في بيتنا مذهبان!

تصغير
تكبير

في «بيتنا مذهبان» هذا الكلام أو العنوان جاء على لسان الأستاذة صبيحة عابدين، وهي صيدلانية وإعلامية كويتية بثت رسالة طيبة المعنى لمَنْ يتابعها في الانستغرام، وجاء على لسانها التالي:
(سأقول لكم، أنا ووالدتي من مذهبين مُختلفين في البيت الواحد، إذا كان هناك مناسبات دينية مثل صلاة العيد، أقول لوالدتي هل أذهب معك أو تذهبين معي؟ لماذا؟ لأن في الحالتين والمكانين كُلنا سنشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذا ما جُبل عليه أهل الكويت أصلاً، لهذا لديّ رسائل، الرسالة الأهم أن ديننا علّمنا أن نحترم باقي الأديان، فما بالك في باقي المذاهب في الدين الواحد، لنفترض أن أحد الأشخاص من مذهب مُعيّن أساء لمذهب آخر، هذا لا يعني أن كل أتباع ذلك المذهب هم مسيئون، وليس دورنا في الحياة أن نقنع بعضنا البعض، لأن الإنسان إلى أن يموت هو باحث، رسالتي إلى الجميع علينا أن نُعلّم أولادنا المحبة وتوحيد الصفوف، لأن الدين لله، والأرض للجميع).

نخرج من هذا الحديث الطيب والموزون للأستاذة، إلى أن التعصب هو أمر بغيض، وأن التصالح والمحبة مع الآخر هي طبيعة البشر الأسوياء، والمُفكر الدكتور فؤاد زكريا، رحمه الله، في كتابه «التفكير العلمي» الصادر عن عالم المعرفة، أفرد جانباً مُهماً للتعصب، حيث يقول:
«إن التعصب هو اعتقاد باطل أن المرء يحتكر لنفسه الحقيقة أو الفضيلة، وأن غيره يفتقرون إليها، ومن ثم فهُم دائماً مخطئون أو خاطئون، فحين أكون متعصّباً، لا أكتفي بان أنطوي على ذاتي وأنسب اليها كل الفضائل، بل ينبغي أيضاً أن أستبعد فضائل الآخرين وأنكرها وأهاجمها، والتعصّب عقبة في وجه التفكير العلمي».
شخصياً اعتقد ان التعصّب يبدأ من الأسرة، عندما يزرع أفراد الأسرة داخل المنزل التعصّب لمذهب أو مكون عائلي أو قبلي، وتشويه كل ما هو مُخالف، لهذا يثير بعض الآباء والأمهات قضايا سنة وشيعة، وبدو وحضر، وكويتي وغير كويتي، وأسرتنا وأسرتهم، واصلنا وفصلنا، هنا تكبر نبتة التعصّب لدى الأبناء، وهذا أمر بغيض، ويخلق شخصيات مُتعصّبة.
لكن أخطر من ذلك أن تقوم أنظمة دول بدعم إعلامي أو تعليمي عبر أجهزتها لروح التعصّب، وبهذا تَخلق فتناً تقود إلى دمار بلدان وأجيال.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي