إطلالة

الكيان الصهيوني الموقت!

تصغير
تكبير

ماذا يجري في أعماق الكيان الصهيوني، وما هو مستقبل هذا الكيان، وهل الكيان الصهيوني باق على الأرض أم سيختفي من الأرض شيئاً فشيئاً؟! ربما الجميع سمع ما قاله الشيخ الشهيد أحمد ياسين، رحمه الله، زعيم ومؤسس حركة حماس السابق، الذي حظي بمكانة روحية وسياسية ودينية مرموقة في صفوف المقاومة الفلسطينية.
والشيخ ياسين من أهم رموز العمل الوطني الفلسطيني طوال القرن الماضي، حيث قال في حلقة تاريخية كان يديرها الإعلامي المتميز أحمد منصور، إن إسرائيل دولة منتهية وبلا مستقبل، وحدد الشيخ ياسين 2027 هي نهاية الدولة الإسرائيلية، تلك هي الكلمات الجريئة التي هزت قادة إسرائيل ومن يتبعها.

إذاً، فإن النصر لدولة فلسطين آت لا محال، مهما كلفهم الأمر من تضحيات من أجل البقاء، وقد سبق لمجلة News week الأميركية أن تساءلت أيضاً عن مستقبل إسرائيل، وذكرت أن هذه الدولة الإسرائيلية من خلال الدراسات والبحوث واللقاءات التي أجرتها مع المؤرخين الإسرائيليين اليهود وغيرهم لا كيان لها ولا مستقبل، وهذا ما انعكس على الإسرائيليين أنفسهم في السنوات الأخيرة.
ففي الولايات المتحدة الأميركية هناك جماعة يهودية تسكن في بروكلين - نيويورك يقودها حاخام وتدعى ناطوري كارتا، فعندما تأسست في 1935 كان هدفهم الرئيسي عدم قيام دولة لإسرائيل، ويرجع السبب بأنهم يدركون وفق كتاب التوراة بأن الله كتب على بني إسرائيل الشتات، ويعني ذلك أن يظل اليهود مشتتين على الأرض إلى أن تقوم الساعة، وبالتالي فإن أي محاولة لتجميع اليهود في مكان واحد هي بمثابة عصيان لله، وقد خلق تصريح الحاخام ديفيد وايس قائد المجموعة ضجة كبيرة في هذا الأمر، وأضاف بأن إسرائيل هي دولة ضد الله لأنها خالفت تعاليم التوراة، فهذه الرؤية تتفق مع قول الله تعالى في سورة الإسراء، إذ قال سبحانه «وقُلنا من بعدهِ لبني إسرائيل اسكنوا الأرضَ فإذا جاء وعدُ الآخرة جِئنا بكم لفيفاً».
ومن هنا نلاحظ أن هناك توافقاً بالرؤية والتفسير، إذ ان المفسرين قد أعطوا المعنى لاسكنوا الأرض ومعناها تشتتوا في كل الأرض وليس بمكان واحد.
وقد سبق للشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله، أن وضّح هذا الأمر من خلال التفسير القرآني باجتهاد علمي دقيق، وبالتالي أن الرؤية التوراتية تتفق مع الرؤية القرآنية ومع الرؤية العلمية التطبيقية التي قدمها الدكتور عبدالوهاب المسيري، رحمه الله، في موسوعته.
والدكتور عبدالوهاب هو أحد أبرز المؤرخين والكتّاب عن الحركة الصهيونية وصاحب الموسوعة الموجزة عن اليهود واليهودية والصهيونية، حيث أشار في موسوعته الرائعة إلى المستقبل المظلم لإسرائيل، وقال من حيث الدراسات العلمية التطبيقية إنها دولة «استيطانية إحلالية» أقامها الغرب تحت مظلة الحركة الصهيونية واليهودية ليستفيد منها بعد أن قامت القوى الاستعمارية بالانسحاب من المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية، فكان من الضروري وجود وكيل في المنطقة حتى يتم تحقيق أهدافهم التي يسعون لتحقيقها في المنطقة، تلك هي إسرائيل التي خلقوها وقاموا بدعمها ورعايتها، ثم ان الولايات المتحدة الأميركية التي هيمنت على إدارة العالم وأصبحت من القوى العظمى مع الاتحاد السوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية، كانت ركيزتها في منطقة الشرق الأوسط مبنية على ركيزتين أساسيتين: الأولى هي أمن ودعم وبقاء إسرائيل، والثانية هي ضمان تدفق النفط في مخزونها، وقد ظلت هذه الإستراتيجية الأميركية قائمة إلى يومنا هذا، رغم أن الولايات المتحدة الأميركية لم تعد بحاجة قصوى إلى النفط العربي كالسابق.
ولكن علينا أن نسلّط الضوء على إستراتيجيتها الجغرافية وهي أمن وبقاء إسرائيل، فاليهود أخذوا بالأسباب وكذلك الصهاينة أخذوا بالأسباب حتى استطاع اليهود أن يقيموا الدولة على أرض فلسطين من خلال الاحتلال مع خذلان العرب في ذلك الوقت، وبالتالي ظلت الدولة الإسرائيلية قائمة على الإمدادات الخارجية ودعم إسرائيل لم يتوقف من خلال عنصر التهجير إليها والدعم المالي الكبير لها حتى تحقق مصالح الغرب وفق الدراسات العلمية الموجودة.
وما يجب معرفته هنا أن دولة إسرائيل تفككت في التاريخ القديم قبل 2000 عام مرتين بسبب تلك الصراعات الداخلية، واليوم تعيش إسرائيل في أصعب لحظات الانحطاط... فوضى ودوامة وانتخابات لا تنتهي مع شلل حكومي مستمر، فيما حذّر مسؤولوها من انهيار الدولة في المستقبل القريب، فهل سيتمكن مسؤولوها الحفاظ على دولة إسرائيل لتعزيز كيانها أم أنها ستنتهي في 2027 فعلاً؟!
ولكل حادث حديث،،،
Alifairouz1961@outlook.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي