بايدن يمنح إسرائيل «صك براءة» عن المجازر... ومجلس الأمن يفشل في إدانة الحرب
غزة تحتضر... والعالم يتفرج
حشد من المشاركين في الاعتصام التضامني مع غزة في ساحة الإرادة (تصوير أسعد عبدالله وسعود سالم)
- الكويت تنتفض شعبياً ورسمياً... ومطالبات باستخدام سلاح النفط
- تهديد باستجواب وزير الخارجية في حال قبول اعتماد السفيرة الأميركية
بينما يتواصل نزيف الدم في غزة وسط العجز العالمي عن لجم آلة القتل والدمار الصهيونية، كان التفاعل الكويتي، رسمياً ونيابياً وشعبياً، في موقف موحد عكس مكانة القضية الفلسطينية وتجذرها في الوجدان الكويتي.
وفيما كان الرئيس الأميركي جو بايدن يقدم «صك البراءة» لإسرائيل عن المجزرة الوحشية التي استهدفت المستشفى الأهلي المعمداني وأسفرت عن أكثر من 500 ضحية، رفض مجلس الأمن الدولي مشروع قرار قدمته البرازيل يدين الحرب بين إسرائيل و«حماس»، بعد فيتو من الولايات المتحدة.
وقال بايدن خلال زيارته تل أبيب إن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لضمان أمن إسرائيل، معلناً تقديم مساعدات إضافية لها.
وأضاف في تعليق على استهداف المستشفى أنه: «بناء على ما لدينا من معلومات حتى الآن، يبدو أن ذلك (الانفجار) ناتج عن صاروخ طائش أطلقته جماعة إرهابية من غزة».
وعلى وقع التظاهرات التي شهدتها دول عربية عدة، كانت ساحة الإرادة في الكويت، على مدى اليومين الماضيين، منبراً للتعبير النيابي والشعبي عن الإدانة للجريمة الصهيونية النكراء بقصف المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، فيما كان الموقف الرسمي في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي، في جدة، على لسان وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح الذي أكد أن الكويت تدين بأشد العبارات الجرائم المرتكبة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته.
وحذّر من أن الاحتلال «يضع خيارات الشعب الفلسطيني المحاصر بين الموت أو التطهير العرقي أو التهجير القسري، بما يشكّل بكل وضوح جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية».
وفي ساحة الإرادة، أطلقت الجريمة الصهيونية بقصف المستشفى، شرارة الغضب الكويتي، ورفعت مؤشره إلى أعلى درجة، واستدعت معها تحطيم سقف المطالب التي تمثلت في المواقف النيابية.
وأمام بشاعة الجريمة التي ارتكبت في غزة، كان لا بد من مواقف تناسبها، فكانت الدعوات للرد عليها، بأقوى ما تملكه الدول والشعوب العربية، مستلهمين الخطوات العربية التي اتخذت في حرب أكتوبر عام 1973، التي شكّلت حرباً اقتصادية لم يقل تأثيرها عن الحرب العسكرية في ذلك الوقت، إضافة إلى التحرّك السياسي الذي يعكس حجم الغضب الشعبي على الجريمة النكراء.
ولوّح النائب الدكتور عبدالكريم الكندري، باستجواب وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، في حال اعتماد أوراق السفيرة الأميركية الجديدة، فيما كان سلاح الاستثمارات والنفط حاضراً، حيث دعا عدد من النواب إلى استلهام فكرته واستخدامه مجدداً، لفرض واقع ديبلوماسي واقتصادي عملي وجماعي يرفع الضغط عن غزة.
وجدد النائب مرزوق الغانم دعوته إلى النواب، للتوقيع على طلب عقد دور انعقاد «طارئ» غير عادي، لمناقشة الاعتداءات الوحشية من قِبل الكيان الصهيوني على الأبرياء في فلسطين المحتلة، مؤكداً أنه لا يمكن الانتظار حتى بدء الدور العادي، بعد أسبوعين، في ظل الهجمات الوحشية المتواصلة للمحتل.
اجتماع حكومي - نيابي طارئ
دعت لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية، الحكومة والنواب، إلى اجتماع طارئ لمناقشة جرائم الحرب الصهيونية وقانون تجريم التطبيع تمهيداً لرفعه إلى مجلس الأمة.
وسيتضمن الاجتماع إجراءات عملية، كي لا تقتصر جلسة المجلس المخصصة لقضية فلسطين على كلمات الشجب، منها مناقشة الاقتراحات بقانون في شأن حظر التعامل مع الكيان الصهيوني ومنظماته.
كما دعت اللجنة المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني والمهتمين بالشأن الفلسطيني، للتواصل معها وتقديم مقترحاتهم التي تدعم القضية الفلسطينية وتفضح جرائم الكيان الصهيوني.
السيسي يحذّر من نقل الصراع إلى مصر:
التهجير إلى سيناء مرفوض... توجد صحراء النقب
حذّر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من أن «تهجير» الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر قد يتسبّب بحدوث الأمر نفسه للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن.
وقال السيسي خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في القاهرة «فكرة تهجير الفلسطينيين من القطاع (غزة) إلى مصر، يعني حدوث أمر مماثل وهو تهجير للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، بالتالي فكرة الدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها غير قابلة للتنفيذ».
وأوضح السيسي أن «نقل المواطنين الفلسطينيين من القطاع إلى سيناء يعني (..) نقل فكرة المقاومة والقتال من غزة إلى سيناء»، مضيفاً «إذا كانت هناك فكرة للتهجير.. توجد صحراء النقب في إسرائيل، من الممكن نقل الفلسطينيين إليها حتى تنتهي إسرائيل من مهمتها في تصفية الجماعات المسلحة في القطاع، ثم تقوم بإرجاعهم مجدداً إذا شاءت».