مشاهدات
ملحمة طوفان الأقصى
15 أكتوبر 2023
10:00 م
411
{كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ}.
انتصار الحق لابد منه ولو قلّ ناصروه، وهزيمة الباطل حتمٌ ولو كثر تابعوه.
منذ 9 ساعات
تمكّنت ثلة من الشباب الفلسطيني المقاوم ضد المحتل الصهيوني الغادر من شن عملية عسكرية غير مسبوقة أطلقت عليها اسم:«طوفان الأقصى».
حيث تمكنوا من الخروج من الحصار المفروض عليهم بعملية بطولية مميزة، ونجحوا بالتوجه إلى المستوطنات العديدة المحيطة بقطاع غزة متسلحين بإيمانهم بالله وحاملين أكفانهم معهم لنيل شرف الشهادة، وبحوزتهم الأسلحة الآلية الفردية الخفيفة، وتمكنوا بتلك الإمكانات البسيطة من أسر مجموعة كبيرة من جنود الاحتلال الصهيوني، ولم يتعرضوا للنساء والأطفال، فكانت معركة ضد العساكر وجهاً لوجه ووثقت القنوات الأخبارية تلك الملحمة.
(مشاهد مقيتة)
شاهدنا كيف كان هؤلاء الصهاينة محاصرين أهالي غزة بسور ضخم بارتفاع 10 أمتار وبعمق عشرات الأمتار وكأنهم يحاصرون أناساً موبؤوين! معتقدين هؤلاء الصهاينة بأن هذا السور سيحميهم ويجنّبهم الخطر.
ولله الحمد وبفضله تمكّن المقاومون من تعطيل أجهزة الاستشعار الخاصة بكاميرات المراقبة، وتم هدم أجزاء من السور ليتم مرور الأبطال من خلالها والدخول إلى المستوطنات السرطانية المحيطة بمدينة غزة بعمق عشرات الكيلو مترات مستخدمين الدراجات النارية والهوائية.
من هم المستوطنون؟
الاستيطان هو عملية إسكان واسعة في أرض محتلة، وذلك بذريعة الإعمار لإرساء سيطرة الغزاة والهيمنة على الأرض التي ضمتها وباتت تعتبرها جزءاً منها. كما هو الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
فهل من الحق أن يأتي شخص غريب إلى منزلي ويحتله ويطردني منه ويقتل أبنائي وينتهك الحرمات ثم أهرول إليه بعد ذلك وأصافحه وأرحب به؟
للأسف هناك دعوات مشبوهة تقف وراءها مخططات شيطانيّة صهيونية تنادي بالتعاون مع هذا الكيان الغاصب.
والذي يدعو للاستغراب أنه في السابق كانت الأبواق المرتزقة تدعو على استحياء لإقامة علاقة مع الكيان المحتل، لكن الآن أصبحت هذه الأبواق تدعو إلى ذلك علانية ومن دون حياء.
تاركة وراءها تاريخاً طويلاً من الاحتلال والحروب والدماء والانتهاكات والمآسي والتي عاصرتها وعانت منها أجيال متعددة.
يظهر بين الحين والآخر من يدافع عن هؤلاء القتلة أو ينتقد المقاومة، فاتقوا الله في ما تتفوهون به من هراء في سبيل حفنة من المال أو إرضاء لأيديولوجية معينة أو لاثارة الفتن، قبحكم المولى عز وجل.
(العدو صهيوني يأيها المتخاذلون)
فهل من المعقول أن يصبح الصهيوني صديقاً وحليفاً يوماً ما؟
لا يمكننا أن نختلف في هذا الأمر، فإسرائيل كيان غاصب احتل أرض فلسطين، وبذلك تكون دولة عدوة وليست صديقة.
(رد الصهاينة لعنهم الله)
تطويق وحصار غزة من تجويع وقطع الكهرباء والمياه والطاقة والاتصالات والطعام والأدوية، والأدهى من هذا وذاك القصف العشوائي المدمر بآلاف الأطنان من المتفجرات على رؤوس الأبرياء من الأطفال والنساء العزل والمرضى دون رحمة والتي تنأى الوحوش الضارية عن فعلها.
قصف مستمر باستخدام الطائرات والصواريخ والمدفعية والزوارق الحربية طوال هذه الأيام التي مرت على جميع الأهداف المدنية (منازل - مجمعات سكنية - مدارس-الملاجئ -البنية التحتية - مستشفيات- زوارق صيد الأسماك).
وقد بلغت السفالة قمتها عندما طلب الصهاينة من أهالي غزة ترك وطنهم والنزوح إلى خارج القطاع أو الإبادة الجماعية لهم، ليتسنى لهم اجتياح غزة بالهجوم البري!
وجرت محاولات حثيثة من المنظمات الإنسانية والدولية للسماح بفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، كل ذلك دون جدوى بعد رفض الكيان الصهيوني لهذا الأمر.
هؤلاء هم الصهاينة يا أمة الاسلام، قتلة محتلون، ديدنهم القتل والغدر والتهجير والاحتلال، كيان غاصب زرع في وسط الأمة العربية الإسلامية، وأثبت الجيش الإسرائيلي أنه لا يقاتل وجهاً لوجه، وأنه يفرّ ويترك معدّاته الحربية خلفه إذا لم تمهّد له الطائرات بقصف وتدمير كل الأهداف حتى وإن كانت مواقع مدنية.
فالصهاينة في كل مرة ينقضون عهودهم ومبادئهم وهم أحرص الناس على الحياة، ولا يقاتلون إلّا في قرى مُحصّنة أو من وراء جُدر، فهؤلاء الصهاينة يعتقدون أنهم شعب الله المختار، وصفاتهم الغدر والحسد، سفكوا الدماء واعتدوا على البشر والشجر والحجر.
(غزة... العز)
غزة المحاصرة براً وبحراً وجواً تقاسي وتتصدى لوحدها منفردة دون رحمة حرب إبادة، وهي صامدة بكرامتها وعزتها، غزة تستغيث بصرخات الأطفال والأرامل والعجزة والنساء والعزل:
«ألا من معين يعيننا ألا من مغيث يغيثنا»
ولكن... لقد أسمعت لو ناديت حيـاً... ولكن لا حياة لمـن تنادي
وهنا أخاطب كل ضمير إنسان حي ألا تقشعر أبدانكم من تلك المشاهد المؤلمة من قتل وتنكيل في شعب أعزل آمنين في منازلهم تُدك مبانيهم بالصواريخ المدمرة وتهدم المنازل على رؤسهم (أطفال ونساء) ألا لعنةُ الله على الظالمين.
إن لفلسطين وشعبها حقاً في أعناق كل مؤمن شريف.
وللأسف هناك دول عظمى تقف علناً مع الصهاينة تدعمهم بالذخيرة والأسلحة والمواقف المؤيدة وتهدد أي قوى إسلامية أو عربية من مساعدة الفلسطينيين وتطالبهم بعدم التدخل، أي محرّم على العرب والمسلمين ذلك في حين أن التدخل بالنسبة لهم حق مشروع!
بمعنى لا تتدخلوا واتركوا الصهاينة يقتلون ويبيدون الشعب الفلسطيني!
(جرائم حرب)
استمد الصهاينة القوة بسبب تشجيع ومساندة هذه الدولة لها، اتبعوا سياسة التجويع والقتل، وكذلك استخدام القنابل الفسفورية الحارقة والمحرمة دولياً والتي تمتد آثارها إلى تلويث المياه، ومن هنا يتضح ميزان الكيل بمكيالين الذي تمارسه القوى العظمى!
فأين منظمات الأمم المتحدة التي التزمت الصمت إزاء هذه الجريمة الكبرى؟ أليس تلك جرائم إبادة شعب (أطفال/ نساء /شيبة ) يجب أن يحاكم مرتكبوها كمجرمي حرب؟
فالمنظمات الدولية التي تدين الانتهاكات التي تحدث في معظم بقاع العالم لماذا تقف ساكنة ولا تتحرك لوقف هذا الانحياز التام للصهاينة، وهي ترى هذا العدوان البربري على الأبرياء؟ أليس هذا مدعاة للتساؤل والحيرة؟ فما ذنب الأطفال والنساء؟
وفي قلوبنا لوعة حول موقف جامعة الدول العربية التي لا نرى منها حسيساً ولا أنيساً ولا تحرّكاً فهي في سُبات تام.
(الموقف الكويتي)
الكويت منذ القدم حكومةً وشعباً لم تكن في صف أي معتدٍ غازٍ، ناهيك بعد معيشة تلك التجربة القاسية (الغزو)، ومرارة فقد الأرض، ككويتيين نشعر ونتألم لما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من تنكيل، لأننا كنا تحت وطأة الاحتلال والقتل والتنكيل، فكما رفضنا الاحتلال العراقي الغاشم، كذلك نرفض الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين.
إن شعب الكويت الأبي يرفض أن يكون يوماً في صفّ هؤلاء المغتصبين الظالمين، وأنه سيبقى مع القضية الفلسطينية إلى جانب شعبها، حتى تحرير كامل أراضيها من رجز الصهاينة.
أيها الشعب الفلسطيني الأبي، قلوبنا معكم وندعو المولى عز وجل لكم بالنصر ولأهلكم بالصبر ورحم الله شهداءكم الأبرار.
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
اللهمّ احفظ الكويت آمنة مطمئنة. والحمد لله ربّ العالمين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي