أين الأعمال الفنية من القضية الفلسطينية؟!
صالح الدويخ
في ظل الإبادة التي ينتهجها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، لا يمكن أن نخرج عن هذا النطاق في كتاباتنا، عندما تفرض الأحداث المتسارعة والمشاهد الكارثية على أحاديثنا ومشاعرنا المحبطة وغرس الروح الانهزامية يوماً بعد يوم من دون تحرك يذكر من المنظمات الدولية والهيئات الإنسانية. ولأننا على بعد أشهر قليلة من شهر رمضان الكريم، والذي تتسابق فيه الدراما العربية والخليجية في نشر غسيل المجتمعات والتركيز على الإثارة واستفزاز الشعوب من خلال التدخل في شؤون الدول بحجة أن «هذه القصة من وحي الخيال ولا تمت للواقع بصلة»، نتمنى الالتفات للقضية الفلسطينية بإنتاج ضخم يعرّي تصريحات العدو ويرد على آلته الإعلامية العالمية التي دأبت على حجب الحقائق وقلبها.
لا نريد أن يكون دور الدراما العربية في التركيز على القضية الفلسطينية مزدوج الحافز. فعلى الجانب الإيجابي، تساهم في زيادة الوعي وتشكيل الرأي العام لصالح دعم حقوق الفلسطينيين، ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن يكون لها تأثير سلبي عندما ترسم صوراً نمطية أو تستخدم القضية بشكل سياسي سطحي. ولأن المآسي التي عاشتها فلسطين على مر السنوات كانت أكثر القصص الثرية إنسانياً ودرامياً التي شغف بها المخرجون باختلاف جنسياتهم، فإننا نطمع بتقديم أعمال تلفزيونية وسينمائية أكثر تفصيلاً في الأحداث والأسرار لتشارك في المهرجانات العالمية وتعرض حتى في القنوات الإخبارية إن أمكن، لتصل إلى العالم بلغات عدة، لتكون امتداداً لأعمال قدمت القضية من خلال قصص اللاجئين مثل فيلم «الجنة الآن» و«ولكم في الأمل حياة» و«أهل الشاطئ الآخر» و«حلم الرجوع» وغيرها.
ورغم الاجتهادات التي قدمتها السينما الفلسطينية، إلا أنها لم تجد الرواج المأمول، وهذا الأمر يقع على عاتق المنتجين العرب، وعلى الجميع التعاون في كل هذا الجانب حتى لا نكرر ما قدمناه من أعمال النكبة والنكسة.
شكراً
كلمة شكر لكل منتج تفاعل مع الأحداث وأجّل حفلاً غنائياً، شكراً لكل جهة حكومية ألغت أي احتفالية من أي نوع تضامناً مع إخواننا في غزة، شكراً لكل إعلامي حاول أن يقدم رسالة بأسلوبه وصلت للجميع.
نهاية المطاف: مات الممثلون جميعهم... ومات المخرج والمنتج... وظل المشاهد يترقب أسوأ الأحداث.