مشاهدات

دولة الباطل ساعة

تصغير
تكبير

لماذا يعترينا الخوف كعرب ومسلمين من إسرائيل؟ وبالمقابل، لماذا الاطفال في الأرض المحتلة لا يهابونها؟
أيعقل أنّنا لا نعرف حقيقة هذه الدولة الصهيونية المارقة؟ ولا نعرف نواياها الخبيثة نحونا؟

هل نسينا بأن هذه الدولة الصهيونية نشأت منذ وعد بلفور المشؤوم، سنة 1917، وإعلان بريطانيا اقامة دولة يهودية في فلسطين وتم على اثرها احتلال دولة فلسطين بالكامل وإعطائها للصهاينة؟ أليس أهداف الصهاينة معلنة (أن حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل)؟
ومن هنا بدأ الصراع بين العرب والصهاينة في حرب ضروس في عام 1947، وقام الصهاينة بحملة تطهير عرقي وتهجير كبرى للفلسطينيين أصحاب الأرض من قراهم ومدنهم، وفي عام 1948 تم إعلان قيام دولة الصهاينة.
واستمرت الحروب لسنوات بين العرب والصهاينة، وظل العدو يعاني من العزلة التامة من الدول العربية المحيطة به، وقدمت الأمة العربية والاسلامية قوافل الشهداء في معارك العزة والكرامة لتحرير أرض فلسطين المغتصبة من الغزاة.
كانت الأمة العربية ثابتة على مواقفها الوطنية واعتبار الكيان الصهيوني الغاصب (عدواً) منذ بداية احتلاله لأرض فلسطين. وللأسف ظلت القوى العظمى تقدم كل اشكال المساعدات لهذا الكيان الغاصب منذ نشأته وحتى الآن.
(حرب اكتوبر)
بلغت الوحدة العربية والاسلامية ذروتها في حرب السادس من أكتوبر 1973، حيث فتحت الجبهات في سورية ومصر في آن واحد، وسطر ابناؤنا ملحمة النصر وهزم هذا الكيان السرطاني، وعندما ساندت الدول الاجنبية الصهاينة بالأسلحة والعتاد والافراد لجأت الدول الخليجية والجزائر وليبيا والعراق إلى استخدام سلاح النفط، وتم حظر النفط عن تلك الدول وهذا الاتفاق كان له الأثر البليغ في تغيير مسار العلاقات الدولية.
وهنا كان التهديد من القوى العظمى بفرض عقوبات اقتصادية على الدول التي تستخدم سلاح النفط.
ولنا ذكرى وعبرة وموقف لا ينسى من الملك الراحل فيصل آل سعود، رحمه الله، عندما صرّح بأن (النفط كان في باطن الارض، فليظل في مكانه ولا تهمنا المقاطعة الاقتصادية عاش أجدادنا على التمر واللبن، وسنعود لهما).
وعندما هدّدت الدول الغربية باستخدام القوة للسيطرة على منابع البترول، قال: «ماذا يخيفنا؟ هل نخشى الموت؟ وهل هناك موت أفضل وأكرم من أن يموت الإنسان مجاهداً في سبيل الله؟ أسأل الله سبحانه أن يكتب لي الموت شهيداً في سبيل الله».
إن وحدة الكلمة والاجتماع والائتلاف بين دولنا هي القوة التي يهابها الاعداء.
وللاسف ما زالت الخطابات العنصرية والطائفية والقبلية متواجدة بين فئة من الناس يبثون الكلمات الجارحة التي تنفر منها القلوب، وهنا نقول لهم - كفى- نريد التغيير ونبذ كل السلوك المشين، وعلينا ان نبدأ بالتغيير ونبذ العنصرية والطائفية من بيننا، ولنُحْيي اقوى رابطة تجمعنا ألا وهي رابطة الإسلام.(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا).
انما اليوم انقلب الحال إلى أسوأ حال؟
لماذا لا يهاب الصهاينة من ردة افعالنا؟ أليس التطبيع مع هذا الكيان السرطاني شجعهم على التمادي في قتل الابرياء؟ أليس هذا التطبيع السيئ الذكر جعل الدول العربية مكبلة اليدين أمام الجرائم الاسرائيلية؟
بالله عليكم ألم تذرف اعينكم الدموع عندما تشاهدون القتل العلني للمدنيين باطلاق الصواريخ المدمرة التي تهد المباني على ساكينها؟
ألم ترقّ قلوبكم من الهجوم البربري بالصواريخ على المستشفى الاهلي المعمداني وقتل كل من فيه من أطباء وممرضين ومرضى وأطفال وجرحي وعاملين؟
الا تشعروا بالعار وانتم تشاهدون الحصار الجائر على أهالى غزة ومواجهتهم الموت في كل لحظة إما بالصواريخ أو بالجوع أو بالعطش أو بالمرض؟
قمة السفالة من هؤلاء القوم المسخ عندما قاموا بقطع الكهرباء والماء والطعام والادوية عن أكثر من 2 مليون مدني محاصر؟
فهولاء الصهاينة كلهم مرتزقة قدموا من دول العالم كافة، وقدمت لهم الأموال كي يستوطنوا في الأراضي المحتلة، وهم جبناء يستقوون بالقوى العظمي التي تساندهم علناً دون حياء، والذين يزوّدونهم بمختلف انواع الأسلحة والذخيرة ويرسلون حاملات الطائرات ليساندوهم في قتل الأبرياء من أطفال ونساء وشيبة.
- مذبحة على الهواء مباشرة.
- مذبحة على مرآى ومسمع من العالم.
- إبادة لم تعرفها البشرية.
- إبادة تخالف كل المواثيق والقوانين الدولية والشرعية والإنسانية بكل ما تعني الكلمة من معنى -الشعب يئن ويستغيث والعالم لا يحرك ساكناً، بل يتفرج على برك الدماء واشلاء الأطفال والأبرياء.
-لا طعام ولا ماء ولا كهرباء ولا وقود ولا أدوية، هل نحن نعيش في زمن الجاهلية؟
-هل نشاهد ونرى تلك المذبحة والموت المحتم للمدنيين وفقط نشجب ونستنكر؟ -اين الموقف العربي الموحد؟ -اين الموقف الإسلامي الموحد؟
هؤلاء الصهاينة جبناء، وكيان ضعيف لا يقوى على الصمود ولا الدفاع عن نفسه وجهاً لوجه؟
(مشاعرنا مختلطة بين الفخر و العزاء)
والله نشعر بالفخر عندما نشاهد الأطفال الصغار في فلسطين المحتلة يواجهون الجنود المدججين بالسلاح والدبابات دون خوف ولا رهبة، فهؤلاء الأبطال غرست فيهم الشجاعة وعدم الخوف من الغزاة المعتدين على أراضيهم، وذلك يؤكد باننا لو كانت لدينا فعلاً الإرادة القوية في إزالة هذا الكيان السرطاني عن الوجود فسنتمكن من ذلك.
أما العزاء في ما قدمه هؤلاء الشهداء كرامة للأمة، ونسأل الله ان يتغمدهم بواسع رحمته، فهم شهداء الأمة العربية والاسلامية بكل فخر.
(تصحيح المسار)
نحن بحاجة ماسة الآن الى تجاوز الخلافات وتصحيح اتجاه البوصلة، فالعدو صهيوني نتن، يجب علينا ان نتخذ موقفاً حازماً ضد هذا الكيان لتعود الهيبة ويعود الفزع إلى قلوب الصهاينة، فانهيار الطغاة حتمي ان اتحدت دولنا العربية والإسلامية في مواقفها.
كما قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب، عليه السلام (دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة).
-تخاذل الأمة العربية والتطبيع الذي تم ولا يزال مستمراً جعل هؤلاء الصهاينة يبالغون ويتمادون في مظالمهم وطغيانهم وفي قتل وحصار إخواننا الفلسطينيين.
وللأسف نشاهد أن منظمات حقوق الانسان والمحاكم الدولية مسطرتها مزاجية ومزدوجة المعايير، فهي تتجاهل الحق العربي وفي الوقت نفسه تتجه بوصلتها إلى جهة الباطل الصهيوني الظالم.
ولذلك يجب ان تتخذ الدول العربية والإسلامية مواقف حازمة ضد هؤلاء الطغاة، منها:
الموقف الأول، إلغاء التطبيع. والثاني، العودة الى المربع الأول وهو مقاطعة تامة للكيان الصهيوني والغاء التعاملات الاقتصادية كافة معه لتوجعه وليظل منبوذاً ومحاصراً من الدول العربية.
الثالث، توحيد المواقف ضد كل من يساند الطغاة، وتحذيرهم من قيامنا بالتوقف عن التعامل معهم اقتصادياً والذي قد يصل إلى حد استخدام سلاح النفط كما حدث في السابق.
الرابع، احياء التربية الوطنية للأجيال، والعودة إلى تعاليم الدين الحنيف. والعمل على وقف اطلاق النار الفوري بكل حزم وقوة. وفتح المعابر لادخال المساعدات الانسانية دون شروط مسبقة.
وهنا نتساءل:
ما الفائدة من الانضمام إلى المجتمع الدولي، وما الفائدة من الانضمام إلى هيئة الأمم المتحدة ان لم يكن لهما موقف عادل غير منحاز تجاه مايحدث من مجازر في فلسطين.
ولكن كل ذلك يحدث بسبب تخاذلنا واستسلامنا التام لهذه القوى الاستعمارية الجديدة.
في احد اللقاءات سأل صحافي الرئيس الأميركي: هل أخذت موافقة الدول العربية عندما أرسلت حاملات الطائرات إلى قرب حدودها؟
فاجاب بكل صلافة هذا ليس من شأنهم فنحن نفعل مانريد!
الا يعتبر ذلك إهانة؟
الا يستدعي ذلك وقفة وتغييراً للنهج؟
موقف الكويت على مر التاريخ في نصرة الحق العربي واضح وجلي، وخاصةً في الاحداث التي تجري في فلسطين والذي يعتبر من أقوى المواقف المتفردة والمتميزة بين دول العالم، وهنا نستذكر الكلمة الخالدة للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله (لقد بلغت من العمر عتياً ولا اريد ان أقابل ربي وانا مصافح للصهاينة).
الواجب علينا كمسلمين نبذ الطائفية والتوحد تحت كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله، فالاسلام يجمعنا ولا يفرقنا كما يحاول الصهاينة تفتيت وزرع الفتنة الطائفية بين جموع المسلمين.
شهداؤنا إلى الجنة وموتاهم الى جهنم وبئس المصير.
ألا انما القرآن بالقدس قد وصّى
وفي سورة الإسراء قد أنزل النصّا
هو القبلة الأولى وبالفضل قد خُصّا
أرى الغاصب الجبار بالذل قد غصّا
غداة رجال الله ذادوا عن الأقصى
اللهم أحفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي