الأيام تترى والليالي تدلف، والسنون تتوالى... والشعب الفلسطيني الصامد يناضل ويقاتل ويدافع ويذود بالأرواح والأنفس عن أراضي دولته التي اغتصبها العدو الصهيوني الآثم.
خمس وسبعون عاماً ودماء الأحرار تروي الأراضي المقدسة في فلسطين، ولم تزل الاجتياحات تتوالى على هذه الأرض المظلومة، وصرخات الثكلى تدوي والابتهالات ترتفع إلى بارئها في أن ينصر المجاهدين الذين يجودون بأرواحهم دفاعاً عن تربة وطنهم المغتصب.
ما أروعه من جهاد!
الدنيا كلها تصفق لهذا المجد العظيم والأيادي القوية والقلوب المفعمة بالإيمان والأفكار المؤمنة بنصر الله المؤزر للمظلومين المغتصبة حقوقهم.
لا تظلمنّ إذا ما كنت مقتدراً
فالظلمُ ترجع عقباه إلى الندمِ
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعينُ الله لم تنمِ
ما أقسى قلوب الصهاينة الآثمين الذين يجتاحون الأراضي الآمنة المطمئنة في قطاع غزة! إنها تشكو ألمها من هذا العدوان البغيض.
نزيف الدم الفلسطيني يتواصل حيث ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع إلى أكثر من 10 آلاف شهيد، من بينهم أكثر من 4000 طفل، ودُكت الأحياء السكنية والمرافق المدنية بالصواريخ والقنابل ما أدى الى تدمير مئات المباني كلياً.
(مليون و400 الف نسمة) وبنسبة تصل الى (70 ٪) من سكان القطاع الذين يقدر تعدادهم بنحو (2.3 مليون نسمة) قد نزحوا من منازلهم ومناطق سكنهم سواء إلى مناطق الجنوب أو إلى مناطق أخرى داخل المدينة الواحدة.
إنها مآسٍ تدمي القلب وتُسيل من الأماقي الدمع، ولكن جهود المناضلين من الرجال والنساء والشباب الذين يجدون الخطى من أجل مقاومة العدو بغية تحرير الأرض وقهر الظالمين، ولسان حالهم يقول:
شبابي إذا كنت لا أستطيع
أحقق فيه مُنى أمتي
وارفع فيه لوائي العزيز
ليخفق بالنصر والعزتي
فلا كان هذا الشباب العقيم
ولا كان زهوي ولا عزتي
ولا كنتُ يوماً حليف الحياة
إذا كنت أحيا بلا عزتي