ومضات

بواسل غزة... هم الباقون

تصغير
تكبير

بكل فخر واعتزاز، نقول إن غزة، استطاعت بفضل مقاومتها الباسلة أن ترسم ملحمة وطنية عربية إسلامية، سيظلّ يُخلّدها التاريخ عبر عصوره المتعاقبة، وستبقى مفخرة لنا جميعاً.
فلقد أسقطت هذه المقاومة بإمكاناتها البسيطة، ومعداتها الحربية المتواضعة، ومن دون أن تتلقى أيّ مساعدة، وبعزيمة رجالها التي لا تلين، أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وكبّدته الخسائر التي أذهلت العالم، وجعلته يقف احتراماً وتقديراً، لبواسل وشجعان، رغم مرور الأزمان، ورغم الحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني عليهم، إلا أنهم واثقون من نصر الله: «أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب».

لقد ضربت المقاومة في غزة، أروع الأمثلة في الصبر على عدوّ لا يحمل في مشاعره إلا الكراهية والحقد، في سبيل تحقيق الهدف المنشود، وضرب عمقه، واحتلال بعض مستوطناته التي أقامها على أراضٍ فلسطينية، وأسر الكثير من جنوده، وإدخال الخوف والرعب في نفسه.
وإننا أمام هذا الفخر الذي نستشعره، نذكر- أيضاً- بالفخر، موقف الكويت المشرّف من القضية الفلسطينية، وهو موقف تاريخه طويل وممتد، ليس له حدود معينة، بل إنه مفتوح، سواء من خلال الموقف الرسمي المساند والداعم لها، أو الموقف الشعبي الذي نراه مؤيداً للحق الفلسطيني جملة وتفصيلاً.
إن الدفاع عن الوطن، ضد عدوّ لا يفهم إلا لغة البطش والظلم، وأخذ الحقوق من أهلها من دون رادع، هو حق مكتسب، وديننا الإسلامي يأمرنا بذلك، بكل ما نمتلك من قوة وعتاد: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ».
فتَحيّة لبواسل وأبطال غزة، الذين تمكنوا من أن يضعوا الصهاينة في قلب التجربة، ويثبتوا للعالم أنهم جبناء، يحتمون بأسلحتهم وبمَنْ يساندهم في ظلمهم وطغيانهم، ولكنهم لا يستطيعون خوض المعركة بشرف أمام هؤلاء الأبطال... لذا يحقّ لنا القول: إن بواسل غزّة هم الباقون.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي