أعلنت البشرية الحرب مراتٍ عديدة، فقد أعلنت الحرب على المخدرات ولكنها خسرتها، وأعلنتها على الدعارة والقمار والعصابات، وأعلنت الحرب على الفقر، فانتصر الفقر، وأعلنت الحرب على الإتجار بالبشر وتهريب الأطفال... البشرية تخسر كل الحروب التي تُعلن عنها، ولا تنتصر إلا في الحروب التي تقتل فيها البشر!
أعجبتني كلمة محمد رمضان، (جعفر... في مسلسل العمدة)، التي بثها عندما قُصف المستشفى، وأعجبتني مقابلة باسم يوسف، وأعجبني ما تقوم به دولة الكويت في المدارس والمستشفيات والجمعيات التعاونية ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني من نصرة للشعب الفلسطيني الجريح، وهكذا الكويت دوماً تُساند الجريح.
وأتعامل في حياتي مع أشخاص مثل «جاسم» الذي كان من العشر الأوائل الذين شاهدوا فيديو أغنية «ديسباسيتو» على منصة اليوتيوب، ووضع تعليقاً حصل على 3 مليون «لايك».
كما أنه كان أول متابع لحساب الفنانة العالمية الشهيرة نيكي ميناج، بالإضافة إلى أنه شارك في حملة «ليكات» من أجل حسابها الثاني بعد أن تهكر الحساب الأول.
شارك في وقفة تضامنية مع الشعب الأوكراني، أمام السفارة الإسرائيلية، وقد ساهمت هذه الوقفة في رفع وعيه السياسي 75 سم كاملين.
ووعيه السياسي أوصله إلى أن الذي قصف مستشفى المعمداني في غزة، ليست إسرائيل... بل حماس!
ليس هناك ما يُقال عزيزي القارئ حول المعركة، وشعورنا بالانتصار معنوياً ونحن مُحطمون.
ولا يوجد ما يُقال عن الغرب والشرق على السواء، الذين رموا العقلانية والإنصاف من النافذة، وهم يشاهدون حمى القتل واستعراض القوة التي لم يجد لها المؤرخون والعلماء تفسيراً معقولاً، وهي حمى مسعورة أصابت جماعات كبيرة من الناس خلال القرون الوسطى وكانت تدفعهم للقتل بلا توقف حتى الموت في بعض الأحيان.
حمى أناس كثيرة بريئة قُتلت في سورية واليمن والعراق وفلسطين وليبيا والسودان وأفغانستان... وكأنك تقرأ عن التتار في البداية والنهاية لابن كثير.
عبر التاريخ وفي الحاضر والمستقبل، فإن الصراع بين الحق والباطل والخير والشر والحقيقة والتضليل سوف يظل مستمراً. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
moh1alatwan@