كويتنا... هل أصبحت جنة للنصابين؟

تصغير
تكبير

هناك قول شعبي قديم، ولكن مازال يتداوله الناس وهو «سود الله وجهك»، والقول دعوة غير حميدة، والكثيرون لا يعرفون معناه، وهو يعود لأزمان قديمة، حيث في السابق إذا ارتكب شخص ما جرماً وحَكم عليه القضاء بالحبس، قبل الحبس يتم تسويد وجهه بلون الفحم، وبعد ذلك يوضع على حمار، أكرمكم الله، ويُطاف به بالسوق ويُعلن للعامة أن هذا فلان بن فلان ارتكب الجُرم المشين، والفعل هذا لأجل إعلام الناس بفعلته، وكذلك ليكون عبرة للآخرين.
لكن هذه الأيام في الكويت يصدر القضاء أحكاماً على الكثير من المواطنين والمُقيمين، ولكن لا أحد يعرف عنها، لهذا يستمر الجُناة بما يرتكبون من جرائم، وخاصة النصب على الأبرياء.

لهذا أصبحت الكويت جنة للنصابين، حيث النصاب يمشي في البلد ورأسه مرفوع، وخاصة بعد الغاء الضبط والإحضار، وصحفنا هذه الأيام تزخر بأخبار النصب، وتلك الأخبار موثوقة ومن جهات رسمية.
من الأخبار غير الجميلة أخيراً في صحفنا، القبض على نصاب هندي مطلوب مليون دينار، وعليه أحكام بـ38 قضية، وكلها نصب وسرقات واحتيال وخيانة أمانة، وإقامته منتهية منذ 9 سنوات، وصادر بحقه 16 حكماً جنائياً بالحبس واجب التنفيذ، ومؤكد الأخ غير المحترم حول المليون وغير المليون إلى بلده ودخل السجن، وحالياً «شارب اكل على حساب المال العام».
وسالفة أخرى قبل يومين صدر حكم بالحبس على مُقيم عربي سبع سنوات لقيامه ببيع عقارات وهمية، حيث جَمع ما يُقدر بـ25 مليون دينار، ومرفوع ضده 100 قضية بالمحاكم الكويتية، والأخ حالياً هارب خارج الكويت.
هذا غيض من فيض ناهيك عن قضايا النصب العقاري التي ضحاياها بالآلاف من المواطنين، لهذا أنا شخصياً بصفتي مواطن في عام 2017 م، راسلت وزارة الداخلية مرتين، وطالبت بعمل موقع أو شبكة في النت للمطلوبين يطلع عليها العموم، ونشر أسماء من عليهم أحكام نهائية من القضاء لإعلام المواطنين بخطرهم، لكن للأسف لا مُجيب.
لهذا كويتنا أصبحت جنة للنصابين، وضحاياهم يأكلون الحصرم، والحصرم هو العنب غير الناضج الحامض، ويأتي القول من الإنجيل كما ذكر أحدهم، بمعنى النصاب يأكل العنب الناضج، والضحية يأكل غير الناضج.
والله يعين الأبرياء على أكل الحصرم، لكن هل يستجيب الشيخ طلال الخالد، وزير الداخلية النشط لمقترحنا، وينفذ شبكة المطلوبين ويحمي الناس؟ أتمنى ذلك.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي