خلال جلسة حوارية شيّقة في «نادي رُقي الثقافي»

بدر بورسلي: «غريب» اعتبروها «بيضة ديك»... فجاء الردّ «باختصار»!

تصغير
تكبير

- أنا شاعر لا أعرف موسيقى... ولا أعرف «أطق إصبع»
رأى الشاعر القدير بدر بورسلي بأنه «رجل تجربة»، مشيراً إلى أنه يهوى التجريب في نصوصه الغنائية، والتي كان آخرها نصاً لأغنية جديدة للفنانة نوال الكويتية عنوانها «سؤال واحد»، إذ تعتزم طرحها قريباً.
كما استذكر أصداء أغنية «غريب» التي كتبها ولحنها الموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس، ليشدو بها الفنان القدير الراحل عبدالكريم عبدالقادر، مؤكداً أن الأغنية لاقت أصداء واسعة النطاق في حينها، رغم أن البعض اعتبروها «بيضة ديك»، فجاء الردّ بأغنية «أعترفلج» ومن ثم «باختصار» فأغنية «أم الثلاث أسوار»!
كلام بورسلي، جاء خلال استضافته أمس، في نادي «رُقي» الثقافي، التابع للملتقى الإعلامي العربي في جلسة حوارية، كانت ثرية في طروحاتها ونقاشاتها الفنية، كما لم تَخلُ من الذكريات الشيقة والأحاديث الطريفة، التي جمعت «بوناصر» مع رفقاء دربه عبدالكريم عبدالقادر والموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس، والملحن القدير سليمان الملا، وغيرهم من كبار الموسيقيين والمطربين.

وشهدت الجلسة، حضور نخبة من الأدباء والفنانين والرياضيين، بينهم لاعب المنتخب الوطني سابقاً سعد الحوطي، والكاتب هيثم بودي، والفنانة عبير الجندي، بالإضافة إلى وسائل الإعلام المحلية.
«رمز وطني»
في البداية، قال رئيس الملتقى الإعلامي ماضي الخميس: «سعيدون بوجود ضيفنا الشاعر القدير بدر بورسلي الذي نوّرنا الليلة، فهو ليس بشاعر وحسب، بل رمز وطني، ترك بصمة كبيرة في سماء هذا الوطن (وطن النهار)».
وردّ بورسلي التحية بمثلها، فقال: «لقد تعلمت من أبنائي وأحفادي وقراءاتي الكثير من الأمور، وكنت أحرص على الاستفادة من كل كلمة لها معنى، لأنني أسعى لإرضاء الناس في ما أقدمه من نصوص غنائية، فاجتهدت وكنتم أنتم وراء اجتهادي، ولذلك أعتبر نفسي صنيعة الكويتيين».
وأشار بورسلي إلى أول قصيدة كتبها حين كان طالباً في إحدى المدارس بمنطقة الشامية خلال فترة الستينات من القرن الماضي، موضحاً أنه لم يكن يعرف في ذلك الوقت طريقة التفاعيل في الشعر، كما أن أهله لم يشجعوه على المضي في هذا الحقل، بل كانوا يتوسمون به النجاح في الدراسة، لكي يشغل إحدى الوظائف المرموقة، كما هي حال الكثير من العوائل الكويتية التي تتمنى لأبنائها مستقبلاً زاهراً.
ولم يُخف «بوناصر» أنه كابد في بداياته معاناة لعدم تلحين وغناء أشعاره، مضيفاً «كتبت 1000 نص ولم يسمع به أحد، و(ما ظل ملحن إلا وطقيت بابه)».
واستدرك قائلاً: «لكن في مطلع السبعينات كانت البداية الفعلية، بعدما كتبت أغنية (غريب) للفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر، ولحنها الدكتور عبدالرب إدريس، فنجحت الأغنية نجاحاً باهراً، إلا أن البعض اعتبروها (بيضة ديك)، وهذا ما دفعني إلى الاجتهاد أكثر، فكتبت المزيد من الأعمال، مثل (أعترفلج) ثم (باختصار) حتى جاءت الأغاني الوطنية، ولا سيما أغنية (أم الثلاث أسوار) التي أعتزّ بها كثيراً»، مشيراً إلى أنه استحضر في أغنية «غريب» الـ «فلاش باك» السينمائي في المقطع القائل: «بدت غربتي خطوة مع اللي انقال» ليشرح من خلالها سبب الغربة التي يتحدّث عنها الشاعر.
«كلك نظر»
في غضون ذلك، تطرق بورسلي إلى تعاونه مع طلال مداح من خلال قصة قصيرة لمسرحية «وانته وحدك البطل»، بالإضافة إلى تعاونه مع «فنان العرب» محمد عبده في أغنيتين هما «كلك نظر» و«محتاج لها».
ولفت إلى أنه لا يحبذ الاستعجال في كتابة النص الغنائي، مؤكداً أن الفنان الذي يطلب منه كتابة أغنية سوف يصاب بالممل، لأنه يحتاج من 3 إلى 4 شهور لإنجازها.
وزاد: «اكتشفت بأنني من الناس الذين يتبعون الإحساس لا الوزن، ولا يعنيني ما يُقال عني، فأنا أحب التجريب وأعتبر نفسي رجل تجربة. في آخر أغنية للفنانة نوال وهي بعنوان (سؤال واحد)، قمت بتجريب بعض المفردات، وأتمنى أن تعجبكم عند طرحها قريباً».
«أرحب بالجميع»
وبسؤاله عمّا إذا كان يتدخّل في اختيار من يتغنّى بأشعاره، علّق بالقول: «لا أتدخّل إطلاقاً، ولا أفرض اسماً معيناً، بل أرحب بالجميع من فنانين شباب وكبار، وللعلم لست أنا من يختار عنواناً للأغاني التي أكتبها، وإنما أترك لملحنها ومغنيها حرية الاختيار».
وحول ما إذا كان يرفض التعامل مع أسماء بعينها من الفنانين، ردّ بورسلي: «لا أعادي أحداً، وليس لديّ اسم أرفض التعامل معه، فأنا لستُ ملحناً حتى أرفض هذا أو ذاك، أو أحكم على أحد، فلا أعرف موسيقى ولا أعرف حتى كيف (أطق إصبع)».
وعن عدم وضع اسمه على بعض أعماله ونسب كلماته إلى الفولكلور كما حدث في أغنية «مرني» حين شدا بها الفنان حسين الجسمي، أجاب قائلاً: «لا يهم، فالأغنية معروف من هو شاعرها».
وذكر بورسلي أنه لم يعتد بتركيب كلماته على لحن معدّ سلفاً، عدا في أغنية «مسموح» للملحن القدير غنام الديكان، في حين عرج على أغنية «الله ياخوفي عليك» للفنان القدير نبيل شعيل، والتي قال إن كلماتها صُيغت بترتيب وتسلسل جميل.
«وطن النهار»
واستذكر الشاعر القدير أغنية «وطن النهار» التي لحنها سليمان الملا، مُلمحاً إلى أنه عكف على كتابة الأغنية قبل بدء الضربة الجوية بأيام، «وحينما كتبت الكوبليه القائل: (وياك عبرت الزمن الله شكثر يا كويت) بكيت بحرقة وانتابني شعور بالحسرة والألم».
وأكد بورسلي أن الإحساس لا يمكن أن يزول أو يتجزأ، مبيناً أنه مازال يعيش الإحساس ذاته في كل أغنية قديمة أم حديثة، كما لو أنها كُتبت اليوم.
«أشتغل مؤذن»
قال بورسلي: «(المفروض أشتغل مؤذن)، إذ تعودت منذ زمن على الاستيقاظ فجراً، فأبدأ في الكتابة ولا أهدأ حتى أشعر بأنني قدمت كل شيء في القصيدة»، مشدداً على أن إحساسه بالمفردة التي يكتبها أهم بكثير من الوزن.
«أتهاوش معه»
في حال طُلب منه كتابة أغنية مستوحاة من قصة واقعية، أكد «بوناصر» رفضه لهذا النوع من الأعمال، وقال: «لو أن أحدهم طلب مني ذلك سأرفض، وبل و(أتهاوش معه)».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي