لم ولن يأبه بالتهديدات الإسرائيلية والأميركية
... هكذا دَخَلَ «محور المقاومة» المعركة
دبابات إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان أمس (أ ف ب)
رتل من الدبابات الإسرائيلية قرب الحدود مع لبنان أمس (شينخوا)
عندما أعلن رئيس المجلس التنفيذي لـ «حزب الله» هاشم صفي الدين، الذي يتولى أحد أعلى المسؤوليات القيادية، أن الحزب «لا يقف على الحياد» بإزاء عملية «طوفان الأقصى»، لم يكن يعني أنه سيتدخل بشروط معينة أو إذا حصل اجتياح لقطاع غزة، بل أكد بكلمات قليلة دقيقة أنه مُشارِك في المعركة من دون أن يحدد ما دور «حزب الله»، عدا عن إطلاق قذائف أو صواريخ من الحدود اللبنانية. فكيف يشارك «محور المقاومة» في معركة غزة وأي دور يقوم له حتى اليوم؟
منذ اليوم الأول من «طوفان الأقصى» برز عامل التعاون في غرفة «العمليات المشتركة» ومركز القيادة والسيطرة الموجود خارج غزة، وكذلك داخلها، والذي يدير المعركة من جوانب ميدانية واستخباراتية وتوجيهية، كما حصل عام 2021 عندما أرادت إسرائيل قتْل أكبر عدد من القوات الفلسطينية داخل الأنفاق وتدخّلت وحدة المراقبة الإلكترونية لغرفة العمليات المشتركة خارج غزة لإرسال إنذار مستعجل بسحب المقاتلين، ما منع قتل عدد كبير من حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وأفشل المخطط الإسرائيلي.
وقد أصبح واضحاً أن عملية من هذا النوع التي قامت بها «حماس» و«الجهاد» في غزة منذ اليوم الأول، السبت، تحتاج إلى غطاء مادي وعسكري واستخباراتي ضخم للتخطيط وإيجاد الإمكانات لتحمل التبعات قبل وبعد التدمير الإسرائيلي المتوقّع وتوجيه الرسائل اللازمة في اتجاهات عدة إقليمية ودولية.
كذلك يحتاج إلى خبرة وتعاون استخباراتي وَتقاسُم تَراكُم الخبرات للقيام بهجوم ضخم ضد 20 مستوطنة ولاقتحام 11 قاعدة عسكرية ضمن شعاع 40 كيلومتراً في «غلاف غزة» من دون أن يشعر الجيش الإسرائيلي الأكثر تطوراً إلكترونياً بذلك.
أما وقد استدعى الجيش الإسرائيلي، الذي يعد في صفوفه 90 ألف ضابط وجندي، الاحتياطَ ليصل تعداده إلى نحو 400 ألف عسكري، فقد أصبح لزاماً، كما كان متوقعاً، على «محور المقاومة» أن يتدخل ليشتّت القوة الإسرائيلية التي على قادتها العسكريين أن يقتنعوا بأن هناك تَشابُكاً وتَعدُّداً للجبهات.
وتالياً يتعين على القيادة العسكرية الإسرائيلية أن توزّع قواتها ومجهودها الحربي إلى جبهات عدة: غزة، لبنان (الأخطر)، سورية، العراق واليمن، في موازاة قوة احتياط تبقى في تصرف القيادة العسكرية لزجّها بحسب الحاجة لتدعيم الجبهة الأكثر حاجة أو لتبديل القوات.
وتالياً فإن إسرائيل لم تعد تتقبّل أن تُضرب قواتها بالوكالة ولم يعد ينطلي عليها أن فصائل فلسطينية هي المسؤولة عن ضرب قواتها في الجبهة الشمالية (حدود لبنان) حتى ولو أعلنت مسؤوليتها الإعلامية. بل أصبحت تتعامل بالنار مباشرة مع «حزب الله» وتضرب مواقعه لأن هيبة جيشها قد تهشمت ولا تريد إظهار المزيد من الضعف والتردد.
إلا أن التبادل مازال «تحت السيطرة» ولا يتعدى خطوط التماس وبضعة كيلومترات داخل أراضي كل طرف.
فإسرائيل تحاول درْس ضرباتها ليَعلم «حزب الله» أن قائد الجبهة الشمالية في فرقة الجليل مستعدّ، بحسب قواعد الاشتباك لديه، لأن يرد بعناية، بحسب الحاجة والنتائج، ليُظْهِر للحزب، أنه غير غافل وسيردّ بالمثل.
أما الحزب فهو يُظْهِر الآلاف من قواته الخاصة (الرضوان) على طول الحدود ولا يترك يوماً من دون أن يضرب أهدافاً إسرائيلية مرة في أقصى الشرق وتارة في القطاع الأوسط وأخرى في الغرب ليذكّر إسرائيل بأنه لن يتردد بالتدخل في أي مكان ضعيف على طول الجبهة، خصوصاً أنه هو مَن بدأ بضرب أول موقع إسرائيلي على تلة الرادار، وهو الذي يهدّد ويصرّح بأنه جزء من المعركة.
لذلك زجت إسرائيل بتعزيزات ضخمة أحضرتْها إلى الحدود مع لبنان كضرورة أمنية لعلمها أن من المحتمل أن يستغل الحزب أي نقطة ضعف، ومن المعقول - بحسب الاعتقاد الإسرائيلي - أن يخرق الحدود اللبنانية ويتوجه إلى المستوطنات التي أخلاها الجيش من المستوطنين خشية دخول قوات الحزب الخاصة، مدعومة بالمدفعية والمسيرات، لتنقضّ على قواته وتضعها بين «فكي كماشة» على الجبهة الجنوبية والشمالية.
إلا أن إسرائيل لاتزال تسيطر على ردة فعلها على الحدود اللبنانية ولن تردّ بقسوة خشية إعطاء مسوغ يبحث عنه الحزب.
فقد تعلّم الطرفان لغة بعضهما البعض ويستطيعان استباق ردّ الفعل إذا أتى الردّ الإسرائيلي أعنف من المتوقع.
لكن تل أبيب تعلم ضمناُ انها لن تستطيع مجابهة حرب متعددة الجبهة.
لذلك استنجدت بأميركا وفرنسا ودول عربية، لتوجّه رسائل تهدئة وتدفع «حزب الله» خارج المعركة.
لكن الأخطر من ذلك، ان يتدخل الرئيس جو بايدن ليطلب من «الدول والتنظيمات -إيران و(حزب الله)وحوثيو اليمن-، عدم التدخل وإلا...»، فردّ المحورُ بقصفٍ من سورية نحو الجولان المحتلّ وبضربة مباشرة من لبنان بعد ساعات من تصريح بايدن ليوجّه رسالة بأن الاعتبارات تُحدَّد في الميدان وان التهويلات لا تنفع وان على إسرائيل تقبُّل خسائرها والتوقف عن قتل المدنيين في غزة وان مجيء تعزيزات أميركية إلى الشرق الأوسط لن يغيّر شيئاً بمعادلة الردع.
ومن المؤكد ان رداً قريباً سيأتي في الأيام المقبلة، تتبناه المقاومة العراقية، لتأكيد وحدة الساحات قبل ان تقرر الحكومة الإسرائيلية بناء القوة اللازمة لعملية برية ضدّ غزة بعدما أعلنت حالة الحرب وأعطت الجيش السلطة واليد المطلقة للتحرك كيفما يشاء ضدّ غزة.
ولن تكون هذه المعركة نزهة لأن غزة مدينة الأنفاق ولأن قدرات المقاومة الفلسطينية تعاظمت.
ولذلك فإن حجم الخسائر الإسرائيلية المقبلة سيجبر نتنياهو على التفكير ملياً قبل بدء الغزو.
وتحاول أميركا إبعاد الاتهام المباشر عن إيران التي تنفي تدخّلها في هذه الحرب لتؤكد على لسان الولي الفقيه السيد علي خامنئي أنها غير معنية بأي تفاوض وأنه ينبغي مخاطبة غزة والفلسطينيين، أصحاب الشأن.
وتالياً فإن حضور حاملة الطائرات «جيرالد فورد» التي تحمل 90 طائرة عسكرية (تملك إسرائيل 900) لن تغير في المعادلة شيئاً لأن الحروب الماضية في الـ 20 سنة الأخيرة في أفغانستان وسورية والعراق وليبيا ولبنان، أثبتت أن المقاتلين لا يستسلمون للطائرة رغم مما تستطيع إحداثه من دمار، كما يحصل في غزة اليوم وحصل سابقاً في المعارك الأخيرة عامي 2014 و2021.
لا يوجد قرار نهائي لـ «محور المقاومة» بدخول الحرب وفتْح جميع الجبهات لأن هذا يتعلق بتقدير الموقف وتحرك إسرائيل تجاه غزة. ولكن القرار واضح بإبقاء الجبهات المتعددة مشتعلة ريثما تنكشف اتجاهات المعركة. ويبقي الجيش الإسرائيلي على أقصى استنفاره على جبهات متعددة كي تستنزفه حالة الحرب عليها ولا يشعر بأريحية في عمله ضدّ غزة فقط.
وقد أعطى بايدن الضوء الأخضر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإنهاء «حماس»، رغم أن إسرائيل تدمر غزة وليس الفصائل الفلسطينية.
وأعلنت أوروبا أن إسرائيل تضرب بعرض الحائط القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة بقطع الماء والكهرباء والفيول والغذاء والدواء وبتشبيه الفلسطينيين بـ «الحيوانات» وإغلاق المعابر الثلاثة. إلا أن ذلك لن يثني نتنياهو عن الإكمال في مجزرته بحق مدنيي غزة.
وهذا ما سيدفع «محور المقاومة» لتطوير تدخله لمنع التدمير الممنهج أو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، كما يروّج له القادة الإسرائيليون، على قاعدة إخلاء غزة من سكانها وإحداث نكبة جديدة للفلسطينيين.
وهذا ما لن يسمح به «المحور» لأن الفرصة سانحة لاستنزاف إسرائيل وإظهار ضعفها وأنها تحتاج لأميركا وأسطولها البحري ليخاطب تنظيمات عجزت تل أبيب عن الوقوف في وجهها، مثل «حزب الله». وستكشف الأيام المقبلة إذا كان الشرق الأوسط سيواجه حرباً أكثر شمولية، أم ستبقى الأمور تحت السيطرة لتفادي توسعها.
إلا أن تحركات إسرائيل تظهر أن الآتي أعظم وأنها تحاول عدم إظهار ضعفها، بعد الضربة التي قصمت ظهرها، بقصفها غزة ولبنان وسورية ومعبر رفح، لتقول إنها مستعدة لتعدد الجبهات. بينما الحقيقة تستنجد بدول غربية وأميركا لدعمها في حرب كلفتها لغاية اليوم أقل من 1500 قتيل و2500 جريح في مواجهة مقاتلين فلسطينيين عاشوا تحت حصار خانق لـ17 عاماً وينتفضون على الظلم الذي عاشوه لعقود.
منذ اليوم الأول من «طوفان الأقصى» برز عامل التعاون في غرفة «العمليات المشتركة» ومركز القيادة والسيطرة الموجود خارج غزة، وكذلك داخلها، والذي يدير المعركة من جوانب ميدانية واستخباراتية وتوجيهية، كما حصل عام 2021 عندما أرادت إسرائيل قتْل أكبر عدد من القوات الفلسطينية داخل الأنفاق وتدخّلت وحدة المراقبة الإلكترونية لغرفة العمليات المشتركة خارج غزة لإرسال إنذار مستعجل بسحب المقاتلين، ما منع قتل عدد كبير من حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وأفشل المخطط الإسرائيلي.
وقد أصبح واضحاً أن عملية من هذا النوع التي قامت بها «حماس» و«الجهاد» في غزة منذ اليوم الأول، السبت، تحتاج إلى غطاء مادي وعسكري واستخباراتي ضخم للتخطيط وإيجاد الإمكانات لتحمل التبعات قبل وبعد التدمير الإسرائيلي المتوقّع وتوجيه الرسائل اللازمة في اتجاهات عدة إقليمية ودولية.
كذلك يحتاج إلى خبرة وتعاون استخباراتي وَتقاسُم تَراكُم الخبرات للقيام بهجوم ضخم ضد 20 مستوطنة ولاقتحام 11 قاعدة عسكرية ضمن شعاع 40 كيلومتراً في «غلاف غزة» من دون أن يشعر الجيش الإسرائيلي الأكثر تطوراً إلكترونياً بذلك.
أما وقد استدعى الجيش الإسرائيلي، الذي يعد في صفوفه 90 ألف ضابط وجندي، الاحتياطَ ليصل تعداده إلى نحو 400 ألف عسكري، فقد أصبح لزاماً، كما كان متوقعاً، على «محور المقاومة» أن يتدخل ليشتّت القوة الإسرائيلية التي على قادتها العسكريين أن يقتنعوا بأن هناك تَشابُكاً وتَعدُّداً للجبهات.
وتالياً يتعين على القيادة العسكرية الإسرائيلية أن توزّع قواتها ومجهودها الحربي إلى جبهات عدة: غزة، لبنان (الأخطر)، سورية، العراق واليمن، في موازاة قوة احتياط تبقى في تصرف القيادة العسكرية لزجّها بحسب الحاجة لتدعيم الجبهة الأكثر حاجة أو لتبديل القوات.
وتالياً فإن إسرائيل لم تعد تتقبّل أن تُضرب قواتها بالوكالة ولم يعد ينطلي عليها أن فصائل فلسطينية هي المسؤولة عن ضرب قواتها في الجبهة الشمالية (حدود لبنان) حتى ولو أعلنت مسؤوليتها الإعلامية. بل أصبحت تتعامل بالنار مباشرة مع «حزب الله» وتضرب مواقعه لأن هيبة جيشها قد تهشمت ولا تريد إظهار المزيد من الضعف والتردد.
إلا أن التبادل مازال «تحت السيطرة» ولا يتعدى خطوط التماس وبضعة كيلومترات داخل أراضي كل طرف.
فإسرائيل تحاول درْس ضرباتها ليَعلم «حزب الله» أن قائد الجبهة الشمالية في فرقة الجليل مستعدّ، بحسب قواعد الاشتباك لديه، لأن يرد بعناية، بحسب الحاجة والنتائج، ليُظْهِر للحزب، أنه غير غافل وسيردّ بالمثل.
أما الحزب فهو يُظْهِر الآلاف من قواته الخاصة (الرضوان) على طول الحدود ولا يترك يوماً من دون أن يضرب أهدافاً إسرائيلية مرة في أقصى الشرق وتارة في القطاع الأوسط وأخرى في الغرب ليذكّر إسرائيل بأنه لن يتردد بالتدخل في أي مكان ضعيف على طول الجبهة، خصوصاً أنه هو مَن بدأ بضرب أول موقع إسرائيلي على تلة الرادار، وهو الذي يهدّد ويصرّح بأنه جزء من المعركة.
لذلك زجت إسرائيل بتعزيزات ضخمة أحضرتْها إلى الحدود مع لبنان كضرورة أمنية لعلمها أن من المحتمل أن يستغل الحزب أي نقطة ضعف، ومن المعقول - بحسب الاعتقاد الإسرائيلي - أن يخرق الحدود اللبنانية ويتوجه إلى المستوطنات التي أخلاها الجيش من المستوطنين خشية دخول قوات الحزب الخاصة، مدعومة بالمدفعية والمسيرات، لتنقضّ على قواته وتضعها بين «فكي كماشة» على الجبهة الجنوبية والشمالية.
إلا أن إسرائيل لاتزال تسيطر على ردة فعلها على الحدود اللبنانية ولن تردّ بقسوة خشية إعطاء مسوغ يبحث عنه الحزب.
فقد تعلّم الطرفان لغة بعضهما البعض ويستطيعان استباق ردّ الفعل إذا أتى الردّ الإسرائيلي أعنف من المتوقع.
لكن تل أبيب تعلم ضمناُ انها لن تستطيع مجابهة حرب متعددة الجبهة.
لذلك استنجدت بأميركا وفرنسا ودول عربية، لتوجّه رسائل تهدئة وتدفع «حزب الله» خارج المعركة.
لكن الأخطر من ذلك، ان يتدخل الرئيس جو بايدن ليطلب من «الدول والتنظيمات -إيران و(حزب الله)وحوثيو اليمن-، عدم التدخل وإلا...»، فردّ المحورُ بقصفٍ من سورية نحو الجولان المحتلّ وبضربة مباشرة من لبنان بعد ساعات من تصريح بايدن ليوجّه رسالة بأن الاعتبارات تُحدَّد في الميدان وان التهويلات لا تنفع وان على إسرائيل تقبُّل خسائرها والتوقف عن قتل المدنيين في غزة وان مجيء تعزيزات أميركية إلى الشرق الأوسط لن يغيّر شيئاً بمعادلة الردع.
ومن المؤكد ان رداً قريباً سيأتي في الأيام المقبلة، تتبناه المقاومة العراقية، لتأكيد وحدة الساحات قبل ان تقرر الحكومة الإسرائيلية بناء القوة اللازمة لعملية برية ضدّ غزة بعدما أعلنت حالة الحرب وأعطت الجيش السلطة واليد المطلقة للتحرك كيفما يشاء ضدّ غزة.
ولن تكون هذه المعركة نزهة لأن غزة مدينة الأنفاق ولأن قدرات المقاومة الفلسطينية تعاظمت.
ولذلك فإن حجم الخسائر الإسرائيلية المقبلة سيجبر نتنياهو على التفكير ملياً قبل بدء الغزو.
وتحاول أميركا إبعاد الاتهام المباشر عن إيران التي تنفي تدخّلها في هذه الحرب لتؤكد على لسان الولي الفقيه السيد علي خامنئي أنها غير معنية بأي تفاوض وأنه ينبغي مخاطبة غزة والفلسطينيين، أصحاب الشأن.
وتالياً فإن حضور حاملة الطائرات «جيرالد فورد» التي تحمل 90 طائرة عسكرية (تملك إسرائيل 900) لن تغير في المعادلة شيئاً لأن الحروب الماضية في الـ 20 سنة الأخيرة في أفغانستان وسورية والعراق وليبيا ولبنان، أثبتت أن المقاتلين لا يستسلمون للطائرة رغم مما تستطيع إحداثه من دمار، كما يحصل في غزة اليوم وحصل سابقاً في المعارك الأخيرة عامي 2014 و2021.
لا يوجد قرار نهائي لـ «محور المقاومة» بدخول الحرب وفتْح جميع الجبهات لأن هذا يتعلق بتقدير الموقف وتحرك إسرائيل تجاه غزة. ولكن القرار واضح بإبقاء الجبهات المتعددة مشتعلة ريثما تنكشف اتجاهات المعركة. ويبقي الجيش الإسرائيلي على أقصى استنفاره على جبهات متعددة كي تستنزفه حالة الحرب عليها ولا يشعر بأريحية في عمله ضدّ غزة فقط.
وقد أعطى بايدن الضوء الأخضر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإنهاء «حماس»، رغم أن إسرائيل تدمر غزة وليس الفصائل الفلسطينية.
وأعلنت أوروبا أن إسرائيل تضرب بعرض الحائط القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة بقطع الماء والكهرباء والفيول والغذاء والدواء وبتشبيه الفلسطينيين بـ «الحيوانات» وإغلاق المعابر الثلاثة. إلا أن ذلك لن يثني نتنياهو عن الإكمال في مجزرته بحق مدنيي غزة.
وهذا ما سيدفع «محور المقاومة» لتطوير تدخله لمنع التدمير الممنهج أو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، كما يروّج له القادة الإسرائيليون، على قاعدة إخلاء غزة من سكانها وإحداث نكبة جديدة للفلسطينيين.
وهذا ما لن يسمح به «المحور» لأن الفرصة سانحة لاستنزاف إسرائيل وإظهار ضعفها وأنها تحتاج لأميركا وأسطولها البحري ليخاطب تنظيمات عجزت تل أبيب عن الوقوف في وجهها، مثل «حزب الله». وستكشف الأيام المقبلة إذا كان الشرق الأوسط سيواجه حرباً أكثر شمولية، أم ستبقى الأمور تحت السيطرة لتفادي توسعها.
إلا أن تحركات إسرائيل تظهر أن الآتي أعظم وأنها تحاول عدم إظهار ضعفها، بعد الضربة التي قصمت ظهرها، بقصفها غزة ولبنان وسورية ومعبر رفح، لتقول إنها مستعدة لتعدد الجبهات. بينما الحقيقة تستنجد بدول غربية وأميركا لدعمها في حرب كلفتها لغاية اليوم أقل من 1500 قتيل و2500 جريح في مواجهة مقاتلين فلسطينيين عاشوا تحت حصار خانق لـ17 عاماً وينتفضون على الظلم الذي عاشوه لعقود.