محمود عباس يدعو لعقد قمة عربية طارئة... وأردوغان يعتبر أن إسرائيل «بيدق سيتم التضحية به»
الإمارات تطلب اجتماعاً «عاجلاً» لمجلس الأمن في شأن غزة
ألسنة النار والدخان تتصاعد من غزة بعد غارات إسرائيلية (أ ف ب)
- 120 دولة في الجمعية العامة تطالب بـ«هدنة إنسانية فورية»
- غوتيريش يؤكد أن «التاريخ سيحاسبنا جميعاً»
- تل أبيب تعيد تقييم العلاقات مع أنقرة
- الاحتلال يعلن مرحلة جديدة من التوغل «فوق الأرض وتحتها»
دخل قطاع غزة في مرحلة «خطر حقيقية» بعد القصف الإسرائيلي الأعنف جواً وبراً، وسط تقدم بري نحو شمال شرقي غزة تحديداً، أعلنت حركة «حماس»، إفشاله، مؤكدة وقوع عشرات الجنود بين قتيل وجريح.
وغداة مطالبة الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، بغالبية كبيرة بـ «هدنة إنسانية فورية»، طلبت الإمارات، أمس، من مجلس الأمن الاجتماع «في أقرب وقت ممكن» في أعقاب العمليات البرية الموسعة في غزة وقطع شبكات الاتصالات.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الزعماء العرب لعقد قمة طارئة من أجل وقف «العدوان الوحشي» على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية في غزة وتمكينه من البقاء على أرضه، وإنهاء الاحتلال عن أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس.
وقال ديبلوماسيون، إن المجلس قد يجتمع قريباً ربما اليوم، وأن الإمارات طلبت من منسق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة مارتن غريفيث والمفوض العام لوكالة «الأونروا» فيليب لازاريني تقديم إحاطة.
وأول من أمس، طالبت الجمعية العامة، بغالبية كبيرة بـ «هدنة إنسانية فورية».
والقرار غير الملزم الذي انتقدته إسرائيل والولايات المتحدة، لعدم إشارته إلى «حماس»، أيّده على وقع التصفيق 120 عضواً وعارضه 14 فيما امتنع 45 عن التصويت، من أصل 193 عضواً في الجمعية العامة.
وأظهرت هذه النتيجة انقساماً في صفوف الدول الغربية، خصوصا الأوروبية، إذ أيدت فرنسا القرار في حين امتنعت ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا عن التصويت، وصوتت النمسا والولايات المتحدة ضد القرار.
وطلب القرار الذي أعدّه الأردن باسم المجموعة العربية (22 بلداً) «هدنة إنسانية فورية دائمة ومتواصلة تقود إلى وقف للعمليات العسكرية».
وفي الدوحة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى«وقف إطلاق نار إنساني»، منتقداً تصعيد القصف الإسرائيلي، وقائلاً إن «التاريخ سيحاسبنا جميعاً».
وحذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، من أن عملية برية واسعة النطاق قد تؤدي إلى «مقتل آلاف المدنيين الإضافيين».
وفي بروكسيل، حض وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على «هدنة»، مؤكداً «قتل عدد هائل من المدنيين بمن فيهم أطفال... هذا مخالف للقانون الإنساني الدولي».
تركياً، صعد الرئيس رجب طيب أردوغان، هجومه على الغرب، معتبراً إياه «المذنب الرئيسي في مجازر غزة»، وقال «على إسرائيل أن توقف هذا الجنون فوراً وتضع حداً لهجماتها».
واعتبر أن إسرائيل «ليست سوى بيدق في المنطقة، سيتم التضحية به عندما يحين الوقت»، وذلك خلال مشاركته في «تجمّع فلسطين الكبير»، الذي شارك فيه 2.5 مليون شخص نصرة لغزة في إسطنبول.
وأكد أن «ما تفعله إسرائيل ليس دفاعاً عن النفس، بل مجازر دنيئة... مسؤولو الغرب، أصبحوا صُمّاً بُكماً لا يسمعون صرخات القتلى في غزة، ومناشدات الأمين العام للأمم المتحدة».
وفي خطابه الناري، قال الرئيس التركي «أسأل الغرب: هل ستخلقون جواً جديداً من الحملات الصليبية ضد الهلال»؟ وأضاف متوجّها إلى الدولة العبرية «نعلن أمام العالم بأسره أنك مجرمة حرب»، مضيفاً «أنتم محتلّون وغزاة».
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين استدعاء المبعوثين لدى تركيا، في إطار إعادة تقييم العلاقات، بعد هجوم أردوغان العنيف.
ميدانياً، أعلن وزير الدفاع يوآف غالانت، «دخلنا مرحلة جديدة في الحرب والتعليمات للقوات واضحة: العملية ستستمر حتى صدور أمر جديد»، بينما أكد الدفاع المدني في غزة، أن «عمليات القصف الكثيفة أدت إلى تغير معالم غزة ومحافظة الشمال».
وأضاف غالانت في ختام تقييم أمني حضره رئيس هيئة الأركان هيرتسي هاليفي، ورئيس جهاز «الشاباك» رونين بار، ورئيس جهاز «الموساد» ديفيد بارنيع، ومسؤولون آخرون: «اهتزت الليلة الأرض في غزة. لقد هاجمنا مواقع فوق الأرض وتحت الأرض، وهاجمنا العناصر الإرهابية على كل المستويات وفي كل الأماكن».
وبعدما أشار مساء الجمعة إلى «توسيع» عملياته البرية، أعلن الجيش أمس، «خلال الليل ضربت الطائرات المقاتلة 150 هدفاً تحت الأرض في شمال قطاع غزة، من بينها أنفاق ومواقع قتال تحت الأرض ومنشآت أخرى».
وأشار الناطق العسكري دانيال هاغاري، إلى أن القوات التي توغلت ليلاً شمال غزة ووسعت عملياتها، «لا تزال في الميدان، بعد أن دخلت من 3 محاور، من بيت لاهيا وبيت حانون وشرق البريج».
كما أعلن الجيش اغتيال عصام أبوركبة، المكلف «المظلات الشراعية الآلية والمسيرات ومعدات الرصد والدفاع الجوي»، إضافة إلى قائد المنظومة البحرية راتب أبوصهيبان، الذي قاد محاولة اختراق قاعدة زيكيم.
في المقابل، أعلن عضو قيادة «حماس» في الخارج علي بركة، أن التوغل فشل على 3 محاور، مشيراً إلى أن «الاحتلال وقع في كمائن نصبتها المقاومة على الجبهات كافة».
وتابع أنّ «الجيش تكبّد خسائر فادحة، وتدخّلت مروحياته لنقل قتلاه ومصابيه».
كما أكدت «حماس»، تضرر ما لا يقل عن 6 دبابات بصواريخ «كورنيت» المضادة للدروع.
وأعلنت توجيه «رشقات صاروخية»، باتجاه تل أبيب وقاعدة «زيكيم» في عسقلان، وديمونا جنوب إسرائيل، رداً على «الاعتداءات بحق المدنيين».
واعتبر عدد من المحللين أن ما جرى أشبه باختبار من قبل إسرائيل لقدرات جنودها على الأرض، ودفاعات «حماس» على السواء، قبل الاجتياح الكبير المرتقب.
و حتى مساء أمس، أوقعت الهمجية الإسرائيلية، في غزة، أكثر من 7710 شهداء، معظمهم مدنيون.