تحيا الأمة العربية

تصغير
تكبير

في قلب شبه الجزيرة العربية، بُعث رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، للناس كافة بعد أن أنذر عشيرته الأقربين وصدع بما يؤمر.
كان العرب هم القوم الذين إذا وفدوا للتجارة في الشام وفارس رآهم الروم والفرس أعراباً جياعاً جفاةً عراةً رعاةً للإبل، اختص الله سبحانه وتعالى هؤلاء الأقلاء في عيون غيرهم ليدركوا في قرارة أنفسهم اصطفاء الله عز وجل لهم ولعروبتهم ليسموا بها فيدركوا أنهم قومٌ أعزهم الله بالإسلام فإن ابتغوا العزة في غيره أذلّهم الله.

ولو كانت الذلة في عيون الناظر لهم، حين يميلون للعصبية العربية دون العزة بالإسلام الذي يساويهم بالبشر ليستفيدوا ممن هو أعلم منهم ويرحموا ويعلموا من هو أدنى منهم، وكما يبدو لي أن هذا هو ما اختصهم الله به دون غيرهم وفضلهم به عليهم ليكونوا حلقة وصلٍ بين الأمم ليوصلوا رسالة الله عز وجل، ويكونوا حملةً لرسالة آخر الأنبياء، فالاصطفاء تكليف كما هو تشريف ومغنم.
قبل أيام جاءني ابني يوسف، وقد اشترك في فريق الأشبال بالمدرسة، يقول إن المعلمة طلبت منه أن يشتري اللباس الخاص بالفريق.
اصطحبته بعد الانتهاء من واجباته المدرسية إلى السوق وابتعت له ملابس الأشبال المطلوبة، ولما عدنا للمنزل وارتدى ملابسه وهو فرحٌ بها فرحنا معه...
أخذ يُمثل أمامنا تحية العلم، فانتصب بوقفته واضعاً يده اليمنى عند جبينه قائلاً:
تحيا الكويت
تحيا الكويت
تحيا الكويت
ثم سكت وأطال السكوت، فبادرناه وقلنا له أكمل...، (تحيا الأمة العربية...) باستغرابٍ أجاب هو وإخوته: ماذا قلتم؟!
في المدرسة لا نقول هذه الجملة!
لله العزة جميعاً...
لما أصبحت فلسطين قضية عربية اختلف العرب وتفرقت الأهواء فضاعت القضية، ولو تصحح المسار وعادت فلسطين في القلوب والعقول قضية إسلامية ومسرى نبينا فسوف تعود بوعد من الله تعالى.
أعتقد لو جاهدنا أنفسنا لتحققت الغاية.
فما فلسطين إلا النفس والقلب والروح والأهل والاخوة، نسعى لله فهو الغاية والمقصد والهدف والوجهة، وما إن يتحقق دين الله عز وجل في حركاتنا وسكناتنا وظاهرنا وباطننا، سرنا وعلانيتنا في ديننا ودنيانا، صادقي الوجهة لله عز وجل، بعيداً عن أهواء النفس والعنصرية العرقية والشعارات السياسية لعادت فلسطين، ولكن «إنّ اللهَ لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي