم يتفرّج علينا، من دون شجب ولا استنكار، ولكن الله معنا»، وقالت الشهيدة «لا تقوموا بعمل المسيرات من أجلها، ولكن اعملوا المسيرات من أجل أرواحنا، بالله عليكم مَن الذي نصرنا ووقف معنا، ولكن لنا الله الله الله»... وقالت «إن غزة تستنجد بالله وبس، وكلنا نطلب الشهادة».... ثم قالت الشهيدة «حسبي الله ونعم الوكيل على كل من باعنا، وعلى كل مَن شارك مع إسرائيل وعلى كل مَن والاها»، وقالت «يا رب انتقم يا رب انتقم، فلن نسامحهم على أفعالهم، فكل واحد نصرك وكل واحد طبّع معك وله مصلحة معك، وكل واحد رقص على جراحنا نقول له حسبنا الله ونعم الوكيل»...
نعم تلك هي كلمات مؤلمة على كل عربي ومسلم وعليه أن يعيد النظر فيها ويتأمل بما يدور حولنا من تغيرات مهينة، لكِ الله يا دكتورة أسماء، لقد رحلتِ عن الدنيا شهيدة، ولم ترِ فرحة تحرير فلسطين وغزة ولكنك سترين فرحة دخولك الجنة (دار الآخرة) بإذن الله، فأنتِ شهيدة غزة الكرامة، ولكن كلماتك الخالدة كانت كلمات حق وعتب لكل الدول العربية والاسلامية التي قصّرت على أداء واجبها تجاه غزة الجريحة ولكن المقاومة الباسلة ستنتصر بإذن الله رغم أنف الكيان الصهيوني الغاصب الذي يدفع بشكل علني وأمام العالم لتهجير أهالي غزة وترحيلهم خارج أراضيهم من خلال ممارسة أبشع جرائم الإبادة الجماعية، ولكن هيهات أن يتحقق مبتغاهم، فما بُني على باطل فهو باطل حتى ولو اجتمعت كل الدول الأوروبية.
نعم لن يتحقق النصر لهم طالما عزيمة أهل فلسطين موجودة.
اللهمّ ارزق أهل غزة الثبات والنصر والتمكين وكن عوناً لهم، وبارك في إيمانهم وصبرهم، ألا إنّ نصر الله قريب...
حسبنا الله وكفى... سمع الله لمن دعا... اللهم عليك بعدوّك... يا رب احفظ أهل فلسطين وثبتهم وآمن روعاتهم، وتقبل شهداءهم وأنزل السكينة على ذويهم... فأنت حسبنا ونعم الوكيل...
ولكل حادث حديث،،،
alifairouz1961@outlook.com