رأي نفطي

التحوّل عن النفط واقع أليم... وأين بديلنا ؟!

تصغير
تكبير

إن الطلب العالمي على النفط سينخفض بنسبه 15% بحلول 2030 و65% بحلول 2050 التزاماً بأهداف واتفاقية باريس لحماية البيئة من الاحتباس الحراري والإبقاء على معدل 2 درجات مئوية. مما سيؤثرعلى مستقبل النفط وكيفية التحوّل عن الوقود الأحفوري. وقد يكون وقود السيارات الضحية الأولى من المشتقات النفطية بتحويل المركبات لتسييرها كهربائياً على المديين المتوسط والبعيد حماية للبيئة من الملوثات، حيث من المتوقع أيضاً ان ينخفض معدل الاستهلاك العالمي الحالي من 101 مليون برميل إلى 75 مليون بحلول 2030 في اليوم.
بناء على ما تقدم، علينا مواجهة ما يلوح في الأفق، وكيفية الاستفادة من البدائل الأخرى مثل الشمس الساطعة التي تغطي سماءنا طوال العام، ومشاركة معاهدنا العلمية ومراكز الأبحاث وجامعة الكويت أو حتى طلب مشاركات عالمية، بحكم ان 20 عاماً ليست بالمدة الطويلة وصرف النظر عن استخدام النفط قد بدأ.

ومع انخفاض الطلب العالمي المتوقع بسبب سياسة الإحلال بالتوجه إلى البدائل مما يعني أيضاً ان المصادر الأعلى كلفة ستتضاءل وتختفي عن الأسواق في حال قل الطلب على النفط. في حين، أن مقاطعة النفط الروسي في أوروبا أسهمت في توجه روسيا إلى الأسواق الآسيوية ومنافسة أوبك في اسواقها التقليدية، وقد لا يدوم ذلك طويلاً مع التحوّل الأوروبي عن النفط، مما سيُشكّل ايضاً تهديداً للمنظمة أيضاً، ولهذا علينا الإسراع في البحث عن البديل الإستراتيجي.
وهذا التحوّل عن الأحفوري سيخفض نسبة أو معدل الاستثمار والبحث عن النفط بسبب التأخر في انتاج النفوط الجديدة في اميركا حيث يستغرق معدل 10 سنوات مما سيُشكّل كلفة مالية عالية. ولهذا السبب تحبذ الشركات النفطية في تحقيق أرباح سريعة من أجل رد قيمة مصاريف الانتاج للملاك، وبعوائد مقبولة قدرالإمكان، طالما ان سعر البرميل عند 75 دولاراً وأعلى.
فعلاً، هناك خوف وجزع حيث ان الإحلال والبديل عن النفط آت ومن الصعب توقيفه. بالرغم من التوسع في بناء المصافي المتجهة إلى الشرق في الدول المنتجة للنفط. والأزمة الحالية بين أوروبا ومقاطعة النفط الروسي مما يُشكّل تغييراً أو إرباكاً في الأسواق النفطية من زبائن وتغييراً في نمط توزيع واستيراد النفط والمشتقات البترولية، وفي تغيير مسار الناقلات. وهذا أيضاً ساعد في ارتفاع أسعار النفط مع التزام (أوبك+) الصارم بخفض الإنتاج، والخفض الطوعي بمقدار 1.300 مليون برميل ما بين المملكة العربية السعودية وروسيا الذي وضع في الوقت نفسه النظام والانضباطية في الأسواق، ما يدل على أن القيادة عند (أوبك+) ستكون حتى نهايه 2050.
وسيكون النفط الأميركي منافساً مع ارتفاع الاسعار وقدرة المنتجين هناك في التعامل مع المستجدات والتقنيات الحديثة والمطلوبة في سوق المنافسة. طالما ان العائد وقدرة المنتج الأميركي في انتاج نفط قابل أن يغطي مصاريفه وعائداً مالياً للملاك.
وعود على بدء، ما علينا إلّا البحث والتفكير والاستفادة من الخبرات الأجنبية المطلوبة لمساعدتنا في الكشف عن الطاقة البديلة للنفط من مصادر الشمس والرياح. حيث بات من الضرورة بمكان تحقيق ذلك، أسوة بالدول المجاورة.
كاتب ومحلل نفطي مستقل
naftikuwaiti@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي