يساعد على إيجاد طرق جديدة لعلاجه لدى البشر
اكتشاف سرطانات في أصداف بحرية
- لا يمكن أن ينتقل السرطان إلى البشر إلّا في حالات نادرة
اكتشف العلماء سرطانات تنتشر مثل الفيروسات منذ قرون بين أنواع من المحار، وهو اكتشاف ثوري يمكن أن يغير طريقة علاج مرض السرطان لدى البشر.
ووجدت دراسة سلالتين من شكل قديم من سرطان شبيه بسرطان الدم الذي كان ينتشر بصمت بين المحار لقرون.
ووفقاً للدراسة التي نُشرت أخيراً في مجلة «Nature Cancer»، تعاون العلماء في معهد ويلكوم سانجر في المملكة المتحدة وجامعة سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا مع خبراء في العديد من البلدان الأخرى لاستخدام تسلسل الحمض النووي لفحص مدى انتشار السرطانات القديمة بصمت بين القواقع منذ العصور القديمة.
ويعد السرطان المعدي مجرد صدفة في العالم الطبيعي، ويحدث في عدد محدود من الأنواع الحيوانية. لكن الاكتشاف الأخير في المحار يثير احتمال وجود المزيد من أشكال السرطان المشابهة التي تشكل تهديداً محتملاً للبشر.
وعلى حد علم العلماء، لا يمكن أن ينتقل السرطان إلى البشر إلا في حالات نادرة للغاية. على سبيل المثال، كان هناك عدد قليل من الحالات التي نقلت فيها الأمهات السرطان إلى أطفالهن أثناء الحمل.
سرطانات قابلة للانتقال
وتم للمرة الأولى تحديد تسلسل السرطانات القابلة للانتقال في الكوكل (الصدف البحري)، وهو نوع من محار المياه المالحة الصالح للأكل، وينتمي إلى واحدة من أقدم مجموعات الحيوانات على هذا الكوكب.
وتُعرف سرطانات الكوكل المعدية باسم الأورام ذات الصدفتين القابلة للانتقال (BTN).
وتطفو الخلايا السرطانية القابلة للانتقال بحرية في الماء مثل البكتيريا المجهرية، ويلتقطها المحار، وتتكاثر في مضيفها، مثل سرطان الدم، قبل أن تهرب لمهاجمة الآخرين.
نوعان من السرطان
وقالت الدكتورة أليسيا بروزوس، المؤلفة الأولى المشاركة، في الدراسة: «لقد أوضحنا وجود نوعين من السرطان المستقلين القابلين للانتقال، ونعتقد أن هناك العديد من الأنواع المختلفة. إن الحصول على رؤية أوسع للأنواع المختلفة من السرطانات القابلة للانتقال يمكن أن يمنحنا المزيد من التبصر في الظروف اللازمة لتطور الأورام والبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل»، بحسب ما نشره موقع «روسيا اليوم».
أورام الكوكل
وجد الفريق المعد للدراسة أن أورام الكوكل غير مستقرة وراثياً إلى حد كبير وتحتوي على أعداد مختلفة من الكروموسومات، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للسرطانات.
وقال الدكتور دانييل جارسيا سوتو، المؤلف المشارك في الدراسة: «أظهرت دراستنا أن الخلايا الموجودة في أورام الكوكل هذه تحتوي على كميات متباينة للغاية من المواد الوراثية، وهو أمر غير معتاد للغاية مقارنة بأنواع السرطان الأخرى. لقد مرت هذه السرطانات بتغيرات صبغية شديدة وإعادة تنظيم جيني مستمر، ربما لمئات أو آلاف السنين، وهو ما يتحدى النظرية القائلة بأن السرطانات تتطلب جينومات مستقرة للبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل».
وتشير النتائج إلى أن هذه السرطانات لا تشبه أي سرطان آخر قابل للانتقال في الحيوانات، حيث إن الجينوم المستقر ليس ضرورياً لبقاء هذه السرطانات القابلة للانتقال على قيد الحياة.