الصدمة في غزة وقد انطلقت عبر الفدائيين من حماس ومعها بعض فصائل الجهاد الاسلامية بعد تخطيط طويل وعميق وسري للغاية من الأعداء الذين يعيشون في الداخل وفي الدول الأخرى.
لقد صدمت غزة العالم بأسره من أصدقائها وأعدائها عما فعلته بغزوة «طوفان الأقصى» ابتداءً من أفعال بطولية ضد الكيان الصهيوني الذي أثبت فشلاً استخباراتياً ذريعاً بمؤسساته العسكرية المتطورة كافة المدعومة من قبل الاستخبارات الغربية!
وادعت اسرائيل عبر أكثر من نصف قرن أنها بلد ديموقراطي، وأنها تمتلك جيشاً خرافياً لا يقهر، فكانت سلسلة من الاحداث في السابق تثبت عنصريتها وعدم التزامها بالحد الادنى من حقوق الإنسان إلى ان جاءت الصاعقة مما قامت به غزة المحاصرة براً وبحراً وجواً لتظهر اسرائيل في حالة ترنح لعدم قدرتها على استيعاب ما يحدث.
ان التكتم الكبير العميق الذي طبقته غزة، والتكتيك العسكري الذي سوف يدرس على مدى قرون من الزمن في أكثر من دولة كيفية مواجهة جيش قوي رغم ضعف الامكانات إلى ان كانت الهستيريا التي اصابتهم بدءاً بنتنياهو الذي يدرك انه ما ان يترك المنصب فان السجن بانتظاره، عبر ملفات عدة، خاصة ملفات الفساد، مروراً بالقادة العسكريين الاسرائيليين وانتهاء بالمحللين، لذا فان نتنياهو لن يبالي بالأسرى الاسرائيليين من عسكريين ومدنيين، فزاد معدل القصف الجوي فكانت النتيجة الكثير من الضحايا.
ان الصدمة ليست بعض العمليات التي كانت حماس تقوم بها، بل كونها وصلت إلى الميدان الارضي في بلدات صهيونية مثل «سديروت وايبيم ونير عام ومفليسيم» الواقعة شمال شرقي قطاع غزة.
وقد لعبت التقنية ووسائل الاعلام الحديثة بايصال الحدث إلى المتلقين في كل دول العالم دون رتوش وبشكل مباشر، فكان هول المشهد حين يرى العالم بشكل عام والمجتمع الصهيوني بشكل خاص العديد من جثث جنوده من ضباط وافراد وهم مضرجي الدماء، أو انهم أسرى إلى جانب بعض الأسرى المدنيين، وان عناصر الجهاد الفلسطيني يمشطون المستوطنات بعد ان كسروا هذا الحاجز الذي كلف الخزينة الصهيونية الملايين.
ان المباغتة بحد ذاتها تعتبر الصفعة الأولى والخطوة الأولى للصدمة وللهستيريا، فكان لكل فعل ردة فعل عبر الجماهير العربية والاسلامية التي هللت لهذا النصر الذي لم يتم تحقيقه منذ عام 1973م، واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد تعرضت بعض العواصم العربية والاسلامية إلى الضغط الديبلوماسي الغربي المهيمن بضرورة انتقاد تعرض المدنيين الاسرائيليين إلى القتل والاسر دون ذكر ما تقوم به اسرائيل عبر اكثر من نصف قرن! فكان احراجاً ديبلوماسياً كبيراً.
إن السياسيين والعسكريين والاعلاميين والباحثين في الكيان الصهيوني سوف يقومون بتشكيل لجنة تقصي حقائق ولسوف تكون اللغة حادة جداً في وجه المؤسسات العسكرية والاستخباراتية، وعلى أثرها سوف تكون هناك تغييرات جذرية في الفلسفة التي سيتبعها الكيان الصهيوني في مجابهة العالم الآخر خاصة غزة التي قدمت درساً عسكريا سوف يتم تدريسه في الكثير من دول العالم.
همسة:
اللعنة على «نتن يا هو» ومن تبعه.