اقرأ ما يلي...

بين الثقافة والجهل...

تصغير
تكبير

العالم اليوم مليء بمختلف الصور التي تتحدّث عن أزمنة عاشتها بمظاهر فنية وأدبية وفلسفية ووصولاً للفضاء، وقصائد غزل جريئة يخشى الأغلب اليوم بأن يرددها أو يصيغ ما شابه، صور لأدباء وعلماء وطلبة يقرأون الكتب في المدرسة، ويفتخرون بمعلميهم، صور لمجموعة من النساء في بعثة دراسية أو ثقافية في إحدى الدول العربية العريقة حينها بالأدب والعلم، أو لدولة أوروبية تستقطب الأسماء العربية لتدريبها واطلاعها على ثقافة مختلفة قد تكون سبباً في تطوير مجتمعهم.
تلك الصور أغلبها تحمل اللونين الأبيض والأسود، ولكن لها من المعاني ما يكفي أن يشعر الفرد أن الإنسان حينها كان متعطشاً للعلم وتطويره. ولو قارناها في صور اليوم الملونة والصور المتحركة والفيديو، لمجموعة من الآباء الذين يشتكون من عدم مقدرة أبنائهم على الغش، ولمعلمين يقترحون على الطلبة تطوير أنفسهم بالدروس الخصوصية لأن وقت المعلم لا يكفي لإنهاء المنهج كله، فيما يحتفل الطلبة في نهاية العام بتمزيق الكتب والرقص على أوراق تحمل عِلماً لم يعد مطلوباً، وتمتلئ الدعايات بملخصات للطلبة تلخص كتاب الخمسمئة صفحة إلى صفحتين الهدف منها النجاح فقط لا التعلم.

ما يؤلمني حقاً هو وجود المبررين من الناس من يدعي أن صور الأبيض والأسود تحمل كثيراً من الجهل الديني، فالناس فيما مضى لا يفقهون بدينهم على الرغم من مرور أقل من مئة عام على تلك الصور، في حين أن الدين الإسلامي لم يتجاوز الألف وخمسمائة عام، فهل من المعقول أن قبل خمسين عاماً كان الناس يعانون من الجهل الديني، عكس الحاضر؟ يبرر آخرون الدليل على تلك الاستنتاجات بصور لنساء يلبسن التنورة القصيرة في تلك الصور، وهي من أوجه التخلف، فيما يتفق معهم البعض أن الشهادة العلمية والثقافة لا تليق بامرأة تلبس الحجاب أو العباءة.
لماذا أوجدنا علاقة عكسية بين الدين والثقافة كي نبرر أوجه العلم أو الجهل؟ وهل الثقافة والدين عنصران متخاصمان لابد لأحدهما أن يكون موجوداً دون الآخر؟ لمَ لا يكون المجتمع متحضراً بثقافته ومطلعاً بدينه علماً وعملاً؟ هل علينا أن نضحي بأحدهما حتى نتطور؟ وهل حقاً هذا هو السبب الحقيقي وراء كراهية العلم اليوم؟ والالتفات لمشاهير الغناء والتواصل الاجتماعي حتى اقتنعنا ألا يوجد علماء اليوم في ظل من يقول أننا اليوم أكثر علماً بديننا من الأمس؟ نظرة مجتمعية اقتصرت على الصور... للأسف.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي