واشنطن «تُفعّل دفاعاتها» و«لن تتردد بالتحرّك» ضد أي «منظمة» أو «بلد» يسعى إلى «توسيع» النزاع بين إسرائيل و«حماس»
دول الخليج تطلب مناقشات عاجلة مع مجلس الأمن
أطفال فلسطينيون يتفقدون منزلاً دمرته غارات في خان يونس (شينخوا)
صبي فلسطيني يحمل أكياس خبز على دراجته الهوائية في رفح (أ ف ب)
فلسطيني يساعد في إجلاء امرأة من مبنى متضرر بعد غارات إسرائيلية على رفح (أ ف ب)
- نتنياهو يعتبر حرب غزة بمثابة «حياة أو موت» بالنسبة لإسرائيل
- الحوثيون يُهدّدون باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر
- بايدن: لا يمكن أن نتجاهل إنسانية الفلسطينيين الأبرياء الذين لا يريدون سوى العيش في سلام
تتنامى المخاوف من توسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط، مع إرسال الولايات المتحدة مزيداً من العتاد العسكري إلى المنطقة، وتأكيدها أنها «لن تتردد في التحرك» عسكرياً ضد أي «منظمة» أو «بلد» يسعى إلى «توسيع» النزاع في الشرق الأوسط، في وقت تواصل إسرائيل حربها التدميرية و«الإبادة الجماعية» في قطاع غزة.
وفيما أعربت عن الأسف لعدم تمكن مجلس الأمن من اعتماد قرار متوافق عليه يضع حداً للتداعيات والانتهاكات الخطيرة للأوضاع في غزة، خاطبت دول الخليج مجلس الأمن رسمياً مؤكدة استعدادها للعمل وإبقاء النقاش مع المجلس لاعتماد قرار يضع حداً للأزمة وتداعياتها، وعقد مناقشات عاجلة بهذا الصدد.
وأعلن الأمين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي أن وزير خارجية سلطنة عُمان رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بدر البوسعيدي بعث نيابةً عن وزراء خارجية دول الخليج رسالة رسمية إلى رئيس مجلس الأمن (المندوب الدائم للبرازيل لدى الأمم المتحدة) سيرجيو فرانكا دانيس، أعرب فيها عن أسف دول المجلس، لعدم تمكن مجلس الأمن من اعتماد قرار متوافق عليه يضع حداً للتداعيات والانتهاكات الخطيرة للأوضاع في غزة، وأن دول المجلس على أتم الاستعداد للعمل وإبقاء النقاش مع مجلس الأمن، لاعتماد قرار يضع حداً للأزمة وتداعياتها، وفق القرارات والمعاهدات والقوانين الدولية بما فيها قرارا مجلس الأمن 242 و 338 وهو ما يؤكد التوافق الدولي على حل هذا الصراع، على أساس حل الدولتين وهو ما يمكن الفلسطينيين والإسرائيليين من العيش جنباً إلي جنب في أمن وسلام.
وأشار إلى أن الرسالة أكدت على الموقف الخليجي الموحد بضرورة وقف جميع الأطراف وفي مقدمتها الطرف الإسرائيلي جميع الأفعال اللامشروعة والامتثال التام للقانون الدولي والقانون الإنساني، وضرورة الإفراج الفوري عن الرهائن والمحتجزين والرفض القاطع لاستخدام العنف والقوة العسكرية واستهداف المدنيين كحل للنزاع.
في السياق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضرورة أن تتصرف تل أبيب وفقاً لقوانين الحرب، مضيفاً أنه لا يزال يتمسك بحل الدولتين للصراع. وكتب بايدن في منصة «إكس»: «ناقشت مع نتنياهو ضرورة أن تنفذ إسرائيل عملياتها وفقاً لقوانين الحرب. هذا يعني حماية المدنيين وسط القتال قدر المستطاع».
وتابع «لا يمكن أن نتجاهل إنسانية الفلسطينيين الأبرياء الذين لا يريدون سوى العيش في سلام. ولهذا توصلت إلى اتفاق في شأن السماح بدخول الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في غزة».
إلى ذلك، وبعد ساعات من إعلان البنتاغون تعزيز انتشارها العسكري في المنطقة في مواجهة «التصعيد الأخير من جانب إيران وقواتها بالوكالة»، صرح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لمحطة «ايه بي سي نيوز»، أمس، مخاطباً «من يسعون إلى توسيع النزاع: نصيحتنا هي لا تقوموا بذلك. نحتفظ بحقنا في الدفاع عن أنفسنا ولن نتردد تالياً في التحرك».
وتابع «لهذه الأسباب، سنقوم باللازم لنتأكد من أن قواتنا متمركزة في شكل جيد وتحظى بالحماية وأننا قادرون على الرد».
وفي بيان صدر ليل السبت - الأحد، أفاد وزير الدفاع بأنه سيتم نشر منظومة «ثاد» المضادة للصواريخ وبطاريات «باتريوت» إضافية للدفاع الجوي «عبر المنطقة».
وتابع «وضعت أخيراً عدداً إضافياً من القوات في تأهب استعداداً للانتشار في إطار خطة طوارئ احترازية، من أجل زيادة جاهزيتها وقدرتها على الاستجابة بسرعة عند الحاجة».
كذلك، حذر أوستن عبر «ايه بي سي»، أمس، «أي منظمة وأي بلد يسعى إلى توسيع النزاع واستغلال هذا الوضع المؤسف للغاية في شكل أكبر».
من جانبه، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إن واشنطن ترى احتمالاً لتصعيد الحرب بسبب أفعال إيران ووكلائها في المنطقة.
وأضاف لشبكة «إن بي سي نيوز»، أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصعيد، وأنها تأمل في إطلاق المزيد من الرهائن لدى حركة «حماس».
ومساء أمس، طالبت وزارة الخارجية، الأميركيين بعدم السفر إلى العراق بعد الهجمات التي تعرضت لها القوات والأفراد الأميركيين في المنطقة أخيراً.
تهديد وقصف
وفي وقت، هدد حوثيو اليمن بانهم سيستهدفون السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر في حال تواصل القصف على غزة، خرج مطارا دمشق وحلب، عن الخدمة، صباح أمس، جراء تعرضهما لقصف إسرائيلي متزامن، من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية ومن اتجاه الجولان المحتل، ما أدى لمقتل عامل مدني وإصابة آخر، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري، بينما أعلنت وزارة النقل تحويل الرحلات الجوية إلى مطار اللاذقية الدولي (غرب).
قصف مكثف
ميدانياً، قصفت إسرائيل بعنف غزة ليل السبت - الأحد عقب إعلانها تكثيف ضرباتها تمهيداً لعملية برية، يرى محللون أنها لن تكون نزهة، إذ سيكون على الإسرائيليين مواجهة حرب شوارع وشبكة أنفاق «حماس» التي تحتجز أيضاً 212 رهينة.
وقد تسبب القصف باستشهاد 266 فلسطينياً، منهم 117 طفلاً، خلال 24 ساعة، بينما أدعى الجيش الإسرائيلي، بأن «عشرات» من مقاتلي «حماس»، سقطوا بينهم نائب قائد القوات الصاروخية في الحركة.
وأضاف الجيش «سنسلك المرحلة المقبلة من الحرب في ظروف أفضل للجيش».
وفي نص رسمي لإفادة أدلى بها نتنياهو لكوماندوس من إسرائيل قرب الحدود مع لبنان، قال إن حرب غزة هي بمثابة «حياة أو موت» بالنسبة لإسرائيل.
وكان رئيس الأركان هيرتسي هاليفي قال خلال تفقدّه أحد ألوية المشاة السبت «سندخل غزة»، مضيفاً «غزة مكتظة بالسكان. العدو يحضّر أشياء كثيرة هناك، لكننا أيضاً نستعدّ له».
ورغم إنذار السكان بمغادرة مدينة غزة في الشمال والتوجه جنوبا، يطول القصف بانتظام مناطق جنوبية.
وتؤكد الأمم المتحدة أن عشرات الجثث المجهولة الهوية دُفنت في مقبرة جماعية في غزة لعدم توافر برادات.
وارتفعت حصيلة الشهداء في القطاع منذ السابع من أكتوبر، إلى 4741، 40 في المئة منهم أطفال، إضافة إلى 15898 مصاباً، وفق وزارة الصحة في غزة.
وفي الضفة الغربية المحتلة، استشهد أكثر من 91 شخصاً على أيدي قوات إسرائيلية أو مستوطنين منذ السابع من أكتوبر.