خواطر صعلوك

لو فُتحت الحدود...!

تصغير
تكبير

من أصدق ما كتب إبراهيم نصرالله، الكاتب والأديب الفلسطيني في كتابه «كتاب الكتابة» ليوضح أزمة الفلسطيني ليس داخل أرضه فقط وما يحدث له من قتل، ولكن خارجها أيضاً وبين إخوانه العرب.
«دائماً أحس بأن جريمة شرف تترصد قلبي، إذا ما بُحت بحب مدينة عربية. لأن حب الفلسطيني لمدينة عربية كان يُنظر إليه باعتباره نوعاً من الشروع باختطاف الزوجة من بين أحضان زوجها، وظلت الأنظمة الرسمية ومنتفعوها يُحرّمون علينا أن نحب المدن، أو أن نكرهها، أو نحلم بسواها. وتلك أقسى معادلة يمكن أن يُمتحن بها القلب البشري».

حسب المخطط الصهيوني، يتم ترحيل سكان غزة لمصر، وسكان الضفة للأردن، وتصبح الأرض فعلاً بلا شعب.
ومصر والأردن ترفضان هذه الخطوة على اعتبار أنها «تصفية للقضية الفلسطينية».
إعلاميون صهاينة يقولون للشعوب العربية «لماذا لا تأخذون الفلسطينيين في دولكم، بدلاً من أن تشاهدوهم يموتون كل يوم منذ 75 سنة»؟
مراسل صحافي يتجول في أسواق الضفة الغربية ويسأل البسطاء (هل يمكن ان تستضيفوا سكان غزة لديكم في الضفة الغربية)؟ فيرد أحدهم:
- نحن نعاني من أزمة سكن وبطالة وغلاء في الأسعار.
دعوات كثيرة من رؤساء دول تطالب الفلسطينيين أن يتمسكوا بأرضهم ويموتوا عليها... وسوف يصل لهم الدعم الإنساني والإغاثي.
في صغري، كنت استغرب عندما اسمع عن هدم مقدسات دون أن يتحرك أحد.
اليوم، أصبحت أرى ما يحدث في غزة، وكيف يتم قتل طفل، وامرأة وأم وأخت وزوجة، وأب وعم وأبناء... في واقع نعيشه لو هدمت فيه مقدسات، لكانت ردود أفعالنا لا تختلف عن اليوم... شجب واستنكار وتنديد.
كل ما أريد قوله للمسلمين في «غزة» الذين ينادون الشعوب العربية للمساندة... أقسم لكم بالله ليس في أيدينا شيء ونعلم أنكم لا تريدون أموالاً أو طعاماً أو شراباً... ولو فُتحت الحدود لرأيتم النصرة التي تشفي قهر قلوبكم، ولكن ليس لنا من الأمر شيء... والله غالب. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
moh1alatwan@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي