عملية فلسطينية نوعية في قلب «المستوطنات الإسرائيلية» استلهمت «تكتيك» حرب أكتوبر 1973 وصعقت العدو
... طوفان العزة
في عملية بطولية نوعية، استلهمت «تكتيك» حرب «أكتوبر 1973» وصعقت بعنصر المفاجأة العدو الإسرائيلي، سجّلت المقاومة الفلسطينية ملحمة جديدة على طريق النضال الطويل لتحرير الأراضي المحتلة.
فبعد 50 عاماً ويوم من حرب 6 أكتوبر 1973، استفاق الكيان الإسرائيلي أمس على كابوس غير مسبوق منذ عقود، بتنفيذ المئات من عناصر المقاومة الفلسطينية هجمات مباغتة وصاعقة، شملت إطلاق آلاف الصواريخ على القدس المحتلة ومدن إسرائيلية عدة، واختراق حواجز أمنية والسيطرة على مستوطنات في غلاف قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط المئات من الإسرائيليين بين قتيل وجريح، فضلاً عن أسر العشرات.
الهجوم الفلسطيني الذي نفذته «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، في إطار عملية «طوفان الأقصى»، جاء رداً على الانتهاكات الإسرائيلية المتمادية بحق المسجد الأقصى المبارك، وتدنيسه المتواصل من قِبل قطعان المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، فضلاً عن الجرائم اليومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، والعذابات التي يعيشها آلاف الأسرى في سجون الاحتلال.
وأجمعت تقارير غربية على «الفشل الاستخباراتي» لكيان الاحتلال، مقابل نجاح باهر لـ«القسام» التي اختارت يوم السبت، وهو يوم إجازة رسمية في إسرائيل وآخر أيام ما يسمى «عيد العُرش»، لاجتياح المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بغزة براً وبحراً وجواً.
وبينما كانت «عدسات العالم» على الأحداث المتدحرجة وارتفاع عدّاد القتلى الإسرائيليين إلى أكثر من 250 (كحصيلة غير نهائية) وأكثر من 1000 جريح مقابل حصيلة مرعبة للضحايا في غزة ناهزت 200 في أولى ساعات بعد الظهر ونحو 2000 جريح، كانت الحكومةُ الإسرائيلية تحاول استيعابَ الصدمة مع تَكَشُّف معلومات عن عملية الاقتحام «الأشبه بالأفلام» وما رافَقَها من تظهير صورة «الدولة المذعورة» وسكانٍ يرتعدون و«تدميرٍ» للهيبة مع كل فيديو عن أسرى وقتلى.
وفي واحدة من إطلالاته النادرة المرتبطة بأحداث كبرى، ظهر قائد أركان «القسام» محمد الضيف في تسجيل صوتي صباحي، ليكشف أن المقاومة نجحت في الدقائق الأولى من إطلاق نحو 5 آلاف صاروخ نحو مواقع ومطارات وتحصينات للاحتلال الإسرائيلي، فيما أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية أن «المعركة بدأت بالدم والنار وبالعزة والبارود وانتقلت إلى قلب الكيان الصهيوني».