وقف العالم متزعزعاً في مواقفه جراء قصف الكيان الإسرائيلي المغتصب على فلسطين المحتلة، وبالذات غزة الجريحة التي تُعاني من نقص في الغذاء ولكنها صامدة مقاومة بأبطالها وأهلها المؤمنين بقضيتهم وأحقيتهم بالأرض والمقدسات، بعد عمليات المقاومة الشجاعة والتي دكت حصون الكيان الإسرائيلي ووصلت إلى مناطق متفرقة منها وأهلكت عدداً كبيراً من جنود العدو وأسرت العديد منهم، جاء الرد صاعقاً وقوياً لعدم تكافؤ القوة ولعدم الدعم والتخاذل من العديد من الدول، وكشف الوجه القبيح والجبان للأحزاب والحركات وغيرها، فكما قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
جزى اللّهُ الشّدائِد كُلّ خيرٍ
وإن كانت تُغصّصُنِي بريقي
وما شُكرِي لها حمْداً ولكن
عرفتُ بها عدوّي من صديقي
غزة الجريحة، حتى كتابة هذا المقال، قدمت 4385 شهيداً و13561 مصاباً، اعتبرتهم إحدى القنوات الإخبارية العربية بكل أسف قتلى الغارات الإسرائيلية وليسوا شهداء، بل شهداء عند ربهم يُرزقون.
أيها العرب المتصهينون، فقد ابتلينا بمثل هؤلاء الذين يدافعون عن موقف الكيان الإسرائيلي والذي يحاول تغيير ملامح غزة وهدم مبانيها القديمة التي تعتبر أقدم من الكيان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، كمستشفى المعمداني وبعض المباني القديمة في إشارة واضحة نحو تهجير أهالي قطاع غزة واتباع سياسة الأرض المحروقة حتى تُزال معالم المدينة الصامدة، فتزامن القصف الصاروخي مع منع الغذاء والدواء على غزة الصامدة لإجبار أهلها على الفرار من قطاع غزة لتنفيذ خططهم المستقبلية وسط صمت دولي ومحاولات عربية صادقة من رؤساء الدول العربية والخليجية لاحتواء الأزمة وإيقاف القصف وفتح المعابر وتوفير الغذاء والدواء وفك الحصار عن غزة، وهذا يتضح جلياً في البيان المشترك لقمة الرياض بين مجلس التعاون ورابطة جنوب شرق آسيا (آسيان)، كذلك في قمة السلام في القاهرة.
كما جاء رد الشعوب قوياً تمثّل في مقاطعة صارمة لشركات داعمه للكيان الإسرائيلي، ومظاهرات تندّد بأفعاله الجبانة وقصفه لغزة وتُطالب باتخاذ مواقف بل أفعال صارمة توقف عجلة القتل التي تدور يومياً على جثث أبطال غزة، أعتقد أن قطع الإمدادات من النفط واللعب بورقة الاستثمارات وغيرها آراء غير واقعية ولن تجدي نفعاً لأن العالم تغيّر وهناك بدائل، فالحل هو ديبلوماسي وحشد آراء ومواقف وإقناع لحل تلك القضية العالقة بين الطرفين وتخفيف معاناة إخواننا في فلسطين، وهنا لابد أن نثمن الدور الذي قدمته بلدي الكويت في دعم القضية بكل ما تملك من ديبلوماسية ومساعدات وإغاثات إنسانية ومحاولات ضغط لرفع الحصار ووقف القصف الإسرائيلي وكذلك الدور الشعبي المشرف.
فنحن لا نملك سوى الدعاء والتبرعات ولا بد أن نستمر في الضغط من أجل إنهاء تلك الكارثة وحتى يتم حقن دماء إخواننا في غزة الجريحة، ونتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يرحم شهداءهم ويشفي مصابهم ويرفع البلاء عنهم إنه قادر على كُل شيء.
mesferalnais@