لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا غاز إلى القطاع... وتل أبيب تستدعي 300 ألف جندي من الاحتياط
إسرائيل تُمارس سياسة «الأرض المحروقة» ضد غزة و«حماس» ستُعدم أسرى مقابل استهداف المدنيين
أعمدة الدخان تتصاعد من غزة أمس بعد غارات إسرائيلية (أ ف ب)
طفلة فلسطينية تحتمي مع أخيها الرضيع بمدرسة في خان يونس هرباً من الغارات (شينخوا)
عمال إنقاذ فلسطينيون يعملون في موقع الضربات الإسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين (رويترز)
- المقاومون يواصلون التسلل من الأنفاق... ومئات الأطنان من القنابل تنهال على سكان غزة
- «طوفان الأقصى» قد يكون مماثلاً لهجمات 11 سبتمبر وبيرل هاربر
- نتنياهو يُبلغ بايدن عن عملية برية... لـ«تغيير الشرق الأوسط»
أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس، بتصعيد الإجراءات ضد قطاع غزة، لتصل إلى «الحصار الكامل»، وعزّز قواته في «غلاف غزة» بنحو 300 ألف جندي احتياطي خلال 48 ساعة، بينما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن رد إسرائيل على هجوم «حماس»، المتواصل منذ صباح السبت، «سيغيّر الشرق الأوسط»، وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه مضطر للدخول إلى قطاع غزة، الذي تعرض مساء، لقصف غير مسبوق من شماله إلى جنوبه.
ورداً على سياسة «الأرض المحروقة»، قال الناطق باسم كتائب القسام»، أبوعبيدة، إن «كل استهداف لشعبنا من دون سابق إنذار سنقابله بإعدام رهينة».
من جانبه، أكد نتنياهو خلال اتصال هاتفي مع بايدن، وفق ما نقل موقع «واللا»، أنه لا يمتلك خيارات سوى الرد بقوة. وشدد على أن إسرائيل «تستعد لحرب طويلة وغير مسبوقة».
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست»، الأحد، عن مسؤولين أميركيين، أنهم «يتوقعون إطلاق عملية برية خلال 24 أو 48 ساعة».
وقال نتنياهو، إنه لا ينوي التفاوض مع حركة «حماس» في شأن الرهائن الإسرائيليين، الذين يقدر عددهم بـ 150.
وأضاف «ما ستواجهه حماس سيكون صعباً ورهيباً، سنغير الشرق الأوسط».
وفي اليوم الثالث من هجوم «طوفان الأقصى» المباغت الذي نفذته حركة «حماس» انطلاقاً من قطاع غزة بحراً وبراً وجواً، صباح السبت، يوم العطلة الأسبوعية في إسرائيل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «استعاد السيطرة» على البلدات الواقعة جنوب قطاع غزة والتي هاجمها عناصر «حماس» وأوقعوا فيها قتلى وأسروا منها عدداً من الأشخاص.
لكن الناطق دانيال هغاري، لفت إلى أن «من المحتمل أن يكون مازال هناك مسلحون في المنطقة».
من جانبه، قال اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت إن العشرات من مقاتلي «حماس» يواصلون التسلل إلى إسرائيل من غزة.
وإثر ذلك، أعلن غالانت أنه أمر بفرض «حصار كامل» على القطاع.
وأضاف في بيان مصور «نفرض حصاراً كاملاً على غزة، لا كهرباء، لا طعام ولا ماء ولا غاز... كل شيء مغلق».
وأضاف أن «الثمن الذي سيدفعه القطاع باهظ جداً وسيغير الواقع لأجيال...».
كما أمر وزير الطاقة إسرائيل كاتس بقطع «فوري» لإمدادات المياه إلى غزة.
ويتزامن الحصار الكامل، مع تعبئة نحو 300 ألف فرد احتياط. ووصف الجيش عملية الاستدعاء بأنها الأكبر في تاريخ إسرائيل خلال فترة زمنية قصيرة.
ومساء أمس، أعلنت تل أبيب أن عدد القتلى تجاوز الـ 900، إضافة إلى آلاف الجرحى، في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد ما يزيد على 560 فلسطينياً، وإصابة 3000 في الضربات الإرهابية على القطاع.
وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي «هذا أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل. لم يُقتل هذا العدد من الإسرائيليين مرة واحدة»، مضيفاً أن ذلك قد يكون «مماثلاً لهجمات 11 سبتمبر وبيرل هاربر».
«الأرض المحروقة»
ميدانياً، اتبعت طائرات الاحتلال، سياسة «الأرض المحروقة»، ضد القطاع، من شماله إلى جنوبه.
وأفادت مصادر محلية بأن عشرات الطائرات ألقت عشرات الأطنان من المتفجرات في المناطق الحدودية.
وأعلن سلاح الجو في بيان، أنه أسقط أكثر من 2000 وحدة ذخيرة وأكثر من ألف طن من القنابل على غزة استهدفت أكثر من ثمانية آلاف هدف.
في المقابل، واصلت المقاومة الفلسطينية، إطلاق وابل من الصواريخ تجاه إسرائيل، حيث دوت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس وعسقلان وأسدود وسديروت ومستوطنات الغلاف.
وفي مواجهة الإجرام الإسرائيلي، واستهداف المدنيين من دون سابق إنذار، أكد أبوعبيدة، في تسجيل صوتي، أن «العدو لا يفهم لغة الإنسانية والأخلاق وسنخاطبه باللغة التي يعرفها». وقال إن «كل استهداف لشعبنا من دون سابق إنذار سنقابله بإعدام رهينة من المدنيين، ونحمل العدو أمام العالم مسؤولية هذا القرار والكرة في ملعبه».
قادة «حماس» السياسيون علموا بالهجوم من القنوات الإخبارية
كشفت صحيفة «ناشونال»، عن مسؤولين أمنيين مصريين، أن القادة السياسيين لحركة «حماس» لم يكن لديهم أي علم مسبق بالهجوم المفاجئ الذي شنته «كتائب القسام» ضد إسرائيل.
ويعيش معظم القادة السياسيين للحركة في المنفى خارج قطاع غزة الذي تحكمه «حماس» منذ سنوات، ما أدى إلى تعميق الانقسام بينهم وبين الجناح العسكري، الذي يقود القتال المستمر مع إسرائيل.
وقال المسؤولون المصريون إن عدداً قليلاً من قادة «حماس» في غزة، ربما نحو ثلاثة فقط، من «القسام»، كانوا على علم بالهجوم مقدماً. وكإجراء احترازي حتى لا تتسرب المعلومات، وصلتهم المعلومات بأن العملية ستبدأ بعد 48 ساعة.
وكان عنصر المفاجأة جزءاً أساسياً من النجاح العسكري لهجوم السبت، وقد أثيرت تساؤلات حول فشل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. وكان التحدي الرئيسي الذي يواجه الجماعات الفلسطينية في الماضي، تسلل العملاء الإسرائيليين أو التسريبات.
وتابع أحد المسؤولين المصريين «ان ما يسمى بالقادة التاريخيين لحماس الذين يعيشون في المنفى علموا بالعملية للمرة الأولى من القنوات الإخبارية التلفزيونية مثل أي شخص آخر».
وهذا تحول في ديناميكيات السلطة في «حماس»، حيث يتولى الجناح العسكري الآن زمام المبادرة متقدماً على قيادته السياسية.