عائلات بأكملها استشهدت... وفلسطينيون يرفضون ترك منازلهم

سكان غزة يتحسّبون لمزيد من الدمار مع اقتراب اجتياح بري إسرائيلي

طفل بين أنقاض غزة
طفل بين أنقاض غزة
تصغير
تكبير
بينما تواصل إسرائيل، الاستعداد لاجتياح بري لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة «حماس»، يتأهب السكان الذين فقدوا العديد من أفراد عائلاتهم في الضربات الجوية العنيفة للمزيد من الدمار في إطار هجوم إسرائيل غير المسبوق على القطاع المكتظ المحاصر.
جلست أم محمد اللحام بجوار حفيدتها فلة اللحام البالغة من العمر أربع سنوات التي ترقد في مستشفى تعمل مثل باقي مستشفيات القطاع بأقل القليل من الإمدادات من الأدوية والوقود.
وقالت أم محمد إن ضربة جوية أصابت منزل العائلة مما أسفر عن مقتل 14، من بينهم والدا فلة وأشقاؤها، إضافة إلى أفراد من العائلة الأكبر.

وأضافت الجدة التي شهدت العديد من جولات القتال على مدى السنوات الماضية، ووصفت الحالية بأنها الأعنف «فجأة ومن دون سابق إنذار قصفوا البيت على رأس ساكنيه. لم ينج أحد سوى حفيدتي فلة. ربي يشفيها ويعطيها القوة».
وتابعت «استشهد 14 ولم يبق سوى فلة اللحام. لا تتكلم هي راقدة فقط في الفراش ويعطونها الأدوية».
وقالت الجدة إن طفلاً آخر في العائلة تركه القصف من دون أقارب أيضاً.
وتشن إسرائيل أعنف ضربات جوية على القطاع على الإطلاق أسقطت آلاف الشهداء والمصابين المدنيين، في إطار رد على أكبر هجوم مباغت عليها منذ حرب 1973 شنته «حماس» في السابع من أكتوبر.
وتعهدت تل أبيب القضاء على «حماس» رداً على اجتياح مقاتليها بلدات «غلاف غزة» في هجوم أسفر عن مقتل مئات الإسرائيليين واحتجاز العشرات.
والجيب المحاصر يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني ودمر القصف المكثف أغلب بنيته التحتية.
ودعت إسرائيل الفلسطينيين لترك منازلهم في مدينة غزة والتحرك جنوبا. لكن «حماس» حثت السكان على عدم المغادرة. وأعلنت ان الطرق غير آمنة وان العشرات سقطوا في ضربات على سيارات وشاحنات تحمل نازحين يوم الجمعة.
وذكر مسعفون ووسائل إعلام تابعة لـ «حماس» وأقارب أن أسرا بأكملها قتلت في الضربات الجوية.
ويقول بعض السكان إنهم لن يغادروا، إذ تعيد تلك الأحداث التي يعيشونها الآن لذاكرتهم ما حدث وقت «النكبة» عام 1948 عندما أجبر الكثير من الفلسطينيين على ترك منازلهم خلال الحرب في وقت تزامن مع قيام دولة إسرائيل.
وبحث منقذون بيأس عن ناجين تحت أنقاض بنايات تهدمت في القصف الليلي. وأشارت تقارير إلى أن نحو مليون نزحوا من منازلهم.
وزاد الاجتياح البري الإسرائيلي المتوقع والضربات الجوية التي تتواصل بلا هوادة المخاوف من معاناة لم يشهدها القطاع المنكوب من قبل.
وقال شهود في مدينة غزة لـ «رويترز»، إن الهجوم الإسرائيلي أجبر المزيد على الخروج من منازلهم. واكتظت مستشفى الشفاء أكبر المستشفيات بمن فروا من منازلهم.
وأكدت امرأة في الخامسة والثلاثين من عمرها «نعيش أسوأ كوابيس حياتنا. حتى هنا في المستشفى لسنا آمنين. استهدفت ضربة جوية المنطقة خارج المستشفى مباشرة عند الفجر».
والسير على الطريق المؤدي إلى جنوب القطاع الذي يعتبر منطقة أكثر أمنا زاد صعوبة، إذ يقول كثيرون ممن قطعوا تلك الرحلة إن إسرائيل تواصل القصف هناك.
وذكر أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، ان 70 في المئة من سكان مدينة غزة وشمال القطاع محرومون من الخدمات الصحية بعد أن أخلت وكالة «الأونروا» مقراتها وأوقفت خدماتها.
وفي شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث نزح المئات من سكان شمال القطاع، طهى البعض الطعام للنازحين باستخدام الحطب لإعداد 1500 وجبة تبرع بها سكان المنطقة.
وقال يوسف، وهو أحد السكان الذين شاركوا في ذلك، «كنا نطهو على مواقد الغاز في أول يومين لكن الغاز ينفد ولذلك نطهو على الحطب».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي